23 سبتمبر 2025
تسجيللم أسمع ولم أقرأ ولكنه واقع إنساني كتب لي أن أعيشه بفضل الله ، كما لمست الجهود المبذولة لتفعيل هذا الواقع الإنساني ،، استشعرت خلاله ما تعانيه الشعوب المنكوبة بظلم أنظمتها وفسادهم ، جعلت شعوبهم في القرى النائية عن العاصمة في معزل وفي حصار وفِي غُربة مع الجوع والعطش والمرض والجهل ، أنظارهم البائسة تُحملق نحو البعيد المجهول لعل هناك بارقة خير تنتشلهم من ظلام الجوع وتحطم صخرة البؤس بشيء من الفتات ، أو بقطرة ماء ، لعل هناك من يضمد جراحهم ، ويوفر الدواء لأمراضهم ، هكذا تعيش أغلب شعوب العالم العربي والإسلامي ،البؤس الشتات الدمار الجفاف الفقر ، في النهاية هي ضريبة لصراعات الحكومات والأنظمة والمذاهب ، تتلاشى أمامها المسئولية الشعبية التي سيسأل عنها ولي الأمر أمام الله يوم القيامة كما ذكر في كتابه الكريم : (( وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ # مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ # بَلْ هُمُ اليَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ )) فالخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعترف بالمسئولية والمحاسبة حين قال : "لو أن شاة عثرت في أرض العراق لخفت أن يسألني الله عنها يوم القيامة" ، فكيف الآن بآلاف البشر ما بين الضياع والسجون والنزوح والموت ،معلقين وسط الصحارى الجافة والمحيطات الهائجة ، جرفتهم السيول السلطوية لأنظمتهم الجائرة التي تحمل شعار" " أنا وما بعدي الطوفان " ، فالمصلحة الذاتية والتعلق بالحفاظ على الزعامة الملكية والرئاسية ، والتحكم في مقدرات الشعوب المالية والاستيلاء عليها وسرقتها وإنفاقها في مجرى السلطة وشراء الأسلحة من أجل البقاء والثبات والاستمرار هو الهدف الذي تحمله الأنظمة على عاتقها وتحارب من أجله ، وتدس بشعوبها في أتون البؤس والفقر. …. فمن جيبوتي وسيريلنكا وإندونيسيا وأدغال أفريقيا والسودان والصومال والنيجر ،و بنغلادش والروهينغا الى المخيمات الفلسطينية والسورية في لبنان وتركيا والأردن تسير قوافل الخير الانسانية والخيرية والإغاثية و بمعونات مالية ومشاريع تعليمية وصحية وإنتاجية وسلال غذائية وبناء مساجد وبيوت وحفر آبار وعيون لرفع المعاناة من المتضررين من الصراعات الدائرة والمتزايدة ،والكوارث ،وسد احتياجاتهم يحمل لواء ها الجمعيات والمؤسسات والمنظمات المختصة بالعمل الإنساني الإغاثي في الدولة ، وجمعية قطر الخيرية نموذج لمؤسسة انسانية تحمل على عاتقها معاناة وهموم الانسانية. البائسة والفقيرة والمنكوبة وتقدم معونات ومساعدات بحجم دول لتنمية المجتمعات الفقيرة ،ومساعدة الشعوب المنكوبة ، وتسبق الزمن في تنفيذ الكثير من المشاريع لتلحق بإغاثة أكبر عدد من المحتاجين في مختلف دول العالم وبجهود القائمين عليها من الكوادر القطرية القادرة على إدارة الملفات الإنسانية تنظيما وإدارة وتنفيذا وإتقانا ، سواء في الداخل أو الخارج ، ويُجسّد ذلك واقعها كما هي رسالتها التي تُدحّض الاتهامات والافتراءات الكاذبة لدول الحصار بتصنيفها جمعية قطر الخيرية من الجمعيات والمؤسسات الداعمة للإرهاب في البيان المشترك الصادر من السعودية