11 سبتمبر 2025

تسجيل

ذكرى نعمة الحصار

04 يونيو 2020

هل تعرفون ما هو تاريخ يوم غد الجمعة ؟! إنه الخامس من يونيو من عام 2020 وهو يصادف الذكرى الثالثة لحصار قطر والذي فرضته جارات ثلاث هي السعودية والإمارات والبحرين منذ ثلاث سنوات كنا فيه في فجر اليوم العاشر من شهر رمضان حيث أقدمت هذه الدول والتي كنا نعدها دولا شقيقة لنا على إعلان حصار قطر براً بإغلاق السعودية حدودها المشتركة معنا وبحراً بمنع سفننا من الدخول للمياه الإقليمية الخاصة بهذه الدول وجواً بإغلاق المجال الجوي للدول الثلاث وإغلاق مطاراتها لاستقبال أو مرور أي طائرة للخطوط الجوية القطرية وحتى الطائرات التابعة لخطوط طيران أخرى تقلع أو تحط من وإلى مطار الدوحة الدولي في تصرف مفاجئ آنذاك استنكرته قطر ودول كثيرة ولا تزال تدين هذه السياسة التي أصرت دول نجتمع معها في مجلس تعاون خليجي واحد ويجمعنا بها صلات مشتركة اجتماعية واقتصادية وسياسية وعسكرية على المضي في هذا الحصار الذي ما كان له أن يحصل لولا تأكيد قطر على أن سياستها الداخلية والخارجية خط أحمر لا تسمح لأي كان أن يدس أنفه بها أو يجعل من دول قطر تابعة لأحد وأن هذه الشؤون إنما تخصها وحدها وهي من ترسم طريق سياستها وتمد أواصر علاقاتها مع أي دولة شاءت بحسب ما تفرضه عليها مصلحتها الوطنية التي تعود بالفائدة لها ولشعبها وحماية أرضها وأمن حدودها ولعل هذا الإصرار الذي تمضي به الدوحة جعله من أهم الأسباب التي استفزت دول الحصار وعليه كانت الشروط الـ 13 التي أعلنتها هذه الدول وكانت كلها تدخلا سافرا بالشؤون الداخلية لدولة قطر ورسم سياستها بما يتوافق مع رغبات هذا الحلف الثلاثي أو الرباعي باعتبار أن مصر أيضا شاركت في صياغة هذه الشروط وكانت القاهرة إحدى أهم المحطات التي عُقدت فيها مؤتمرات صحفية خاصة بدول الحصار التي أمهلت قطر عشرة أيام لترد على هذه الشروط إما بالإيجاب أو الرفض ورغم رفض قطر لهذه المطالب التافهة بعد أقل من ثلاثة أيام من إرسالها لها ظلت دول الحصار تطالب بها حتى بعد مرور أكثر من سنة وهي التي أمهلت الدوحة عشرة أيام للرد لتقلصها لاحقا بعد اجتماع في القاهرة إلى ستة مطالب أهمها إغلاق قناة الجزيرة بدءاً من قناتها الإخبارية وحتى قناة براعم الكرتونية للأطفال ونقض اتفاقيات الدوحة العسكرية مع تركيا وإغلاق قاعدة أنقرة الجوية في قطر بالإضافة إلى مطالب بقطع علاقات قطر الخارجية مع إيران رغم أن الدوحة كانت فعلا قد سحبت سفيرها الرسمي وممثليتها الدبلوماسية من طهران بعد اعتداء الإيرانيين على قنصلية السعودية في مشهد الإيرانية ولكن على ما يبدو أن دول الحصار كانت تبحث عن حجج واهية لفرض هذا الحصار على دولة خليجية مجاورة ولذا فقد كان رد الفعل الأول لقطر بعد فرض الحصار أن مدت يدها المسالمة ثانية إلى إيران والتي بادلتها السلام أيضا معربة عن استعدادها لفتح حدودها البرية والجوية والبحرية لضخ كل ما تحتاجه الدوحة من مواد غذائية ودوائية واستهلاكية واقتصادية عمرانية وكانت إيران ومازالت المنفذ الحيوي لنا بعد أن فعلت الجارات كل ما فعلنه ويفعلن ! . اليوم قطر وهي تشهد الذكرى الثالثة لهذا الحصار فإن شعبها يقول الحمدلله على نعمة الحصار والحمدلله على هذا الابتلاء الذي جعلنا ننهض من سبات المصير الواحد الذي استيقظنا منه لنجتهد في تحديد مصيرنا وليس كما أراد هؤلاء رسمه لنا ونحن اليوم نتمتع باكتفائنا الذاتي الذي تحقق بفضل من الله ثم بفضل القيادة وسواعد القطريين والمقيمين معا وما عدنا ننظر للوراء إلا لبيت الله الذي مُنعنا من تأدية فريضة الحج إليه وطُردنا منه حتى قبل أن نؤدي العمرة فيه ولحظة وصولنا إليه بسبب تسييس السعودية للمشاعر الدينية ناهيكم عن حقوق أهل قطر الضائعة والمنتهكة في هذه الدول بعد طرد كل من هو منسوب لقطر من على أراضيها ولكن في المجمل يظل الحصار نعمة ويبقى تميم بن حمد أكبر النعم والحمدلله ! . [email protected] @ebtesam777