27 أكتوبر 2025
تسجيلأتساءل عن الذي يحدث في مدينتنا الجميلة، نفسي أسأل عن غياب الهدوء والانسيابية التي اشتهرت بها مدينتنا، أتساءل عن تغيير تلك الشوارع المرتبطة بتاريخنا القريب عبر طرقاتها المتناغمة، عن تلك الأزقة العتيقة التي جرينا وتسابقنا ولعبنا في دهاليزها دون خوف أو وجل من أن تدهمنا سيارات متهورة فالتة بغير حساب تموج بين المارة تحول مسارهم إلى مضامير سباق تخترقها في أضيق الحدود . زحمة غير عادية في كل شوارع الدوحة وأيضا في ضواحيها لا أحد يسلم من الصداع والضيق من هذه الزحمة المفاجئة التي حلت علينا بدخول الوافدين بالملايين دون تقنين ومن جنسيات بعيدة عن ملتنا اقتحموا البلاد وملأوا أزقتنا بأشكال وأنواع من البشر لم نألفهم من قبل، ونحن نعيد في هذه الأجواء مقولة الصبر نعم الصبر جميل والصبر مفتاح الفرج ولكن أيضا للصبر حدود، الحياة لدينا أصبحت صعبة جدا كل مكان فيه زحمة، في كل مكان من حياتنا زحمة . الزحمة لدينا غير طبيعية، الحياة أصبحت لا تطاق الناس تصرخ وتئن من هذه الزحمة وليس لنا والله إلا الصبر، فاصبروا والله يعينكم على الزحمة وتذكروا أن شهر رمضان على الأبواب والأعياد قادمة، لا نريد أن نذكركم كم من المعاناة تكبدتوها الأعوام الماضية، بل نريد أن نذركم بالآتي فكل سنة واحنا في زحمة على طول أصبحت الزحمة أزمة ممتدة ممكن نموت والأزمة لن تنتهي، زحمة على كل حاجة زحمة في المحلات التجارية زحمة في الطرقات زحمة في المطاعم زحمة في بقالات التموين زحمة في البنوك وفي المدارس وفي الجامعات، حتى بيوتنا صار فيها زحمة . أحكي لكم عن معاناتي الشخصية مع الزحمة، بالأمس كان لدي طلب لاستجلاب خادمة ولأنه يوجد في منطقتنا فرع للجوازات فتقدمت من خلالهم إلا أنهم وجهوني إلى إدارة الجوازات المركزية، لا أدري لماذا رغم أن هذه الإدارة الفرعية فيها ضباط برتب عالية ولديهم نفس النظام اللي عند الضباط في الإدارة المركزية إلا أن صلاحياتهم محدودة على ما يبدو، هل كتب علينا أن نبقى في فلك المعاناة ونغوص في الزحمة؟ ذهبت إلى إدارة الجوازات من أجل إدخال ورقة الطلب فقط، كانت الساعة التاسعة صباحا عندما توجهت ورغم أن المسافة في العادة لا تستغرق نصف ساعة على أكثر تقدير من الفرع إلى الأصل إلا أنني عدت إلى موقعي الساعة 12 ظهرا، صعقت من تلك الزحمة المقززة وتمنيت ألا أقدم طلبي، واستمررت أشغل وقت الانتظار بالاستغفار وبين حاجبي علامة استفهام كبيرة لماذا هذه المركزية ؟ وما فائدة الفروع الكبيرة التي ما أنشئت إلا لتسهيل معاملات الناس واستعاضتهم عن عناء مشوار السفر إلى موقع الجوازات المركزي. انتهيت من مهمتي التي لم تستغرق خمس دقائق فخرجت من تلك المنطقة المشحونة بالسيارات المزدحمة وأنا أتحسر على ذلك الوقت الذي أهدر دون سبب معقول مما يدل على أن الوقت لدينا أصبح غير ذي قيمة وأن الناس اعتادوا هذه الأجواء مع ما يتعرضون له من مخالفات سواء من مسؤوليهم في العمل أو من رجال المرور الذين يتربصون عند المواقف المشغولة باستمرار . نريد حلا وسلامتكم