12 سبتمبر 2025

تسجيل

ذكـرى "مُعلّمة" لا "مـؤلمة"!

04 مايو 2020

بحسب السنة الهجرية فنحن اليوم نعيش ذكرى اليوم الثاني من الحصار الجائر الذي فرضته دول السعودية والإمارات والبحرين في شهر رمضان قبل ثلاث سنوات مضت حيث استيقظنا في ذلك الفجر بعد أن أدينا الصلاة وآوينا إلى الفراش بإعلان البحرين فرض الحصار البري والجوي والبحري على قطر لتتبعها السعودية مؤيدة لها ومن ثم الإمارات لأسباب مفتعلة وكاذبة بعد حادثة القرصنة التي لا تُنسى على وكالة الأنباء القطرية واختلاق تصريحات مفبركة على لسان سمو الأمير الشيخ تميم حفظه الله بأيام قليلة ويأتي اليوم ليكون الذكرى التي لن أقول عنها مؤلمة بقدر ما كانت ( معلمة ) لنا أخذنا منها الدروس والعبر ومازلنا ننهل من هذا الحصار دروسا ونكتشف معادن من كانوا لنا أشقاءً وجيرانا واصدقاءً يجمعنا كما قيل المصير المشترك بعد أن صدقنا عبثا أن بيننا دما وصلة وتاريخا مشتركا يمكنهم أن يمنعوا ما حدث قبل ثلاث سنوات وفي فجر يوم رمضاني لم يكن لأحد أن يتصور أن يقوم ( الأشقاء ) بما قاموا به متخلين عن كل الأواصر والوشائج التي تربطهم بنا وما زاد الأمر ( خسة ) واعذروني على هذه الكلمة أن خلافهم معنا لم يجعلوه سياسيا فقط بين الحكومات والذي ممكن أن يحل بالوسطاء والحوار والنقاش وبالأخذ والرد ولكنهم تمادوا في غيهم وخططهم الآثمة وأقحموا الشعوب في هذا الأمر بل وأرغموا شعوبهم على قطع علاقاتهم مع أهلهم وأبنائهم وأزواجهم مغالاة منهم في مد ساحة الخلاف ليدخل عنوة إلى كل بيت خليجي ما كان له أن يدخله لولا الرعونة التي أصابت هذه الحكومات فمنعوا القطريين والمقيمين فيها من التواصل مع عائلاتهم التي تعيش على أراضيهم بل وطردوهم عنوة دون ترتيب أمورهم الخاصة وتأمين ممتلكاتهم الشخصية التي لا يزال منها لديهم عالقا دون راع أو منهوب مسروق وترفض هذه الدول حتى هذه الساعة حل هذه الأمور العالقة بين قطر وبينهم دون وجه حق . لا أريد أن أبدو مبتهجة لاستمرار هذا الحصار وإن كان هذا هو الشعور السائد والحقيقي الذي يغمرني وليس أنا فقط بل إني أكاد أجزم أن أهل قطر دون استثناء يحمدون الله على هذا الحصار الذي نفضت بلادنا غبار جاراتها الذي كان يكسوها لأننا عرفنا أنفسنا وقدراتنا جيدا وكان اعتمادنا على أنفسنا هو أجمل ما نتج عن هذه الأزمة بالإضافة إلى بنائنا لعلاقات يمكن أن توصف بأنها علاقات ( جيوسياسية ) لا تعترف بجغرافيا الأرض وإنما على علاقات سياسية قوية ومتينة تختصر مسافات الأرض التي ظنت دول الحصار أننا لا يمكن أن نخرج من هذه القوقعة التي دخلوها هم الآن دون شعور منهم وما تمنوه لوطننا يمرون في فصوله فصلا فصلا ولسنا نحن بشامتين فهذه الأزمة علمتنا أن الغريب يمكن فعلا أن يأخذ دور القريب بحرفية وعمل يسهم في نجاحنا أكثر فأكثر ولذا تبوأت تركيا مركزا مهما في علاقاتنا الثنائية التي سارعت فور بدء الحصار لإمداد أسواقنا القطرية بكل المنتجات التي كنا نستوردها من دول الحصار كما فتحت إيران حدودها البحرية والجوية وأراضيها لمرور كل المنتجات التي تحتاجها قطر فكانت قناة ومتنفسا لنا حتى نهضنا واستطعنا بفضل من الله وتوفيقه ثم بجهود حكومتنا الرشيدة أن نعتمد على أنفسنا في تصنيع غذائنا واستطعنا بحمد الله أن ندعم مصانعنا المحلية حتى وصلنا في هذا الوقت والذي يشهد وباء مخيفا حصد مئات الآلاف من الأرواح في العالم بأسره إلى إنتاج أجهزة تنفس صناعية متطورة بل وتصديرها قريبا في خطوة أقل ما يقال عنها أنها جبارة لا سيما وأنها قامت على أيدي قطرية 100% من مهندسين قطريين .. وتسألوننا بعد كل هذا وأكثر عن الحصار ؟! .. أي حصار هذا ! . [email protected] @ebtesam777