تعدد مراكز علاج الإدمان

كنت قد تطرقت منذ فترة في هذه الزاوية إلى انشاء مركز للادمان في قطر الذي اعلن بأنه سيفتتح قريبا كأول مركز لعلاج وتأهيل مرضى الادمان، وكنت قد سجلت في المقال اعتراضي على مسمى المركز وجاءتني ردود عديدة مؤيدة تقترح بعضها كما كنت قد طرحت ان يتحول إلى مسمى آخر بعيدا عن الحالة المباشرة، واقترحت في هذا الصدد مثلا اسم مركز الحالات المستعصية او مركز العلاج الاجتماعي أو مركز اصدقاء المجتمع أو مركز.... الخاليوم ساتطرق في مقالي حول نشاط مشابه ولكن بتسمية مناسبة وهو /مركز ارشدني/ للتأهيل الاجتماعي ومساعدة التائبين من الادمان وتوعية المجتمع القطري من أخطار المخدرات وهو مركز غير ربحي تابع لمؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية.. وتتركز خدمات المركز على مساعدة المتعافين من الادمان واعادة تأهيلهم نفسياً وصحياً واجتماعياً ودينياً وعمل رحلات حج وعمرة ومحاضرات دينية وتثقيفية للمتعافين.الجميل في هذا المركز كما اعلن القائمون عليه إنه الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويعتبر بادرة طيبة للتصدي بشكل قوي لظاهرة الإدمان، وهنا نطالب بضرورة تعريف المجتمع بالمركز الجديد من خلال وسائل الاعلام المختلفة حتى تعم الفائدة، وأن يستفيد منه المدمنون حيث يقدم المركز برامج مقننة من خلال تدريبات نفسية وجسدية تعينهم على ترك الإدمان تماما، بالاضافة إلى تقديم برامج وقائية لحماية شباب المجتمع من المراهقين وطلاب المدارس من كافة مخاطر الانحرافات السلوكية، يقدمها نخبة من الاختصاصيين التربويين المؤهلين.ولأنه المركز العربي الاول المتخصص في معالجة الادمان فكان من ضمن مهامه الانطلاق إلى العالمية لنشر الوعي بدوره الانساني، فتابعنا منذ فترة ذلك التعاون المثمر الذي ابرم مؤخرا مع الكلية الملكية للأطباء النفسيين فرع الإدمان في بريطانيا الذين التقوا في الدوحة مع المسؤولين في مركز /ارشدني/ من اجل تبادل الخبرات وبناء تعاون مشترك كجهة عالمية تحقق التوافق التام والهدف العام الذي يسعى إلى خلق شراكات عالمية مع المراكز والمؤسسات ذات الصلة بعلاج الإدمان، وزيادة الخبرات وتأصيل المعرفة وخلق مجتمع علمي مترابط في جميع بلدان العالم يقوم على أساس العلم والتجارب الصحيحة والخبرات البناءة.مركز /ارشدني/ الرائد في علاج الإدمان في قطر يخطو بثبات لترسيخ وجوده بين الامم وذلك بالتطلع إلى ما يرفع من شأنه ويشفع له تمرسه بالاحتكاك من خلال الزيارات الخارجية للمراكز والمؤسسات العالمية للاطلاع والتعرف على تجاربهم، وعقد اتفاقيات تعاون وشراكة مع جميع المراكز العلمية والمؤسسات التي تعمل في مجال علاج الإدمان والتعاطي بما يصب في مصلحة المجتمعات.وجود مثل هذا المركز في قطر وبهذا الطموح حتما هو يسير وفق رؤية قطر 2030م لتحقيق تنمية مستدامة في كل المجالات.. وهذا ما يستدعي دعمه والوقوف إلى جانبه بكل ثقة وثبات. وسلامتك