11 سبتمبر 2025
تسجيلتناولنا فى المقالين السابقين وتحت نفس العنوان كيف يمكن للأم أو من تتصدى لتربية الأطفال سواء كانت الجدة أو إحدى القريبات أو حتى المربية أن تعرف الحالة المزاجية التى يمر بها الطفل وهى تنقسم إلى قسمين رئيسيين هما الإبتسام أو الضحك أو المناغاة فى حالة كون الطفل سعيدا أما البكاء والصراخ أو حتى البكاء المتقطع دون دموع وهو ما يطلق عليه البعض " الزن " .. والأهم هنا هو معرفة سبب البكاء وكيفية التعامل معها كما أوضحنا .. حيث أن الخطر كل الخطر هو عدم معرفة سبب الحالة المزاجية التى يمر بها الطفل وبالتالى تفشل فى الحوار مع طفلها . وفى حالة فشل الأم فى الحوار فقد ينعكس ذلك سلبا على طفلها فيلجأ إلى " الإحتجاج " .. نعم عزيزى القارئ إنك لم تخطئ فى القراءة .. فإن الطفل لديه المقدرة على الإحتجاج وقد يكون ذلك بطرق كثيرة منها مص الأصابع أو التبول اللا إرادى وفى حالات متقدمة يكون الإحتجاج بضرب الأرض بقدميه فى حركات متتابعة أو بخبط رأسه خبطات منتظمة متتالية وكأنه يستغيث طالبا الحوار معه لتفهم سبب معاناته . كل هذا تناولناه بشكل أو بآخر فى مقالينا السابقين ولكن ما نود توضيحه هنا هو أن إحتجاج الطفل قد يتحول إلى لازمة عصبية واللازمة عبارة عن حركات لا إرادية فى عضلات الوجه أو أجزاء أخرى من الجسم غالبا ما تكون الرقبة بالثنى مع أخذ نفس عميق وبلع البلغم باستمرار حتى فى حالة عدم وجوده .. وقد تكون اللازمة بالطقطقة باللسان مع خروج كلمات غالبا ما تكون غير مفهومة .. كما قد تكون اللازمة فى العين مثل رمش العين بشكل سريع متلاحق .. وهناك أشكال أخرى للازمات العصبية أخطرها حدوث صعوبات فى الكلام أو ما يطلق عليه " التهتهة " . ومن نافلة القول أن أى أم لابد أن تدرك أن أى لازمة عصبية تكون بسبب الفشل فى الحوار مع طفلها وبالتالى فإنها أى الأم ترغب فى معرفة طرق التعامل السليم مع هذه المشكلة .. فكيف يكون ذلك ؟ فى البداية يجب أن يكون معلوما أن اللازمة العصبية لا تكون وليدة فترة قصيرة ولكنها نتاج معاناة طويلة للطفل وبالتالى لابد أن تظهر فى مرحلة عمرية لاحقة بحيث يكون الطفل أكثر إدراكا لما يدور حوله وأيضا أكثر تأثرا به ولهذا يجب علينا أن نتعامل مع الأمر بمنتهى الحرص والجدية أيضا . وأول ما يجب علينا عمله هو طلب الرعاية الطبية اللازمة وذلك بزيارة طبيب الأطفال أو طبيب متخصص فى الحالة التى يعانى منها الطفل وذلك للتأكد من عدم وجود مرض عضوى والطبيب هو الذى يستطيع – بالتعاون مع الطبيب النفسى – أن يقرر ما إذا كانت اللازمة العصبية عابرة سرعان ما تزول أو أنه يجب الخضوع لإشراف الطبيب النفسى . أما فى المنزل فيجب العمل على تغيير البيئة المحيطة بالطفل بتخفيف أى ضغوط نفسية قد تكون موجودة وإحاطته بجو من الود والحنان حتى يبدأ فى استعادة ثقته بنفسه . ومن الطرق المعروفة أيضا لاستعادة الطفل ثقته بنفسه هو عدم التعليق السلبى على الطفل واتهامه بأنه لا يعانى من شئ ويتمارض لكسب محبة الكبار وفى بعض البيئات الغير متعلمة قد يلجأ البعض إلى توبيخ الطفل وقد يصل الأمر إلى ضربه حتى يكف عن هذه اللازمة .. وفى هذا الفعل يكمن خطر جسيم لأن ذلك يأتى بأثر عكسى فى المستقبل القريب والبعيد على السواء لأن التوبيخ والإهانة يشعران الطفل بالدونية والجميع يعرف سلبيات ذلك . ويرى الكثير من علماء التربية وعلماء النفس أن اللعب مع الأطفال هو الأسلوب الأمثل لمنحهم السعادة والثقة بالنفس ولهذا الأمر فوائد أخرى عديدة مثل التعليم الضمنى وتنمية حب الإستكشاف ولكن لذلك المقام مقال آخر .. ولكن المهم هنا أن ننبه الأمهات إلى أن اللعب مع صغارنا له فوائد عديدة .. ولا يقاس الأمر بطول الفترة الزمنية التى تقضيها الأم فى اللعب مع طفلها ولكن بالتركيز الذى يشعر به الطفل مما يدخل السرور على قلبه .. وإلتصاقا بذات الموضوع فإنه يتوجب على الأم اختيار الألعاب التى تناسب سن الطفل وأن تتوفر فيها سبل السلامة بصرف النظر عن ثمنها . وفى النهاية نقول أنه يجب على الأم إشعار الطفل بأنه يعيش فى بيئة آمنة ومستقرة وأعود للتأكيد على أن حضن الأم هو أفضل ملاذ لإشعار الطفل بالحب والحنان والإستقرار وبالتالى بعث الثقة بالنفس. وإلى اللقاء فى موضوع جديد ومقال قادم بحول الله .