15 سبتمبر 2025

تسجيل

أرحنا بها يا بلال

04 مايو 2022

هموم أثقلت كاهلك، أمنيات طال انتظارها، خيبات أمل مُلئت بداخلك من تقلّب الأيام وتغير الظروف، لا للقلق، قد حدث كل ذلك في ما مضى للكثير وكان الملجأ للتخلص من كل ذلك، هو الراحة بالصلاة والدعاء بعد الاستماع والاستمتاع بجمال صوت الأذان الذي ينسيك كل تلك الهموم، قال الله عز وجل في كتابه العزيز "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ"، وقد جاء في الحديث عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه قال: لَمَّا أَمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس يعمل ليضرب به للناس لجمع الصلاة طاف بي وأنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده، فقلت: يا عبد الله أتبيع الناقوس؟ قال: وما تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة، قال: أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟ فقلت له: بلى، قال: فقال: تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، قال: ثم استأخر عني غير بعيد، ثم قال: وتقول إذا أقمت الصلاة: الله أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، فلما أصبحت، أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، بما رأيت فقال: «إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتا منك» فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه، ويؤذن به، قال: فسمع ذلك عمر بن الخطاب، وهو في بيته فخرج يجر رداءه، ويقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله، لقد رأيت مثل ما رأى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «فلله الحمد». وفي الحديث قال رجل من خزاعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا بلال، أقم الصلاة، أرحنا بها"، أي: ارفع أذان الصلاة وأقمها لنستريح بها، والدخول إلى الصلاة يعني الراحة من تعب الدنيا ومشاغلها، لما فيها من الدعاء لله تعالى وراحة للروح والقلب، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وجعلت قرة عيني في الصلاة". صوت ونداء يشعرك بالأمان والطمأنينة، ذلك النداء الذي يلامس وجدان الصغير والكبير الشاب والشيخ المرأة والرجل من أمتنا الإسلامية، ذلك صوت الأذان الذي يبعث بالطمأنينة وذلك المنادي الذي ينبه الناس لدخول وقت الصلاة نعمة تستحق الشكر، رسالتي المؤذن والإمام شخصيتان يقدمان أعمالا عظيمة لمجتمعاتنا وفي بعض الأحيان تكون رواتبهم لا تكفي حاجاتهم مع ارتفاع غلاء الأسعار، لفتة إنسانية لأبنائهم وتخفيف عبء الحياة عليهم سيكون ذلك من أجمل عمل الخير، كل التقدير لكل من يلتفت لحاجاتهم وحاجات أبنائهم ويعينهم على أعباء الحياة لقلة رواتبهم وارتفاع غلاء المعيشة فالأقربون أولى بالمعروف. @fyicl