14 سبتمبر 2025
تسجيلقامت سمو الشيخة موزا حرم سمو الأمير بزيارة لجامعة قطر والتقت بالإدارة العليا في الجامعة كما التقت بالهيئة الأكاديمية واستمعت إليهم وحاورت البعض منهم وتنقلت بين مباني الكليات الحديثة البناء وتفقدت معالمها وفصولها الدراسية ونالت المكتبة نصيبا من وقتها الثمين وشاركت كلية الهندسة وجهود طلابها وأساتذتها ببعض تجاربهم العلمية. كانت زيارة سموها تعود إلى الربع الأخير من حقبة تسعينات القرن الماضي، والتقت بأعضاء الهيئة التعليمية ذكرانا وإناثا، كانت الصدارة في ذلك الاجتماع الأول للهيئة الإدارية قدموا فيها جهودهم وإنجازاتهم الإدارية وآراءهم بمفهوم ذلك الزمان كانت سموها مستمعة ولم تدخل في حوار ويقيني بأن تلك الزيارة أرادت منها الاطلاع والاكتفاء بما تسمع والحق أن ذلك الاجتماع الأول في تقديري لم ينل إعجاب سيدة المجتمع الأولى والسبب في ذلك يعود إلى أن هناك حاجزا بين سموها والهيئة التعليمية، لأن التثقيف الذي سبق الزيارة الأولى كان يركز على عدم إظهار السلبيات وعدم الإطالة في أي مداخلة لأن جدول أعمال سموها مزدحم لم تكن سموها في ذلك الزمان قد انخرطت في معراج إصلاح العملية التعليمية من مراحلها الأولى وحتى الجامعة أما اليوم فهي تقود مرحلة تحديث العملية التعليمية على كل الصعد ففي زيارتها الرئيسية الثانية للجامعة كانت سموها متحدثة عن التعليم وتعريب مراحله المختلفة وركزت سموها في كلمتها على أهمية اللغة العربية ودورها الحضاري وأن خريج الجامعة القطرية لا يعيبه أن يكون تعلمه بلغته القومية " العربية " وقالت في كلمتها تعالوا لنحافظ على الهوية الوطنية والانتماء العربي وحفظ موروثنا الديني من هيمنة اللغات الأجنبية. في الوقت نفسه لم تهمل الإشارة إلى أهمية تعلم اللغات الأخرى لأنها تزيد المعرفة وتقوي لغتنا العربية. من هنا أقول إن شأن اللغة العربية مشروع متكامل، فالتعليم باللغة العربية من مراحل التعليم الأولى وحتى الجامعات والحفاظ عليها وتطوير طرق تعلمها واجب قومي عربي إسلامي لا يجوز التهاون في شأنه. لكن يجب أن يرافق تلك العملية التعليمية ممارسات عملية في جميع مرافق الدولة ومؤسساتها العامة والخاصة وفي كل القطاعات منها البنوك وشركات التأمين وشركات البترول والطيران القطرية ومؤسسة قطر للاتصالات " كيوتل " وغير ذلك من المؤسسات المهمة وعلى وزارة الثقافة والبلدية والتخطيط أن تلاحظ أسماء المحلات التجارية وفرض تعريبها وهذا لا يعني أن ينكتب اسم المحل بأحرف عربية كالقول " رسترنت فيرست كلاس " أو " مون بلاس رستورنت " يجب تعريب الاسم ابتداء. ولا يجب أن ننسى الإذاعة والتليفزيون، فلا يجوز للمذيع أن يقول تلقيت عددا من " المسجات، والكولات " يقصد بذلك أنه / أنها تلقى عددا من الرسائل النصية على هاتفة أو بريده الإلكتروني ومكالمات هاتفية. لابد أن نقدم الشكر الوافر لصاحبة السمو الشيخة موزا على اهتمامها باللغة العربية بعد أن كدنا نفقد الأمل في العودة إلى لغتنا المقدسة في مناهج التعليم، وفي ذات السياق فإن الكاتب يتوجه إلى سموها بدعوتها بالاهتمام بالترجمة إلى اللغة العربية لكل المواد التعليمية وغيرها وفي كل حقول المعرفة. لقد أحسنت جامعة الرياض عندما ترجمت أكثر من خمسين مقررا دراسيا في الجامعة ويجري تحديثها كل عامين أو ثلاثة أعوام. إن اللغة العربية والعلماء العرب أبدعوا عندما تواصلوا مع الحضارات الإنسانية عن طريق الترجمة في العصر العباسي ولا ننسى دور بيت الحكمة في بغداد ودوره الحضاري والنهوض باللغة العربية والبحث العلمي. وبقيادة سموها في هذا المجال يمكن أن تكون قطر كلها " بيت الحكمة ". (2) قبل كل قول فلابد من الإشادة بمستشفى الأمل (لأمراض السرطان) على التأثيث والتجهيز والإدارة والتمريض والتطبيب فكل هذه العوامل في هذا الصرح الإنساني من دخولك إلى خروجك منه في صحة جيدة وأنت تتلقى عناية فائقة لا تقل عن أعرق وأحدث المستشفيات المتخصصة في العالم ولا أقول ذلك مبالغة وإنما هو الواقع.. بعد هذه الكلمة فلابد من الإشارة إلى بعض النقاط المهمة وهي أن العلاج عن طريق حقن المريض بجرع كيماوية حتما تؤدي إلى قتل الخلايا الأمر الذي يودي إلى تجددها في فترة زمنية محددة بإرادة الله عز وجل. بعض المرضى بين كل جرعة وأخرى قد تأخذ فترة أسبوع أو أقل قليلا أو أكثر وهنا ما أريد أن أشير إليه من واقع المشاهدة في مستشفيات كمستشفى الأمل عندنا أن المريض قبل الجرعة الثانية يحتاج إلى فحوصات طبية شفهية ومختبرية كتحليل الدم لكي يتم التأكد من نتائج جرعة الكيماوي السابقة ماذا فعلت بالمريض، ويحتاج إلى خبير تغذية لمعرفة نوع الغذاء وكمياته وأوقات تناوله، ويحتاج إلى مختص في علم الاجتماع ليوجه أسئلة اجتماعية مع الأسرة ومع المريض للتعرف عن حالات النوم وعدد ساعاته،والتبول ومعدلات السكري ارتفاعا أو انخفاضا وهل المريض تنتابه حالات "نرفزة ". هذه الإجراءات كلها تحدث في المستشفيات الراقية. أستطيع القول إن هذه الإجراءات لا تحدث عندنا ولا بنسبة 5% ويمكن رد ذلك إلى الأعباء الثقيلة على الهيئة التمريضية والطبية ونقص الكفاءات المدربة والمؤهلة لمثل هذا العمل الإنساني الشاق. نتمنى على إدارة مستشفى الأمل أن توفد بعضا من موظفيها لزيارات ميدانية في مستشفيات كهذا المستشفى في أمريكا وكندا وأستراليا إن حكومتنا لم تبخل على المؤسسات الطبية بالمال لقد أعطت وهي على استعداد أن تعطي فهل تكون طبقة المديرين في مستوى المسؤولية للنهوض بمثل هذه المهام. آخر القول: وفق الله الجميع لخدمة هذا الوطن بإخلاص وأمانة وحب ووفاء.