17 سبتمبر 2025
تسجيلاتصلت بها لأسأل عن أحوالها وأسرتها فردت وكلها فرح وسعادة رغم مرارة الكلام في حلقها التي أحسست بها قائلة: منذ أيام رجعت من الخارج بعد أن أودعت ابنتي في إحدى الكليات وأمنت عليها مع صديقاتها في سكن مناسب لتواصل دراستها التي كانت تحلم بها منذ الصغر، وأضافت: رغم صعوبة هذا القرار بدراستها في الخارج وبعيدا عني وهي وحيدتي، إلا أنني فخورة بها وسعيدة لسعادتها، فبلادنا قطر تحتاج خاصة في السنوات القادمة إلى كفاءات وقدرات مختلفة التخصصات لتحقيق رؤية قطر الوطنية لعام 2030م، التي قد لا تتوافر في جامعاتنا في الداخل. هنأتها بهذا القرار الصعب على النفس بابتعاد فلذات الأكباد والعيش في الغربة، إنه شعور مؤلم وقرار مرفوض من قبل بعض الأسر رغم رغبة الأبناء سواء الذكور أو الإناث وهؤلاء هن الأصعب في الأمر. لقد كان خروج الفتاة للدراسة في الخارج معضلة كبيرة خاصة في الستينيات والسبعينيات في بداياتها، وقد استطاع بعض هؤلاء الفتيات التأثير على آراء أسرهن التي وافقت في النهاية على قرار الابتعاث في الخارج، وقد أثبتت هؤلاء الطالبات أنهن على قدر من الثقة وحسن الظن وعدن إلى الوطن وهن يحملن الشهادة الجامعية التي أهلتهن ليكن الأوائل في العديد من التخصصات المختلفة منها الطب والإعلام والهندسة والمكتبات وغيرها، والتي كانت قطر في ذلك الوقت في حاجة إليها في التنمية وتطوير مجتمعها كما برهنت هؤلاء الطالبات أنهن على قدر من المسؤولية تجاه وطنهن الذي ينتظر منهن المساهمة والمبادرة في تقدمه وتطوره. واليوم نجد أن الأمر الصعب أصبح سهل المنال، وبادرت العديد من الأسر إلى السعي من أجل ابتعاث بناتهم إلى الدراسة بالخارج خاصة بعد المشاركة الكبيرة للمرأة القطرية في التنمية ومجالاتها، ولا يمكن أن تذهب الآن إلى أي قطاع إلا والمرأة القطرية تحتل فيه جزءا كبيرا وتساهم في إبراز قدراتها وامكانياتها وتبذل الجهد من أجل أن يكون عملها متقناً ومساهماً مع أخيها الرجل في أداء مسؤوليات العمل الملقى على عاتقهما. وهذا التطور الكبير في جعل القرار سهلاً، ذلك الدعم اللامحدود من قبل صاحبة السمو حرم صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخة موزا التي فتحت قلبها وعقلها للمرأة وقدمت لها الكثير من المساندة والتشجيع المتواصل في فتح مجالات كثيرة للعمل، وأتاحت لها الفرصة لتبرز إمكانياتها وقدراتها، وهيأت لها المجال المناسب للإبداع والبحث، وها نحن بنات قطر اللاتي أصبحن تحت الأضواء في مختلف الميادين سواء كان الطب أو البحث العلمي والاستثمار والأعمال والإبداع اليدوي والفني، فأصبح للمرأة القطرية المكان الأبرز في المجتمع، لدرجة أن البعض قد يحسدها على ما وصلت إليه كما جاء على لسان إحداهن من دولة عربية حيث قالت: نتمنى لو كانت لدينا سيدة مثل صاحبة السمو الشيخة موزا لتعطي المرأة حقوقها وتبرزها على السطح. وصدقت تلك السيدة، فها هي ابنة قطر تمثل الدولة سياسياً واجتماعياً وعلمياً وترفع اسم وطنها عالياً، وهذا هو الهدف والرؤية لصاحب السمو أمير البلاد المفدى وولي عهده الأمين ولسموها الكريم، أدامهم الله سنداً وذخراً لهذا الوطن وهذه الأرض.