11 سبتمبر 2025

تسجيل

لنكون كما كان

04 مايو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لا تزال بعض الأمور في عملية التربية تحتاج إلى جهد جهيد من بعض أولياء الأمور، خاصة فيما يتعلق بالتوجيهات والإرشاد المستمر لأبنائنا في أمور حياتهم العلمية والعملية. الكل يعي ويعلم أننا في عصر تمت تسميته بـ "عصر السرعة" وأن أبناء اليوم ليسوا هم أبناء الماضي ولا يتمتعون بمهارة الاستماع والإنصات للخطب الرنانة التي في أغلب الأحيان يستخدمها أولياء الأمور في نصح أبنائهم عند حدوث أي مشكلة، بل إن بعضهم يصل لمرحلة من التوجيه تتصف بالخطبة العصماء، وهذا من الأخطاء الشائعة والمتكررة.ليكن منهجنا وقدوتنا رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، المتأمل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، يعجب من فقهه في معاملة النفوس، وحكمته في تربيتها وتأديبها، ورفقه في إصلاح أخطائها، وعلاج ما بها من خلل، يظهر ذلك في مواقفه التربوية الكثيرة والجديرة بالوقوف معها لتأملها والاستفادة منها في واقعنا ومناهجنا التربوية، ومن هذه المواقف: موقفه صلى الله عليه وسلم مع شاب مسلم جاء يستأذنه في الزنا.لقد غضب الصحابة عند سماع الاستئذان بالزنا من الشاب، فزجروه: "مه.. مه"، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم، عالجه بطريقة أخرى وذلك ببيان مفاسد مطلبه، وسوء عواقبه، وفي هذا إرشاد للمعلمين والمربين والدعاة باللطف بالجاهل قبل التعليم، فذلك أنفع له من التعنيف، ثم لا وجه للتعنيف لمن لا يعلم، فالإقناع برفق وحكمة هو الباب الصحيح لصرف العقول والقلوب عن المخالفات.لم ينظر النبي صلى الله عليه وسلم، إلى ذلك الشاب على أنه فقد الحياء والخير، بل تفهم حقيقة ما بداخله من شهوة، ولمس جانب الخير فيه، فتعامل معه صلى الله عليه وسلم بمنطق الإقناع العقلي مع الشفقة والحب، فأثابه إلى رشده، وأرجعه إلى طريق العفة والاستقامة، حتى أصبح رافضا للرذيلة، كارها لها، لقد كان الموقف يحمل أكثر من رسالة في عملية التربية والتأديب والنصح، أولا: هدأ من روع الشاب بعد ما كاد الصحابة أن يهموا به، ثانيا: طلب من الشاب الاقتراب منه لتكون النصيحة خاصة له دون إحراج أمام الجميع، ثالثا: بين للشاب سوء طلبه من الناحية النفسية بان وضعه موضع المسؤولية عن أهله، رابعا: جعل الكرة في ملعب الشاب ليحكم بنفسه ويبوء بعدم موافقته عن ما طلب، خامسا: أعطاه درسا في وجوب حب الخير للناس كما يحبه لنفسه وكره وبغض الشر للآخرين كما يكره لنفسه، سادسا: استخدم الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أسلوب السؤال والجواب (اختصار الكلمات الكثيرة التي لا تخدم الموقف).لنتخيل معا صورة من صور اليوم بأن صبيا يلعب بالأجهزة الذكية في البيت في وجود أمه وأبيه، وطلبت منه أمه احضار شيء لها، فكان جوابه التململ والانزعاج، وانه سوف ينفذ الطلب بعد أن ينتهي من اللعب، هنا يجب أن يتم استغلال الموقف بشكل إيجابي من قبل الأب، وتحويل المحنة إلى منحة، أولاً يطلب الأب من الابن بأن يتحدث معه على انفراد، ثم بعد ذلك يتوجه بالسؤال إلى الابن: هل ما فعلته يا بني كان صحيحا؟ أكاد اجزم بأن جواب الابن سوف يكون بـ لا، وهنا تنتهي المسألة على ذلك، ويأذن الأب للابن بالانصراف،يجب أن تكون توجيهات الآباء لأبنائهم كلمات لا تتعدى السطر الواحد، واستخدام الكلمات المباشرة التي لا تأويل فيها، وأن يكون النصح فيها على انفراد دون التوبيخ أمام الآخرين.( اجعلوا الحوار مع أبنائكم أساسه الترغيب وليس الترهيب).والسلام ختام.... ياكرام