15 سبتمبر 2025
تسجيلما قصة دول الحصار وما قصة الجبير تحديدا؟! فكلما انبرت كلمة صغيرة من لسان أي مسؤول قطري خرج لنا هذا الرجل ليعقب ويعلق وكأن وظيفته أصبحت في هذه الدنيا وعقب تنحيته من منصب وزير الخارجية هي مراقبة ما ستقوله الدوحة عقب كل حدث أو مؤتمر يقام ليجهز كلماته وينطلق في تلعثم وتأتأة ليعلق هو الآخر ليس في مضمون ما قاله هذا المسؤول ولكن هذه المرة على شكل تغريدات جاءت رداً على تصريحات سعادة وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني الذي عبر بصراحة في بعض بنود بياني قمتي مكة الخليجية والعربية الطارئتين وإنها لم تصدر وفق الإجراءات المعهودة وهذا أمر يفهم فيه وزير الخارجية القطري جيدا ولم يقله عبثا ليرى الجبير فيه ما يعلق عليه بهذه الصورة التي يواصل فيها التغرير بالشعب السعودي والبقاء على صورة (السعودية العظمى) حتى وإن باتت مهلهلة بالشكل الذي أصبح العالم كله يراها عليه ولكن الجبير يعلم أن كل التصريحات التي أدلى بها الشيخ محمد لم تكن (انقلاباً قطرياً) على هذين البيانين الهشين فعلا كما وصفها الجبير وإنما توصيفا لهما بالصورة التي لابد للشعوب الخليجية والعربية أن تراها في هذين البيانين اللذين طارت بهما الرياض فرحا وفي الحقيقة أنهما لم يخرجا عن إدانة إيران وأظهرا التبعية المطلقة (للسعودية العظمى) للرأي الأمريكي في جمهورية إيران الذي عبر عنه رئيسه المتهور دونالد ترامب في أنه لا يسعى مطلقاً إلى معاداة إيران وإنما إلى توقف تجاربها النووية التي يمكن أن تتطور وتصبح تهديدا فعليا لإسرائيل المدللة لدى واشنطن وبدء حوار فعلي بين الطرفين وهو ما رفضته طهران وهذا حقها السيادي في فعل ما تراه مناسبا لأمنها القومي ومصالحها الوطنية وفي المقابل أوضح وزير خارجية قطر أن تبني الرأي الأمريكي فيما يتعلق بإيران من خلال قمم مكة الطارئة والعادية هو تبنّ خاطئ لاسيما وأن واشنطن لا تتشارك مع إيران في حدود بحرية ولا تعد إحدى جاراتها القريبات كما هي منطقة الخليج ولذا عبر الشيخ محمد أن هذه الإدانة المطلقة لإيران لا يمكن أن تكون معقولة في خضم خلافاتنا الإقليمية مع طهران وهي الجارة لمنظومة الدول الخليجية وكان يجب أن تراعي هذه القمم هذه النقطة لتجعل الباب مواربا مع طهران لا أن تقفله ثم تعود كل من الرياض وابوظبي والمنامة للبكاء والشكوى من إيران وهم اللتان ظنتا أن بياني قمتي مكة سيسدان باب إيران للأبد ولذا كان على الجبير الذي أشك شخصيا في مستوى استيعابه لدروس الشيخ محمد بن عبدالرحمن أن يشاطره الرأي خصوصا وأن إيران لا تزال حليفة الإمارات الاقتصادية بنسبة تصل إلى أكثر من 80% من التبادل التجاري بينهما كما إن بعثة الحج الدينية الإيرانية هي الأكبر من بين البعثات التي تخضع الرياض لكافة شروطها ومطالبها قبل موسم الحج في تدليل واضح لها من قبل الرياض التي تباكت طيلة عقد قمم مكة بل وجعلت من مخلفات صواريخ الحوثيين الممطرة على كافة أصعدة السعودية متحفا دعت إليه كافة القادة وممثلي البعثات الدبلوماسية التي حضرت القمم لمشاهدة بقايا هذه الصواريخ التي يطلقها الحوثي على السعودية ولا أريد أن أعلق على مشهد جمع الناطق العسكري السعودي مع الرئيس اليمني وهو يشرح له متى وماذا فعلت هذه الصواريخ بأحياء الرياض ومحافظات المملكة من خراب وكأن هادي (المغبون) لا يعلم وغريب عن كل هذا ولسان حاله ونظراته يقولان: (لا تشكِ علي فأبكي لك يا صديقي) ! فأي خطأ قالته الخارجية القطرية في كل تصريحاتها حول بيانات هذه القمم التي فعلا حصرتها الرياض في إيران ومواقفها المتصاعدة معها وكانت بالفعل متجاهلة لكل القضايا العربية المصيرية وأهمها قضيتنا الأبدية (فلسطين) التي ما كان لهذه القمم الهزلية الهزيلة أن تأتي على ذكرها لولا تنبيه الوفد الفلسطيني المدعو لها لأن يكون اسم فلسطين حاضرا ولو شكليا في البيانات الختامية وبالفعل خرجت هذه البيانات على ذكر القضية بشكل موجز لا يمكن ان يعبر عن الموقف العربي الذي بات متجزئاً تجاهها لاسيما وأن الإدانات التي كنا نسمعها سابقا بحق إسرائيل باتت غائبة عن قممنا بعد أن حلت إيران بديلة عنها في خانة الإدانة والاستنكار والشجب والرفض بفضل السعودية التي نجحت في تقليص دائرة الشجب على إيران واعتبارها العدو الأول لأن الأخيرة ببساطة داعمة للمقاومة الفلسطينية (حماس) ورافضة بشكل قطعي ما تسمى بصفقة القرن التي تتشارك الرياض والإمارات وواشنطن في حبك خيوطها علنا وسرا إما بالتهديد للسلطة الفلسطينية تارة أو بالرشاوى والإغراءات المالية للأردن تارة أخرى لذا على الجبير أن يهدأ ويجعل (العساف) وزير الخارجية الفعلي ليقول كلمته إلا إذا عاد إبراهيم العساف مرة أخرى إلى فندق (إنتركونتننتال) ليس للنقاهة وإنما لتعليقه من رجليه ومساومته على كم مليار يسد (مبس) بها عجزا في خزينة بلاده التي ذهب معظمها إما لحرب خائبة في اليمن أو لخزينة ترامب الجائعة دائما وإما ليخت أو للوحة أو حتى لملاحقة المعارضين في الخارج واستدراجهم وقتلهم ونشرهم بمناشير لا يمكن للجبير إلا أن يقول أمامها (سم طال عمرك وحاضر ونعم )!. فاصلة أخيرة: صدق من قال إن وزير خارجية قطر هو (فارس الحصار) ليس لهمته وذكائه وحضور بديهته فقط وإنما لأنه الرجل المناسب الذي واجه هذا الظرف الذي مر على قطر بالصورة التي أحرجت الجبير المتلعثم وابن زايد الحزين وذامك المتخبط !. [email protected]