11 سبتمبر 2025

تسجيل

ملتقى المغردين..

04 يونيو 2013

لقد كان ملتقى المغردين الأول الذى نظمتة جريدة الشرق فى كتارا السبت الماضى بتاريخ 1/6/2013 وبحضور نخبة من الكتاب والمثقفين فى قطر والخليج والعالم العربى وعدد من المغردين وعرض كل منهم أهم التجارب التى تعرضوا لها من خلال مواقع التواصل فقد كان لها أثر بالغ الأهمية فى وقت أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى وعلى رأسها تويتر من أقوى وسائل التأثير بالإيجابية أو السلبية على عقول أكبر شريحة من التجمعات البشرية بمختلف الجنسيات والهوية الثقافية والمستوى التعليمى فى وقت واحد، وأصبحنا نرى عقولا متعددة ونماذج مختلفة من المترددين على شبكة التواصل الاجتماعى. وقد كان لهذا الملتقى اثار إيجابية بعيدة المدى لالقاء الضوء على مدى أهمية تويتر وغيره من وسائل الاعلام الاجتماعى فى كيفية استخدامه الاستخدام الأمثل ومدى اثاره فى التأثير على مستوى تفكير الاخرين أو تغيير سلوكيات معينة أو توجيه رسائل توعوية فى كافة المجالات المختلفة. ولذا من خلال استخدامه فكشف لنا الستار من النواحى السلبية أولا من سوء استخدامه من قبل الذين يدخلونه بأسماء وهمية ومحاولة منهم فى التضليل بالكثير من الأخبار الكاذبة أو بث الشائعات المزيفة سواء كانت تتعلق بتشويه صورة أفراد أو مؤسسات واثارة الفتن حول دولة معينة أو تضليل حول المذاهب الدينية المتعددة ولذا يستخدمون هذه الوسائل من الاعلام الاجتماعى للتاثير على عقول أكبر عدد من البشر ومصاحب بأدلة مزيفة يرصدونها وللأسف يقع العديد ممن لديهم مستوى الوعى العقلانى والفكرى والتعليمى فريسة لهؤلاء النماذج البشرية، واضافة لذلك كانت الطامة الكبرى حينما تفاجأ بالعديد من الأسماء الشهيرة من المثقفين والكتاب وممن يمثلون قدوة فى وسائل الاعلام المرئى وغير المرئى وتفاجأ من طريقة كتاباته وثوب الثقافة العامة التى يدعيها فى الاعلام ومن خلال كتاباته والحوار المفتوح حول العديد من القضايا الاجتماعية فتضع ألف علامة استفهام على نقاشه واسلوبه فى صياغة العديد من العبارات وتقارن وقتها ما بين ادعائه بالكلام وبين الواقع المرئى الذى نراه نصب أعيننا، فأصبحنا فى صدام ما بين ما نراه وما نسمعه من واقع مؤلم فإذا كان هؤلاء هم القدوة الحسنة فى الفكر والثقافة والتربية، فكيف سيكون مصير الأجيال التى تعتبرهم نماذج فى المجتمع يقتدون بها حولنا. اضافة إلى من يستخدمونه بلغة الهدم لأى أفكار ايجابية أو مواضيع تطرح من أجل البناء الايجابى، فتتعجب من ردود أفعالهم فمنهم كل مهمتهم الهدم والاثارة والسخرية بلفت أنظار أكبر عدد من المغردين. ومنها أيضا كشف تويتر من خلال التغريدات عن مستويات متعددة من التنشئة الاجتماعية وسلوكياتها المختلفة للكثير ممن تلتقى بهم من خلال الحوار والنقاش وتفاجأ بأشخاص وتنصدم بالاخرين من اختياره للكلمات أثناء النقاش وردود الأفعال المنعكسة فى حالة الاتفاق أو الاختلاف معهم فى الرأى ولكنك فى مثل هذه المواقف تترفع عن الرد على البعض ولا تستطيع الرد عليه لأنها راجعة إلى أصول التنشئة الاجتماعية التى تلقاها وإذا ناقشته فيها فلن يغير شيئا منها، لأنها تعود بالفعل على مصدر بيئته،التى تربى فيها، ولكن كل ما تستطيع أن تفعله هو أن تضع بصمة ايجابية معه وتتركة، ولكن من زوايا إيجابية أخرى لتويتر فهناك نماذج ناجحة من اجناس مختلفة فى كافة التخصصات وبالفعل استخدموا هذه الوسائل بطرق إيجابية فى التوعية المجتمعية والاستشارات المتعددة واستطاعوا من خلالها خلق صحوة ثقافية واجتماعية وعلمية فائقة، ومنهم من صب علمه وثقافته الواسعة فى أشكال مختلفة من التغريدات والمكونة من 140 حرفا ساهمت فى اصلاح العديد من الأسر وتوجيه العديد من سلوكيات المزيد من الأفراد نحو سلوكيات أفضل ارتقت بهم وبمستوى الوعى لديهم، وهؤلاء نماذج نفخر بهم بوسطنا ويمكن يكون البعض منهم يعمل بصمت ولكن ثمرات عمله تفوح عطرا للآخرين. ولذا نأمل المزيد والمزيد من هذه الملتقيات الفكرية والثقافية التى استطاعت أن تصلح العديد من الأفكار السلبية وكيفية استخدام وسائل الاعلام الاجتماعى بالشكل الصحيح وذلك من خلال عرض تجاربهم الايجابية فى رصد الأهداف الإيجايبة برفع مستوى وعى الأفراد وبالأخص فئة الشباب والذين يمثلون أكبر شريحة من المجتمع وأحد الكوادر البشرية والتى لا تستطيع أى نهضة تسعى لها أى دولة تسعى للتنمية الاقتصادية والثقافية والتعليمية بدون أن تكون فئة الشباب نصب أعينها ومصاحب لذلك طريقة توعيتهم فى الوقت الحاضر تختلف عن أزمنة سابقة وربما اعتمادها الكبير فى توصيل رؤيتها وأهدافها من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة والتى أصبحت عمود المعرفة والاطلاع لديهم، ونحن فى ظل كل هذه التغييرات المحيطة نأمل الوصول إلى ما نسعى إليه من خلال وسائل الاعلام الاجتماعى وغيره ونحن قادرون.