13 سبتمبر 2025
تسجيلليس دفاعا عن الفيسبوك كنا قد تناولنا فى مقالنا السابق الفيسبوك بإعتباره أكثر مواقع التواصل الإجتماعى شهرة وإنتشارا على الإطلاق .. وكتبنا ملخصا لآراء المعارضين .. والتى كنت قد قمت بتجميعها بالتحدث إلى العديد من الناس العاديين من الأهل والأصدقاء والزملاء .. وقد كان هناك الكثير من المشكلات الإجتماعية والعاطفية .. وحتى المشكلات السياسية .. بالإضافة طبعا إلى ما أوردناه عن الوقت الضائع والجهد المستباح والأفكار الهدامة التى تجتاح الثوابت الأخلاقية .. وإبتعاد أفراد الأسر عن بعضهم خاصة من الناحية العقلية .. حتى أن البعض ذهب إلى أن معظم الآباء باتوا لا يعرفون ما يدور فى أذهان أولادهم .. ولا حتى ما يفعلونه .. وهو أمر فى غاية الخطورة . ومن البديهى أن يكون للفيسبوك كذلك من يحبونه ويؤيدون إستخدامه لأن هذه هى طبيعة الأشياء .. فما هو رأى هذا الفريق ؟ يرى الكثيرون أن مواقع التواصل الإجتماعى وعلى رأسها الفيسبوك عالما حيا وليس عالما إفتراضيا كما تعود أن يطلق عليه أغلبية الناس .. بل إنه عالم واقعى يموج بالحركة والتفاعل .. وأن هذه المواقع والفيسبوك تحديدا تتكفل بالآتى : - تكون نافذة لصاحب الحساب على العالم حيث يمكن عن طريق الإشتراك فى بعض المواقع .. أو حتى مجرد إبداء الإعجاب معرفة كافة الأخبار المحلية والدولية فى شتى مجالات ومناحى الحياة . - توفر فرصة كبيرة للتواصل مع الأهل والأصدقاء .. خاصة من كان يعيش منهم بعيدا فى نفس الدولة أو فى بلاد بعيدة .. وعلى الأخص أن ذلك التواصل يحدث بطريقة مجانية أو تكاد .. يعنى – كما قالت إحدى السيدات التى تعيش إبنتها فى إحدى دول المهجر – أن الفيسبوك " يُقرب البعيد " . - وإذا كان الزملاء والأصدقاء يعرفون مواقع أصدقائهم على الفيسبوك فإنه يوفر فرصة لا مثيل لها فى البحث عمن نكون قد صادفناهم فى حياتنا ثم فرقتنا الأيام وظروف الحياة .. وهذا كثيرا مايحدث كل يوم والمرء يجلس فى مكانه وما عليه سوى أن يستخدم محرك البحث . - توفر فرصة لتبادل الآراء والتشاور مع الأصدقاء فيما قد يكون بينهم من موضوعات مشتركة .. ونفس الأمر ينطبق على زملاء العمل .. أو مع الرؤساء لسرعة تبادل الملاحظات عوضا عن الإنتظار حتى تتم المقابلة فى وقت لاحق .. مع ملاحظة أن تلك الطرق التشاورية عبر الفيسبوك تفوق كذلك الإتصالات الهاتفية حيث يمكن هنا تبادل الصور أو الرسومات التوضيحية . - يكون المرء دائما على علم بكل المناسبات الإجتماعية ولعل أشهرها أعياد الميلاد .. وهنا يتمكن صاحب الحساب من معرفة تواريخ هذه الأعياد بدقة ودون مجهود أو أخطاء .. ومن ثم تهنئة أصدقائه بإرسال بطاقة تهنئة "كارت " .. تحمل ما فى نفسه من مشاعر جميلة .. وأيضا يمكن إرسال " تورتة " .. مجانية كذلك .. وهكذا الأمر فى الإحتفال ببلوغ أحد الأطفال سبعة أيام بعد مولده " السبوع " .. وهو إحتفال شائع فى عدد من البلاد العربية من بينها مصر ودول الخليج جميعها .. والأمر ينسحب على كل