27 أكتوبر 2025
تسجيلكي لا نصدم بالواقع؛ يجب أن نكشف النقاب عن أن يوم العمال الذي احتفل به العالم مطلع شهر مايو الجاري، ما هو إلا احتفال شيوعي اشتراكي، علماني، نقابي، سنوي، يقام في دول عديدة احتفاءً بالعمال، تنظمه حركة عمالية، شيوعية، فوضوية اشتراكية، اعتمدت الاحتفال به في الأول من شهر مايو من كل سنة، في عدد من دول العالم، وعطلة رسمية في أغلب دول العالم. نحن في قطر ليس لدينا نقابة، ولا جمعية، ولا حتى نادٍ للعمال كي نضع قدمنا وسطهم، وذلك بحكم أن الوظائف العمالية لا يشغلها القطريون، ولكن توجد في إدارة الموارد البشرية درجة عمال، يشغلها قلة من المواطنين، لا ترقى لأن تحسب على شعار اليوم العالمي للعمال، ومن واقع الدراسات والوثائق التاريخية، توجد فعلاً حركة عمالية قبل تاريخ استقلال قطر في الستينات، وكانت أول مطالبات حقوقية للعمال القطريين العاملين في شركات البترول الانجليزية، إبان بدء التنقيب عن النفط في دخان وام سيعيد، وكانت حركة إضراب شبابية وطنية تطالب بحقوقها في زيادة الرواتب، واعطاء المواطن الوضع الوظيفي في الشركة.الاحتفال بيوم العمال العالمي لم تكن مؤسساتنا بعيدة عنه، فشاركنا العالم هذه الاحتفالية في إطار المسؤولية الاجتماعية، التي انبرى لها الاتحاد القطري لكرة القدم، درءاً لما تتعرض له البلاد ـ بين فترة واخرى ـ من أقلام مأجورة، تشن حملة مسعورة تنهش في مفاصل الحراك الاجتماعي، بتلفيق الاكاذيب والخزعبلات، وتتهمنا بأننا لا نصون حقوق العمال، والمشاركة بهذه المناسبة العمالية تأكيد على حرص الدولة على حقوق أكثر من مليون عامل وافد، ورعايتهم، والحفاظ على صحتهم، وتهيئة ظروف وبيئة العمل المناسب، الذي يحفظ للإنسان كرامته وصحته وأمنه واستقراره. وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، أقامت بهذه المناسبة أيضا احتفالاً، وأشار سعادة الوزير بهذا الصدد إلى "أن صدور قانون تنظيم دخول وخروج وإقامة العمالة الوافدة الجديد، سيعزز ويرسخ حقوق العمال؛ بشأن حرية التعاقد مع أرباب العمل، والأعمال، بما يحفظ حقوق الطرفين في الإطار التعاقدي". هذا الاحتفال ليس المرة الأولى الذي تقيمه الوزارة، بل هي ترعى هذا التوجه اكثر من ثلاث سنوات.. وهذا العام تولت /دار الشرق/ رعاية المؤتمر، تحت مسمى "ذروة الإصلاح" بمشاركة نحو 300 شخص، ممثلين لعدد من الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات، إضافة إلى جامعة قطر، ومنظمة العفو الدولية، وممثلين عن عدد من المنظمات الدولية المعنية بالعمال.مؤتمر "حماية حقوق العمال" أعد له باأن يتزامن مع اليوم العالمي للعمال، وفي نفس الوقت جاءت مساهمة الاتحاد القطري لكرة القدم ـ بهذه المناسبة ـ لتؤكد جاهزية كل اجهزة الدولة للدفاع عن العمال المتواجدين في البلاد، وصون كرامتهم، وتحسين ظروفهم دون تمييز، وذلك نابع من المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع القطري، الذي يعتبره الاتحاد القطري لكرة القدم، من أساسيات مهامه في مواجهة التحديات في وضع استراتيجية؛ تمتد حتى 2021، لفتح قنوات التعاون مع جميع مؤسسات المجتمع المدني.نستثمر هذه المناسبة لنثبت للعالم أن دولة قطر بقيادتها الشابة، مستمرة في التزامها بكل الوعود التي أطلقتها، وترجمت ذلك عبر قوانين وتشريعات، وعبر أفعال حقيقية على أرض الواقع، وهي سهام صادمة لكل من يريد التشكيك في توجهاتنا النبيلة، لمواصلة مشوار التحدي، ورداً على كل المفتعلين الذين يتعمدون الإساءة إلى قطر، وجهودها الكبيرة الرامية إلى تحسين بيئات العمل. وسلامتكم