والبحرين والإمارات ومصر فأيّ إرهاب لأياد تلمس جبين طفل لترسم الابتسامة على وجهه ،، وأيّ ارهاب في تَحّمل الطرقات الوعرة الخطرة للوصول لسكان الأقاليم والقرى الصحراوّية الجافة المنكوبة والمتضررة وإمداد سكانها بالمعونات والمساعدات لدرء الظروف القاسية المحيطة بهم ،، وأي إرهاب وقد تبوأت جمعية قطر الخيرية المركز الأول عالميّا على مستوى المنظمات الانسانية غير الحكومية في مجال إغاثة الشعب السوّري خلال الأعوام الثلاثة الماضية حسب تقرير التتبع الماليّ للمساعدات الإغاثية الدولية " FTS " التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الانسانية "أوتشا" ،، وأيّ ارهاب ومشاريعها معلنة وواضحة ومراقبة ، وقد أكد رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الانسان بالدولة "بأن قطر هي الدولة الوحيدة بمجلس التعاون الخليجي التي أنشأت هيئة رقابة للأعمال الخيرية ، وأعتبر أن أحد أهداف الحصار الجائرة الذي فرضته السعودية والبحرين والإمارات كان عرقلة للمساعدات الانسانية الخارجية التي تقدّمها دولة قطر وتشويه سمعة منظماتها الخيرية ." …. فالجهود المكثفة التي تبذلها جمعية قطر الخيرية بالقائمين عليها في الداخل والخارج وبالتعاون مع سفارات دولة قطر في تلك الدول لتسهيل المهمة الانسانية ،لا يستشعر بها الا من يتعايش واقعها في العمل الخيري الميداني ويلتمس تلك الجهود عن قرب ، ومدى الحاجة في تلك القرى والأقاليم ، بالرغم من قساوة الوصول لها وقساوة المناخ خاصة المناطق الصحراوية الجافة الوعرة والجبلية التي يحفها الظلام وتغطيها الصخور والجبال والاشجار والنباتات الجافة والتي يستغرق الوصول لأغلبها أكثر من ست ساعات عن العاصمة إلّا أن العمل الانساني الخيّري وإغاثة المنكوبين والمتضررين والتعايش معهم ومشاركتهم وإضفاء الفرحة في نفوسهم خاصة الأطفال يبقى بلسماً جميلاً أمام وعورة الصحراء وقساوة المناخ من اجل إسعاد الآخرين وازاحة تعاريج البؤس من وجوههم وتحقيق متطلباتهم واحتياجاتهم ، كما أن مكاتب قطر الخيرية في الخارج وجهودها المتواصل وتنسيقها مع السفارات في الدول المنكوبة واستقبال الوفود ، واهتمام قطر الخيرية وعلى رأسها الرئيس التنفيذي لجمعية قطر الخيرية وتشجيعه للفرق الإغاثية رجالا ونساء ً للمشاركة الذاتية لمعايشة الواقع والاطلاع على مشاريعهم والاهتمام بتوصيلهم إلى أماكنها بكل تنظيم. تنسيق ،له دور كبير في تفنيد الاتهامات والشكوك حول ماتقوم به جمعية قطر من عمل انساني وإغاثي ، فما أقساه من ألم حين تعيش الواقع المأساوي مع آلاف من البشر يعيشون تحت خط الفقر والجوع والعطش جرفتها ظلم أنظمتها في البؤس والمعاناة ، وما أقسى المقارنة مابين مجتمعات يعيش ابنائها في بذخ مادي وانفاق لاحدود له في ملذات الحياة وشكلياتها دون تقييم وتفكر واحساس ، وبين شعوب تطوقها المجاعة والجفاف وفقدان المأوى ، ولكنها مفارقات الحياة وموازينها ، تحتاج الى التأمل والوعّي والتذكير بنعم الله ، كم تحتاج الى ضرورة استثمار الوسائل الاعلامية كمنصة فاعلة في التوعية والدعم والتوثيق للجهود التي تبذلها قطر الخيرية ومبادرتها الانسانية خاصة في سنواتها الأخيرة .