المناسبات العائلية والإجتماعية .. ترى ماذا سيكون عليه الأمر لو إعتمدنا على المفكرة اليدوية كما إعتدنا أن نفعل فى الماضى ونسينا أو أغفلنا إحدى هذه المناسبات لمن نحب .. ولك عزيزى القارئ أن تتخيل نفسك وقد أحضرت مفكرتك هذه كل صباح لتجامل الأهل والأصدقاء . - هناك نقطة أخرى وهى توفير فرصة جيدة للتنفيس عن النفس بنشر الخواطر والأفكار وما يشعر به المرء .. ولكن ليس بمثل تلك الطريقة التى تحدثنا عنها فى مقالنا السابقٍ والتى تفسح المجال لمختلف التعليقات التى قد تعجب أو لا تعجب صاحب الحساب إلى آخر هذه الأشياء الساذجة التى قد لا تعجب حتى المدافعين عن الفيسبوك .. ولكن ما أقصده هنا هو تلك المشاعر السامية التى قد يعبر فيها شخص عن إمتنانه لمعروف أسداه أحدهم إليه .. أو قام شخص بشئ يستحق عليه الشكر والتقدير .. وهنا يجب أن نفرق بين تقديم الشكر والإمتنان وبين النفاق الذى من الممكن أن يكون فى مثل هذه المواقف . - أما أهم نقطة على الإطلاق فهى إتاحة الفرصة أمام الإبداعات مثل الشعر والقصة القصيرة والأقصوصة أصبح لها نصيب لا يستهان به فى التواصل مع الجمهور عوضا عن الركض وراء دور النشر والتى من المعروف أنها أصبحت مؤخرا تجبر المؤلف على أن يتحمل تكاليف النشر الباهظة .. وفى هذا السياق نفسه حتى لو توفرت فرصة نشر الكتب الإبداعية فلم يعد لها أية جدوى مادية تُذكر .. يعنى أن الفيسبوك بالنسبة للمبدع وسيلة مباشرة وفورية للتواصل مع القراء .. بل والتواجد الدائم معه . وفى نفس السياق فإن هذه النقاط المختلفة التى جاءت فى مقالنا هذا قد تكون فى منتهى الخطورة عند الإستخدام الخاطئ كما ذكرنا آنفا فى مقالنا السابق عند كتابة الحالات الشخصية والمشاعر والعواطف والإنفعالات .. وحتى الأحداث والمشاكل العائلية . ونخلص من ذلك أن الفيسبوك شأنه شأن أى شئ آخر دخل حياتنا له العديد من الفوائد إذا ما أحسنا إستخدامه .. يقابل ذلك الكثير من المساوئ والمضار حال إساءة إستخدامه .. والأهم من كل ما ذكرناه – فى تقديرى – أن العلاج ممكن وأننا قادرون إذا أردنا أن نتخلص من آثار تلك المشكلات بالإستخدام الصحيح حتى لا نجد تلك الأجهزة التى دخلت حياتنا وقد سرقت أعمارنا .. ونحول الأمر إلى عوامل ثقة وبناء . نقطة أخيرة وأعتقد أنها غاية فى الأهمية أيضا وهى أننى أجد لزاما على أن أنبه كل مستخدمى الفيسبوك – برغم أننى لا أحب أن ألعب دور الناصح – إلى عدم الإفراط فى إستخدامه حيث وصل الأمر بالبعض وخاصة الشباب إلى درجة الإدمان .. ويأتى ذلك كما أسلفنا إلى سهولة الوصول إليه بعد أن أصبح على أجهزة الهاتف والتى باتت بدورها فى يد كل شخص .. كما أننى أذكر هؤلاء ونفسى بأن إدمان أى شئ غير محمود العواقب حتى ولو كان إدمانا للأشياء الجيدة .. وأن أى شئ يزيد عن حده لابد وأن ينقلب إلى ضده .. وهو مثل موجود فى كل لغات العالم . وإلى لقاء جديد ومقال قادم بحول الله . بقلم : د.مصطفى عابدين شمس الدين [email protected] [email protected]