18 سبتمبر 2025

تسجيل

الأسود والأبيض

04 يونيو 2020

أثارت حادثة مقتل رجل من اصحاب البشرة السوداء في امريكا العالم بأسره، وحدث من جرائها العديد من المظاهرات التي تعدت حدود الولايات المتحدة الامريكية الى العالم الافتراضي، واصبح الجميع يتكلم عن حقوق اصحاب البشرة السوداء، وكيف انهم يتعرضون الى التعنيف غير المبرر، واختيار عدم تطبيق القانون في كثير من الحالات عليهم، والذي يضمن سلامتهم. ولم تتوقف المظاهرات على هذه الحادثة ولكنها نشرت ايضاً العديد من الحوادث السابقة التي حدثت لمواطنين من اصحاب البشرة السوداء، وكيف ان هذا التعنيف الذي شهده التاريخ في السابق لم يتوقف بل يعاد كل يوم في اشكال مختلفة ينتهي بها المطاف الى لوم المواطن الاسود على نهايته المأساوية. وقفة تأمل؛ في خضم هذه المظاهرات وجدنا الكثير من المقارنات التي تستعرض التمييز العنصري الذي لا يتوقف عند لون البشرة "ابيض او اسود" بل يمتد ليشمل التمييز بين الجنسين، بين المرأة والرجل، بين اصل الروح كالأنفس العربية التي تقتل مقارنة بغيرها، وكذلك موطن الروح كالمقارنة بين المواطن والمقيم، بين المذاهب والجماعات وغيرها، فالتمييز لا حدود ولا لون له. وقد يضيق الخناق بين المتظاهرين حين ترى احدهم يشتم ويقذف من قتل الاسود، ولكنه لا يقبل ان تساويه بجاره من اصحاب "الاصل الاخر"، فهو يراه أقل منه ولا يساويه بالمكانة الاجتماعية او الدنيوية بشكل أعم. ولكنه لا يرى هذا تمييزا لأنه في اخر المطاف هو لا يجاهر برأيه الا اذا استدعى الامر!. ان العنصرية مرض مجتمعي قاتل، لا يراه البعض الا اذا تغلغل واحدث شقاقا في المجتمع، وقد تكون هذه مرحلة متأخرة من المرض فيصعب بعدئذ علاجها. ان تقريب الآراء بالنقاش ومحاولة فهم وقبول الآخر في ظل قانون يحمي الافراد جميعهم هو صمام أمان مجتمع مفتوح على الجميع ويشمل الجميع. أستودعكم؛ لا فرق إلا بالتقوى