27 أكتوبر 2025
تسجيليعتبر السلاح النووي عمود ارتكاز لأمان الدول وفرض هيبتها على المجتمع الدولي، لذلك تعمد الدول على تطوير وتحديث قواتها العسكرية باستمرار لحماية أراضيها وفرض صوتها على الساحة الدولية. وهنالك مقولة قديمة جديدة تفيد بان من يمتلك السلاح الأفضل يكون الأقوى.. دول الغرب بدءا بروسيا وامريكا وصولا الى دول العالم الثالث التي امتلكت هذا السلاح المرعب وعلى رأسها كوريا الشمالية وباكستان وايران التي تملأ الدنيا اثارة الان لمحاولاتها صنع قنبلة نووية.اين نحن اذا من هذا السباق النووي ونحن نمتلك اهم مصدرين للطاقة التي يعتمد العالم عليهما وهما البترول والغاز؟ كما ان موقعنا الاستراتيجي بين العالم يحتم وجود وسائل دفاع متطورة تحسبا لاي مارق يريد التدخل للسيطرة على اهم المواقع الدينية التي لا تخلو من محاولات العبث من بعض المتربصين للسيطرة والاستحواذ عليها، وهي ولله الحمد في ايد امينة متماسكة ضد اي مكروه قد يصيب مقدساتنا بسوء لا سمح الله.اذا كانت ايران الجارة المريبة انتهت من تأمين قدرتها النووية وتسعى جادة لتكون احدى منظومات هذه الدول، وفي ذلك جدل كبير الا ان الواقع انها وصلت لمبتغاها شئنا ام ابينا، والمنطق يقول ان كل دولة لها الحق في عمل ما تراه متماشيا مع مصلحتها القومية، الا ان الخلل بصراحة يعود الى قدرتنا على مسايرة العالم الجديد، ونحن كعصبة متجانسة تربطنا اهداف ورؤى مشتركة يجب ان نكون الاولى في امتلاك هذا المصدر الفتاك كوسيلة دفاع عن مصالح دولنا وشعوبنا، معروف اننا نمتلك اقوى مصادر الطاقة النظيفة في العالم وتقدمنا على كثير من دول العالم بواسطة هذه الطاقة لنكون اغنى دول العالم ماليا، لكن للاسف وقعنا في خانة اكثر دول العالم تخلفا بالطاقة النووية.اذا كنا لم نستطع كدول مجتمعة ان نطرح موضوع الطاقة النووية على الاقل في الاستخدامات السلمية كمصدر نساير به العالم المتطور، فليس اقل من ان تأخذ زمام مبادرة الشقيقة الكبرى التي اضحت رقما قويا على الساحة الدولية ويحق لها باسمها ان تدخل نادي الكبار في انتاج الطاقة النووية، ويؤكد ما اقوله عندما وقع نظري على عبارة استخدمها جهاز الإستخبارات البريطاني MI6 منذ فترة تقول (إن السعودية دولة نووية عندما تريد أن تكون نووية).اطلعت على تقرير صحفي خطير جدا ورد فيه انه في عام 1988 كشفت وسائل الإعلام الأمريكية عن صفقة مذهلة دعت الحكومة الأمريكية لتطالب في ذلك العام بتوضيحات من الجانب السعودي حول تلك المفاجأة، حيث ذكر ان المملكة قامت بتوقيع عقد تسلح مع الحكومة الصينية في صفقة قدرت قيمتها (3.5) مليار دولار لتزويد السعودية بصواريخ (CSS — 2) وإنشاء قاعدة لذلك الغرض.وفي غمرة الدهشة التي انتابت العالم وامريكا جاء الرد السعودي بأن هذه الأسلحة غير مزودة بأي أسلحة غير تقليدية وأنها لأجل الدفاع عن السعودية في مواجهة إيران فقط وأنها لن تشكل أي خطر على اسرائيل، واستمرت الضغوط الأمريكية المستمرة بتفتيش الصواريخ للتأكد من عدم وجود أسلحة نووية بها، الا ان الرد السعودي القاطع تمسك بمواقفه بعدم السماح مطلقا بأي تفتيش لتلك الصواريخ.لسنا دعاة حرب إلا ان عقيدتنا تحثنا على الاستعداد بما نستطيع لارهاب عدونا، والشقيقة الكبرى آثرت الكتمان على مثل هذا المشروع واستمر انكارها إلى يومنا هذا على وجود أي صفقة لتزويدها بأسلحة نووية أو بناء مفاعلات نووية على أراضيها.نأمل ان يكون النكران نابعا من قول رسولنا الكريم ((استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان)).. فما احوجنا ان نكون دولا تمتلك قدرات نووية للحرب والسلام معا. وسلامتكم