11 سبتمبر 2025

تسجيل

الصراع القديم الجديد حول تاريخ الجماعة الحوثية

04 مارس 2020

هادي لم يتحرك من على كرسيه وظل يتفرج على جماعات الحوثي وهي تحتل اليمن يتوجب التحرك السريع من خلال قيادة يمنية حريصة على وقف الحملة العسكرية وإعادة السلام بقايا المخلوع علي صالح كانوا السبب الرئيسي في تعرض اليمن لتلك الأحداث الخطيرة ماذا تريد جماعات الحوثي من صراعها المتواصل ضد الأمة العربية منذ نهاية النظام الملكي في اليمن وحتى الآن بل إن زيادة وتشبث هذه الجماعات بالنظام اليمني الملكي يزداد قوة وتطلعاً، خاصة بعد أن وجدت هذه الجماعات من يحتضنها من الأنظمة ذات الطموح المذهبي في الأقاليم الأخرى وبعض القبول في التعاون معها للتوسع المذهبي، الذي بدون شك ينعكس سلباً على الأنظمة ويشكل خطورة سياسية ضد الأنظمة الأخرى من حيث عدم استقرارها. والمرجح أن الانتشار والتوسع على حساب الدول الأخرى مثل اليمن فهذه الجماعة عندما احتلت اليمن قبل عدة سنوات لم يتحرك منصور هادي من على كرسيه بل ظل يتفرج على جماعات الحوثي وهي تحتل اليمن ودون الرد على ذلك الاحتلال حتى بوقوف عسكري واحد ضد ذلك الاحتلال الهمجي والمتخلف. وفي ظل تلك التوجهات كان لابد من التنسيق العسكري الجوى والأرضي لدعم عمليات "عاصفة الحزم" ضد العدوان الحوثي على الشرعية التي بسببها أدت إلى اشتعال هذه الحرب والتي ربما تقود اليمن إلى أكثر من طريق مجهول ليست لصالح اليمن أولا ولا لصالح العرب ثانيا، خاصة أن الحروب الإقليمية في نظر الحوثيين أصبحت مصيرية بالنسبة لهم بعد أن وجدوا الدعم الخارجي وبعد أن وجدت هذه الجماعات الحوثية من يقف معها من دول المنطقة إلى نهاية المطاف من أجل تأكيد وجودها على الأرض اليمنية. ومن خلال إيجاد ملاذ يمني لكيان حوثي يتحرك من خلاله إلى منافذ في المنطقة وليتحرك منها ضد أشقائه بدعم إقليمي كبير يهدف إلى التوسع. الجماعات الحوثية ظلت لزمن طويل في العصر الملكي اليمني خادمة مطيعة للملكية مقابل منحها بعض الوظائف في ذلك النظام المتخلف الذي وفر للحوثية مكانة سياسية واجتماعية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإدارية المحلية اليمنية ولكنها لم تكن تتطلع إلى مساعدة عسكرية خارجية كما هو الحال الآن. ولتخفيف آلام الحرب يتوجب ضرورة التحرك السريع من خلال وجود قيادة يمنية حريصة تتحرك من الداخل لإقناع الحوثيين بوقف الحملة العسكرية والعودة إلى السلام بين أبناء الشعب الواحد ووقف عمليات "عاصفة الحزم" وحسم الحملة العسكرية لصالح الشرعية، وذلك بعد القيام بالتأديب المناسب لبقايا المخلوع علي صالح الذين كانوا السبب الرئيسي في تعرض اليمن لمثل تلك الأحداث الخطيرة. ومن أخطر مآسي اليمن تلك التطلعات الحوثية الرافضة لكل الحلول والسعي المتواصل إلى تحقيق أهدافها القديمة المتعلقة بنجاحها في العودة باليمن إلى الماضي البعيد لاستعادة الملكية في البلاد أي إلى ملكية ما قبل الجمهورية عام 1962 عندما ظلوا يحكمون البلاد بطرق متخلفة جدا لزمن طويل جدا مستعبدين المواطن وحرمانه من التعليم والصحة والمشاركة في بناء اليمن مما دفع هذا الشعب إلى الانكفاء في الريف للعمل الوحيد في الزراعة البدائية البسيطة والرعي لتوفير ضروريات حياته النكدة مع عائلته. ولخطورة تطلعات الحوثيين إلى يمن مذهبي في المنطقة العربية من خلال حقدهم على المواطن اليمني وجارهم العربي بصفة عامة بعد حياة انعزالية طويلة فإن الإجراءات الأخيرة لجأت مضطرة إلى محاربة الانقلاب الحوثي في اليمن والذي يستحيل التعايش معه ضمن سلوكه غير الإنساني وغير العادي أهمه أن الجماعة الحوثية في الحرب الأخيرة استولت على الخبز والطحين والأدوات البسيطة في بيوت المواطنين التي تخص المناطق التي تمكنوا من احتلالها، إضافة إلى الاستيلاء على الماشية وفي ظل طرق وحشية غريبة تملكوا كل أملاك المواطنين الغلابة واستغلوها لصالحهم. وليست كراهية في الحوثيين عندما يوصفون من العارفين لهم بأنهم غوغائيون مع كراهية متعفنة في نفوسهم للآخرين ويؤكد ما نشير إليه أن نتائج حكمهم الذي بلى الله اليمن به في فترات متقطعة منذ أزمنة بعيدة تكشف عن مخلفات مخزية وفي نفس الوقت متخلفة ومؤلمة كانت السبب الرئيسي في تخلف وتأخر اليمن عن جيرانها في المنطقة. وهكذا ظلت مشكلة الحوثيين القديمة الجديدة أنهم يرون أنفسهم أفضل من جميع اليمنيين استنادا إلى مزاعمهم في مؤلفاتهم التي ألفوها منذ زمن بأنهم "الطائفة الهاشمية" الوحيدة التي جاءت إلى مدينة صعدة اليمنية بعد ظهور الإسلام من جبل الرس جنوبي المدينة المنورة وعند وصولهم وإقامتهم في مدينة صعدة تولوا حكم اليمن منذ ألف ونيف عام حسبما هو مسجل في أحد كتبهم لمؤلفه عبد الرحمن الجرافي اليمني أحد زعماء الجماعات الحوثية القديمة. [email protected]