14 سبتمبر 2025
تسجيلإن الثقافة بمفهومها الحضري وتأثيرها الاجتماعي، هي التي تمنح الأمة طابعها المميز، في فهمها لطبيعة الحياة، والتزامات الإنسان وتحديد مركزه في مجتمعه، ومعرفة علاقته بمواطنيه وبالناس خارج وطنه، وكيفية تعامله مع القوى والعناصر الإنسانية والكونية. وحضارة البشر لم تكتب بقلم العالم وجهد المحصل فقط، بقدر ما نسقت معه بأنامل النعمة المستفيضة من رؤيا المثقف. ومن هذا المنطلق عملت دولة قطر تحت قيادة حضرة صاحب السمو الأمير المفدى "على بذل كل غال في سبيل تهيئة المناخ الثقافي اللازم لبناء الإنسان القطري وتزويده بكل ما يحتاج إليه عقله ووجدانه من فكر وفن، حتى تتوازى مظاهر التقدم العمرانية والمادية مع مثيلاتها الثقافية، وحتى تكون النهضة مبنية على أسس سليمة وعلمية". إن وزارة الثقافة والفنون والتراث أحد هذه الأجهزة التي تسهم في تنشيط الحركة الثقافية في دولة قطر، بل إنها الجهة الرئيسية المختصة بهذا المجال اختصاصاً مباشراً وتنفذ تلك الخطط والرؤى والإستراتيجيات التي وضعت من قبل الوزارة، ومنذ أن تم تعيين سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزيرا للثقافة فإنها قد فعلت العديد من الاتفاقيات الثقافية الموقعة بين دولة قطر ودول العالم، حيث كانت فقط مجرد اتفاقيات لم تفعل، ومنذ العام الماضي فإن الوزارة سنت سنة حميدة، وهي تفعيل العلاقات الثقافية بإقامة سنة كاملة للاحتفال بتلك العلاقة، وقد كانت اليابان العام الماضي وهذا العام اختيرت المملكة المتحدة للاحتفال بتلك العلاقات التي تربط قطر ببريطانيا. والعلاقات القطرية - البريطانية توثقت بين البلدين عقب وفاة الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني عام 1913، وتسلم الشيخ عبد الله بن جاسم الحكم وخروج العثمانيين من البلاد عام 1915، وتوقيع معاهدة الحماية مع الإنجليز عام 1916. وكانت مهمة المعتمد السياسي البريطاني في قطر تعتمد على تولي إدارة الشؤون الخارجية لقطر وتمثيل مصالح بلاده فيها وتولي المهام القضائية المتعلقة بمحاكمة الأوروبيين والهنود والباكستانيين ورعاية المصالح التجارية للبريطانيين في قطر إلى أن تم إعلان الاستقلال في بداية السبعينيات. إن العلاقات القطرية البريطانية ذات طابع خاص، ومن هنا فقد استعدت الوزارة لتنفيذ برنامج يعتبر خطوة متميزة بين الدوحة ولندن في المجال الثقافي، إلى جانب مشاركة العديد من المؤسسات القطرية والبريطانية العاملة في مجال الثقافة والفنون. كما أن هناك العديد من الشراكات القوية بين المؤسسات الثقافية في البلدين منذ فترة طويلة ستساعد على إثراء هذا البرنامج الثقافي القطري البريطاني. وعلى وفد رسمي يتقدمه سعادة وزير الثقافة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري يغادرنا إلى بريطانيا وذلك لافتتاح برنامج قطر وبريطانيا، وإن هذا البرنامج يسعى إلى تعريف الشعب البريطاني بالثقافة والتراث والفنون القطرية، حيث يقدم العادات والتقاليد والتراث والثقافة القطرية وسوف تختتم تلك الفعاليات بأن تكون بريطانيا ضيف شرف على معرض الدوحة المقبل للكتاب والذي سيقام في بداية شهر ديسمبر، "موفقين وإلى الأمام". مرواس خاص: أعتذر إلى الأستاذ مبارك بن ناصر آل خليفة عندما تحدثت عن الصالون الثقافي وقلت بتبعيته لإدارة الثقافة، والحقيقة هو تابع مباشرة للأستاذ مبارك وما يعود الفضل في هذا التميز بعد الله إلا له، منك السموحة وما منك قصور.