12 سبتمبر 2025

تسجيل

حلحلتكم هذه دعوها لكم !

04 مارس 2019

هل بدأنا نتعايش مع فكرة ألا تُحل الأزمة الخليجية ؟! هو سؤال لا يبدو أن المهتمين داخل قطر باتوا على عجلة من أمورهم للبحث عن إجابة شافية له، ولكن المراقبين هم من يرون أن الأمور باتت تسير إلى الأسوأ خصوصاً في ظل تزايد هجوم إعلام دول الحصار والعودة إلى السياسات العقيمة في مهاجمة قطر من خلال اللعب بورقة القبائل ومن يسهل عليهم خيانة وطنهم واعتبارهم ورقة رابحة يمكن تبريرها للتشكيك في قيادة قطر وحكومتها، ولن ينجحوا بالطبع في هذا لإيماننا الكبير بأن هذا التكاتف الشعبي الذي لا تزال وشائجه تضرب في عمق العلاقة الراسخة التي لن يفهمها مثل هؤلاء لأنهم لم يكونوا يتوقعون هذا الالتفاف وذاك التكاتف الذي حدث بين القيادة والشعب فور الهجمة الشرسة التي مُنيت بها حكومتنا من أياد غادرة كان مهمتها الإطاحة بنظام الحكم في قطر وغزو أراضيها وهو ما أكده سمو الأمير المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -حفظه الله- في كلمته الأولى التي أعقبت فرض الحصار الجائر على وطننا في قوله إنهم جهلوا العلاقة العميقة التي تربط شعب هذا الوطن بقيادته ولذا آلمهم ذلك التآلف والذي كان وما زال حصناً منيعاً أمام كل هجمة سوء يريد أصحابها أن تطال قطر ولذا نراهم يتخبطون ذات اليمين وذات الشمال منذ بداية الحصار في كيفية هز المجتمع القطري من الداخل في جهل منهم أن كل ما فعلوه ويفعلونه اليوم لا يزيد هذا المجتمع سوى التمسك بقيادته ورموزه وبأرضه وأن كل ما يفعله هؤلاء إنما هو هباء منثور في الواقع!. ونعود للسؤال الذي ابتدرت به مقالي هذا: ماذا لو لم تحل هذه الأزمة المفتعلة ضد قطر والتي أثرت بصورة كبيرة على تماسك المنطقة وجعلت الأبواب التي كان ينتظرها أعداؤنا تُفتح بفضل حمقى السياسة من دول الحصار؟. داخلياً بتنا نأخذ الأمر على أنه هجوم مستمر على قطر ولا يبدو أن حلحلة تلوح في الأفق ولذا ففكرة الحل تبدو لنا مستبعدة بل إن أكثرنا لا يريدها، ليس لأننا نرفض الصلح ولكن لسببين، أولهما لأن الصلح الذي يريدونه هو بحسب معاييرهم ومصالحهم فيه دون النظر إلى ما تدعو له قطر في أن يتشكل بحيث لا يمس كرامة والشؤون الداخلية لأي بلد خليجي، والسبب الآخر هو أنه لم يعد لدينا إيمان برجاحة عقول من سنتعامل معهم سياسياً من جديد لأنهم وإن كانوا في سن الأهلية المطلوبة لاتخاذ القرارات والحكم إلا أن هذه السن لا تعكس تماماً نضج العقول التي تحملها، وعليه فمن عليه أن يؤمن بأن العودة لمد العلاقات بيننا وبينهم يمكن أن تكون آمنة بصورة كاملة أو أنه يمكن حتى أن يلتزموا بما يتعهدون به مع قطر؟ فهل ستلزمهم اتفاقيات وهم الذين اتهموا الدوحة بأنها نقضت اتفاق الرياض الأخير والذي وُقع في عام 2014 وهم في الواقع من دمر كل الاتفاقيات المبرمة لأجل تماسك هذا الكيان الخليجي الواحد؟! ومن عليه أساساً أن يأخذ ضمانات محكمة من أشخاص مثل محمد بن زايد أو محمد بن سلمان سيّروا الأمور بمراهقة سياسية عمياء أودت بخليجنا الذي كان من المفترض أن يبقى واحداً إلى مستنقع من الفرقة والشتات وقوضوا الشعوب الخليجية أيضاً ضد بعضها البعض ناهيكم عن إثارة القبلية وشراء الأنفس الرخيصة واستخدام الأذرع الإعلامية المأجورة لتشويه سمعة وصورة قطر. فكيف لنا بعد هذا وتفاقمه حالياً بيننا أن نبحث عن حل إن لم يكن البحث الحقيقي هو البحث عن أشخاص مسؤولين يمكن أن نعقد معهم وثائق صلح حقيقية ونظيفة مشتركة؟! وما الذي يضمن للدوحة ألا تتكرر صنوف هذا الغدر بصورة أكبر وأكثر بشاعة وشناعة ما دام الطرف الآخر لا يؤمن جانبه حتى وإن رسم على وجوهه ابتسامات الأفاعي الماكرة؟! في رأيي نحن بألف خير بدونهم وإن جاءت خسائرنا الكبيرة على مستوى الوشائج العائلية والأملاك والدراسة لكننا كسبنا أمن وطننا وأرواحنا وسلامة قيادتنا ومقدرات بلدنا لكننا لن نتوقف عن المطالبة بكل حقوقنا التي سلبها منا هذا الحصار الجائر والحمدلله أنهم يقعون كل يوم في مصيبة وواد أكبر وأعمق، بينما نحن بفضل من الله نرتفع ونطاول السحاب علواً دون غرور منا ولا مكابرة ومع هذا فيد قطر للحوار ممدودة ولن تُسحب ولكن بشروط واتفاق بالطبع لا يتوافق مع ما يريده هذا الحلف الذي جهل يوماً مقولة سمو أميرنا المفدى: لسنا تابعين لأحد ولا ننتظر توجيهاً من أحد!. فاصلة أخيرة: بألف خير والحمدلله !. [email protected]