18 سبتمبر 2025
تسجيلهذه مناسبة عظيمة وكبيرة لابد أن أذهب مع الناس لكي أسلم على الشيخ، لا يمكن أن أفوت مثل هذه الفرصة السانحة، أذكر أنني قابلته مرة واحدة منذ زمن بعيد، وكان مبتسماً واستقبلني استقبالاً حسناً، لابد أنه لم يعد يذكرني اليوم، في مجتمعي العزلة تشعر بها عندما تكون بعيداً، لا يمكن لأي جهاز أو مؤسسة أن تعوضك عن اللقاء المباشر وتجديده لتبقى في الذاكرة، هذه طبيعة مجتمعاتنا، لبست أفخر ما أملك وانطلقت بسيارتي الجديدة، عشرات السيارات أمامي ومثلها خلفي، عند حاجز الأمن الأول، اسمك، بطاقتك، ثم أشار إلى أن آخذ مساراً مختلفاً عن بعض السيارات التي كانت أمامي، توقفنا بعض الوقت ثم اتجهنا إلى حاجز أمني آخر، بالطبع أتفهم النواحي الأمنية وضرورتها في أيامنا هذه، لكن القائمين على الحواجز الأمنية من الشرطة والأمن وحتى المراسم صغار في السن بالنسبة إلى جيلي لا أحد يعرفني، أحتاج في كل مرة أن أردد وأقول وأظهر بطاقتي، حيث لا منصب لدي ولا عضوية في مجلس الشورى ولا المجلس البلدي ولا السلك الدبلوماسي، مجرد مواطن، ويحتار الأمن في أولويتك، عليك أن تنتظر في الحاجز الأمني الثالث، أشاروا إليَ بالوقوف خارجاً، ولأن الدخول للشخصيات المهمة من المواطنين وغيرهم من أصحاب السلك الدبلومسي وكبار الضيوف، لا بأس في ذلك كلي اهتمامي أن أسلم على الشيخ وأن أجدد ذاكرته عله يتذكرني، من المهم جداً لي أن يعرفني ولا مجال آخر لي غير ذلك، ولا أملك منصباً ولا عضوية كما ذكرت ولا نقابة أو سلكاً مدنياً يجعلني حاضراً في ذاكرة الدولة، في السابق كان القائمون على التنظيم أكبر سناً وأعمق تجربة يعرفون المجتمع بطريقة أفضل، على كل حال هذا العام أفضل من السابق كما قيل لي، لقد هيأ القائمون على التنظيم سيارات فارهة لنقل المواطنين إلى الداخل للسلام بدلاً من المشي من الساحة الخارجية حتى مدخل القصر، وصلنا إلى القاعة الممتلئة تماماً بالمواطنين بانتظار السماح بالدخول والسلام، هناك قاعات أخرى لها الأولوية بالطبع، أشاروا إلينا بالانتظام صفاً واحداً، بدأنا في التحرك والتوقف وهكذا حتى أصبحنا داخل القاعة المهيبة والشيخ مبتسماً يسلم على الجميع، شعرت بالدولة في داخل هذه القاعة وأكثر من شعوري بها في أي مكان آخر، جاء دوري سلمت على الشيخ وذكرني بالاسم هتف قلبي فرحاً الحمد لله أنه لا يزال يتذكرني، وانطلقت مرحاً أسلم على الجميع، وكأنني ألقاهم للمرة الأولى، ذهب كل حنقي على نقاط الأمن وعلى بعض المسؤولين فيها من صغار السن الذين يكادون يصدونني عن مثل هذا اللقاء السريع والمؤثر الذي سأعيش عليه حتى المناسبة القادمة في السنة القادمة. [email protected]