17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في مؤتمر جمعية التاريخ والآثار الخليجية الأسبوع الماضي تحدث الباحث د. سلطان الاصقة في تتبعه للصراع الممتد عبر قرون في الخليج من قبل بعض القوى المتنافسة وعلى رأسها بريطانيا والعثمانيون والإنجليز والألمان ، أن الإنجليز و بعد احتلال نابليون مصر ١٧٩٨ وتهديده الشام اعتبروا الخليج بمثابة خط الدفاع الأول لحماية تجارتهم ومصالحهم ونفوذهم في الهند ( جوهرة التاج البريطاني) كما كانوا يطلقون عليها ، ليتحول الخليج في فترة لاحقة من عمر هذا الصراع الاستعماري إلى بحيرة مغلقة للبريطانيين. وبعد الحربين العالميتين الأولى والثانية وظهور قوى كبرى أخرى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بدأ الخليج يأخذ شكلاً وطابعاً سياسياً آخر ، لاسيما بعد ظهور النفط ، حيث اعتبر السياسيون الأمريكيون أن الخليج هو ساحة الاستعراض الأقوى تأثيراً لفرض وإظهار قوتهم ، خصوصاً مع خسارة الساحل الشرقي من الخليج بعد الثورة الإيرانية ١٩٧٩ ، و ازدياد حدة الحرب الباردة بينها وبين الروس.ومع نشوب الحرب العراقية الإيرانية التي تلتها حرب تحرير الكويت و الإطاحة بنظام صدام حسين، وتصاعد حدة التوترات بالمنطقة ، بدا واضحا التراجع المستمر في قدرة الأمريكان على الحفاظ على نفوذهم في منطقة الخليج ، حيث بدأ الأمريكان يفسحون المجال للإيرانيين لفرض سياستهم وممارسة دور شرطي المنطقة إن لزم الأمر فيما بعد ، والذي سيخدم بشكل أو بآخر أهدافا غير معلنة للأمريكان في الخليج العربي ، وبالفعل كان هذا الدور المرسوم يسير بشكل طبيعي وهادئ نحو تسلم إيران من الأمريكان زي شرطي الخليج ............ لكن ومع هبوب رياح عاصفة الحزم وانطلاقها القوي ....والذي أطاح بهذه الخطط المرسومة عبر عدة عقود ، يمكن القول أن زي شرطي الخليج الذي أوشكت أمريكا أن تُلبسة لإيران قد....طار..............وعرى معه إيران .....الذي اكتشف العالم مدى ضعفها وارتباكها وعدم قدرتها على الفعل .وفي اعتقادي أن هذا الشعور والصورة التي ظهر عليها الإيرانيون سيدفعهم مستقبلاً نحو مزيد من المراهقة السياسية والتهور في المنطقة .لذا لابد على القادة في الخليج أن يكونوا مستعدين لخطوات أكثر قوة وحسم ، و نفس التوجه وبنفس الحزم . إن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم على موائد معظم صانعي القرارات السياسية في مختلف دول العالم هو ..... ماهية الخطط التي يتبناها الخليجيون لمستقبل المنطقة لمواجهة تقلص وانكماش حجم ودور النفوذ الأمريكي في الخليج ، وكيف سيتحرك الخليجيون بعد أن صنعوا وبقوة حيّزاً أكبر لهم في المنطقة ، خصوصاً بعد أن كشفت عاصفة الحزم حجم القوة الحقيقي الوهمي المنسوب لإيران وأيضاً كشفت عن طبيعة وحقيقة المزاعم لبعض جيراننا العرب الذين طالما تشدقوا بالقدرة على حماية الخليج (مسافة السكة) ، فاليوم السعودية والتحالف الخليجي باتوا يشكلون قوة ذات مساحة واسعة وقدرة على الفعل العسكري والسياسي، ومن الواضح أن تسليم الخليج لإيران لم يعد ممكناً اليوم في ظل هذا التغير الجذري في ميزان القوى السياسية والعسكرية .وعليه فالدور الجديد للقوة الخليجية يجب أن يعمل بكل جد على استمرار توسيع قدراته وصقلها وتوظيف إمكاناته للسير في طريق الأقوياء والفاعلين وليس طريق (الإحسان من ضعف أو العمل الدبلوماسي من عجز)، فقد لخص المتنبي شاعر العرب هذا المعنى حين قال................. وإني أصاحبُ حلمي وهو بي كرمُولا أصاحبُ حلمي وهو بي جبنُ