11 سبتمبر 2025

تسجيل

نحن والأجانب!

04 يونيو 2015

تصوروا لو خُليت الصحف من الأجانب، فهل سنستطيع قراءة صفحة واحدة كل صباح؟! وماذا لو خليت المستشفيات من الأجانب، فهل سيكون لدينا نظام صحي متكامل؟! وماذا لو تم الاستغناء عن المهندسين والعمال الأجانب، فهل سيكون لدينا عمارات ضخمة جميلة ومشاريع عملاقة؟ وقيسوا على ذلك! فلنكن منطقيين قبل أن نكتب حرفاً للطعن فيهم، فهؤلاء ليسوا بلاجئين كأولئك على سواحل حوض المتوسط، بل أصحاب مهن وكفاءات جاءوا ليساعدونا في نهضة بلادنا، وإذا كانت هناك شكوى ضد بعضهم، فهل يجب لومهم أو من يقف وراءهم ويشجعهم على السيادة والتطاول والمشي المائل؟! إن عدد سكان بلادنا بسيط جداً وبالكاد يسدّون! في حين أن طموحات الدولة تناطح السحب ومشاريعها تتشعب كالنواة، حتى أصبح كل مشروع يفرخ مشاريع! فدولتنا فتية وتريد أن تكون لها بصمة عالمية في الرياضة والتعليم والاقتصاد والاستثمار والسياحة والسياسة وكل مجال آخر ممكن، وهذه الطموحات من الصعب أن يحققها الشعب القطري بنفسه (ما نكَفي!) فبدل صبِّ جام الغضب عليهم وجب توجيه هذا الغضب لمن استقدم ومَكّن، أما أن الأقلام قادرة على الأجنبي والوافد فهذه ليست بطولة! صحيح أن هناك من الجهات ممن تترك لهم الحبل على الغارب بدون حسيب ولا رقيب وعندما تفوح الروائح يُهجروا كالقطيع؟! فمن المسؤول عن اختيارهم؟! ومن المفروض أن يُحاسب؟ ومن ناحية أخرى فإن على الدولة أن تحسم أمرها في إبقاء من نحن بحاجة إليهم وأن لا تفتح الأبواب على مصاريعها لكل من هب ودب، فالدولة امتلأت والأعباء زادت وأصبحنا لا نطيق أنفسنا كمواطنين ومقيمين من كثر الازدحام على الخدمات وفي الشوارع والأماكن العامة. نعم هناك تجاوزات من بعض الأجانب، وهذا طبيعي وعلى عاتق الجهاز الحكومي تصويب الأمور من خلال إعطاء الصلاحيات والرقابة وتمكين المواطن القطري في أماكن عمله وإعطائه الأولوية مع وضع ضوابط وشروط للاستفادة من خبرة الأجنبي ووضعهم في المكان اللائق، مع العمل على تخفيض عددهم قدر الإمكان، فبمجرد انتهاء عقود عملهم عليهم بالمغادرة، فالمشكلة هناك، من يتم الاستغناء عنهم ويظلون في البلد بدون عمل ويتم استقدام موظفين جدد، فيحدث التكدس وما يتبع ذلك من سلبيات! ولكن بأي حال من الأحوال لا ينبغي إهانتهم جملة وتفصيلا بين الفينة والأخرى، فالاحترام وتقدير الأمور وعدم التعميم واجب! الحقيقة أن الوطن يريد أن يكبر فهو بحاجة إذن إلينا مع المقيمين والأجانب جميعاً، نكمل بعضنا البعض في سوق العمل المتشعب الذي لا يهدأ، وهذه حقيقة يجب التعايش معها!