11 سبتمبر 2025

تسجيل

خدمـات فظة وأخرى مراوغـة !

04 مايو 2021

ماذا استفادت إسرائيل بعد تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية؟! ربما يكون هذا هو السؤال الذي يجب أن يبحثه المراقبون للسياسة الدولية لا سيما فيما يخص الشؤون الإسرائيلية التي تُعنى بعلاقات هذا الكيان المزروع في قلب الأمة العربية بالولايات المتحدة الأمريكية، التي تتحكم نوعا ما بقوة إسرائيل السياسية، التي ما كان لها أن تتمدد جذورها وتتفرع بهذه الصورة لولا الدعم الأمريكي والأوروبي بشكل عام لها، ولا شك أن تل أبيب قد خسرت حليفا لها كان يسندها في الأزمات الحقيقية، وأعني دونالد ترامب الرئيس السابق لأمريكا، والذي قام بخطوة وصفها العالم بالخطوة المتهورة غير المدروسة، بينما صفقت لها إسرائيل كثيرا ووصفتها بالخطوة الشجاعة، التي لم يجرؤ أي رئيس أمريكي قبله على القيام بها وهي خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية للكيان الإسرائيلي، وهذا الاعتراف هو ما عمق الوجود الإسرائيلي في فلسطين وفي المقابل عمق جراح بعض العرب والفلسطينيين عموما. ولعل خطوة ترامب هذه هي ما يمكن أن يجعل إسرائيل تقيم له تمثال شجاعة في ميادينها المغتصبة من أرض فلسطين، بالإضافة إلى أن هذا الرجل قد سد باب المفاوضات نهائيا مع إيران المهددة الفعلية للوجود الإسرائيلي، أو كما يتصوره الإسرائيليون والأمريكيون والمراقبون للوضع السياسي في المنطقة، كما خرج دون إلقاء أي سلام وداعي من الاتفاق النووي المبرم مع إيران والاتحاد الأوروبي، فاتحا الباب على مصراعيه لأي هجوم أمريكي محتمل على الأراضي الإيرانية، وهو ما ألمحت له واشنطن صراحة من تحرك سفنها وفرقاطاتها الحربية في مياه الخليج عقب كل عقوبات أمريكية على إيران، ورفع سقف تخصيبها لليورانيوم، بينما في المقابل وبعد تنصيب بايدن الذي سارع لمواربة الباب مع إيران في إشارة تفاؤلية لبدء أي حوار ممكن وغير مشرط مع الجانب الإيراني، والذي قابل هذه الخطوة بحذر مطلوب لم يكن فيه التفاؤل حاضرا بالصورة المبالغ بها، فإن إسرائيل توجست خيفة من أن يتقدم بايدن بخطوة فعلية وملموسة تجاه طهران وهو ما فعله الرئيس الأمريكي فعلا بعد أن أبدى رغبته في عودة بلاده للاتفاق النووي إذا نفذت طهران ما عليها من التزامات، استقبلتها الأخيرة بمطالبات يجب أن تلتزم بها واشنطن كبادرة حسن نية، إذا ما أرادت وقف الخلاف والجلوس على طاولة الحوار، كما يرى الجانبان وبالصورة التي يمكن أن تنهي حربا لا يبدو عليها أنها باردة، وكل هذه المؤشرات جعلت إسرائيل تترقب وتراقب ما يجري بحذر حتى أعلنت بالأمس أن واشنطن ليست لديها النية للعودة إلى الاتفاق النووي مع طهران، ولم تترك مجالا للبيت الأبيض في أن يقوم بهذه الخطوة ويدلي بتصريحات رسمية حول هذا الموضوع، وهو دليل على أن تل أبيب يهمها كثيرا أن تتولى سياسة بايدن خط العداء ضد إيران وبالشكل الذي كان عليه في عهد ترامب السابق وليس من مصلحتها أن يرخي الرئيس الأمريكي الحبل لطهران لتشده من على الضفة الأخرى، ويصلا مجتمعين إلى نقطة تفاهم لا يبدو أن إسرائيل ستكون مرحبة بها تماما، وعليه فإننا نتفهم أن حكومة نتنياهو لا تبدو سعيدة جدا بحكومة بايدن، وإن كانت الأخيرة تبدو متفقة مع النهج الإسرائيلي في المنطقة ومؤيدة لكل حقوقها، وإن كانت قد فتحت بابا للفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات وأعادت بند المساعدات لقطاع غزة، والذي يبلغ 15 مليون دولار كان ترامب قد أوقفها عنهم تملصا من الدور الأمريكي في تطبيق المعاهدات الدولية فيما يخص القضية الفلسطينية، وكلها أمور لم ترحب بها إسرائيل سرا وعلانية لكنها واثقة أن كل حكومة أمريكية تأتي تخدم كيان إسرائيل بأي صورة كانت إما بطريقة ترامب الفظة والواضحة جدا أو بطريقة بايدن الهادئة والمراوغة إن صح التعبير!. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777