11 سبتمبر 2025
تسجيلشركاتنا حققت معدلات إنتاجية عالية المسؤولية المجتمعية كمفهوم عالمي تخطى من مساعدة الشركات في الأعمال الإنسانية والخيرية إلى المشاركة التنموية في الاقتصاد ، وباتت ركيزة المؤسسات الكبرى التي تنتهج النمو في مشروعاتها. وكانت المسؤولية المجتمعية مفهوماً ضيقاً في المنطقة العربية قبل سنوات ، واقتصرت على المساهمات الخيرية في بعض الأحداث المحلية ، وتحول المفهوم في السنوات العشر الأخيرة إلى ممارسة اقتصادية بناءة ، تسعى إليها كل الشركات ، لأنها وسيلة تقييم لإنتاجها ودورها في المجتمع ، وهذا بفعل التقدم التكنولوجي والمعرفي والعلمي. وتعدى المفهوم من الأعمال الخيرية إلى المساهمة في المشاريع والمبادرات التي تستهدف تنمية المجتمع ، وقد عرف البنك الدولي هذه المسؤولية بأنها إلتزام أصحاب المشاريع التجارية في التنمية الصحية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية والتعليمية. وتشير إحصائيات المسؤولية المجتمعية عالمياً إلى انضمام أكثر من 9 آلاف شركة من 167 دولة في منظومة المسؤولية المجتمعية ، واستهدفت أبعاداً اجتماعية وصحية وبيئية وتعليمية. فالمؤسسات الاقتصادية اليوم تركز على الجوانب التنموية السابقة ، لأنها ركيزة أيّ نظام اقتصادي في العالم ، وهي المحرك الفاعل للتجارة والصناعة والتنمية والنشاط المالي. وتواجه المسؤولية المجتمعية في عالمنا العربي تحديات جمة أبرزها البيئة والوضع الاقتصادي وضعف السيولة المالية وعدم الاستقرار في بعض المناطق أدى إلى حدوث ثغرات في عمل المسؤولية المجتمعية. أما التحديات العالمية في ضعف الإنفاق في القارة الأوروبية على المشاريع ، وضعف الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية ، وتذبذب أسعار الطاقة ، مما أضعف قدرة المؤسسات الاقتصادية على أن تساهم بدور حقيقي في المسؤولية وبرامجها المختلفة. في قطر ، فقد أسهم الحصار الجائر المفروض على الدولة لأكثر من 8 أشهر في تعزيز دور المسؤولية المجتمعية ، ولم تكن عائقاً أمام نمو الشركات والمؤسسات التجارية بل عمل على الارتقاء بأدائها وبرامجها بحيث صارت قادرة على الإيفاء بحاجة المجتمع لها وقت الأزمة ، وأثبتت الشركات القطرية قدرتها على تخطي عوائق الحصار ، وحققت معدلات إنتاجية عالية ، ولعل الأهم من ذلك الثقة التي حظيت بها التنمية الاقتصادية المحلية من المجتمع. فالحصار حاول جاهداً إضعاف القيمة الاقتصادية للشركات ، إلا أنّ التحدي والرغبة والإرادة الفعلية في صناعة منتج قطري ذي قيمة مضافة ، قفز في تحقيق معدلات إنتاجية كبيرة بفضل المسؤولية المجتمعية التي وضعت رسالتها في المجتمع المحلي ، وتكاتفت الشركات القطرية من أجل ترسيخ هذا المفهوم عملياً.