14 سبتمبر 2025
تسجيلقطر وسيط أمين في حل النزاعات، هكذا وصفت صحف أسترالية دور قطر الذي تلعبه دوليا في حل الخلافات ومحاولة تضييق دائرة النزاعات التي تطرأ بين الدول لا سيما بعد أن عرضت الدوحة لعب دور الوسيط في تقريب وجهات النظر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بعد تنصيب جو بايدن رئيسا لأمريكا بعد عاصفة من الخلافات وقعت بين البلدين إبان حكم الرئيس السابق ترامب الذي ضيق الخناق على طهران في فرض عقوبات أمريكية صارمة ومعاقبة كل من يخالف هذه القرارات الموجهة بحسب قوله للنظام الإيراني لإضعافه، بالإضافة إلى استهداف إيران بصورة مباشرة بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي واعتبار كثير من الكيانات الإيرانية وعلى رأسها الحرس الثوري على قوائم الإرهاب السوداء الأمريكية. ولذا رأت الدوحة أن هذه الوساطة يمكن ان تنجح فعلا في تقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران خصوصا وأن التوتر السياسي بين الطرفين لا يخدم المنطقة بشكل عام التي يهمها جيدا أن تتلطف الأمور بين إيران ودول الخليج بصفة عامة داعية في الوقت ذاته إلى أن الحوار هو الطريق الوحيد الذي يضمن الوصول إلى صيغة مشتركة من التفاهمات التي تقف عائقا بين هذه الدول وإيران المطلة على الخليج العربي وأن الحرب أو النزوع إلى أي شكل من أشكال العنف يمكن أن يهز المنطقة بصورة لا يخدمها ولا يخدم المصالح الأمريكية نفسها والموجودة تقريبا في كل دولة خليجية. ومن الطبيعي أن تبادر قطر لموضوع الوساطة بين الجانب الأمريكي والإيراني نظرا لما تمتلكه من سجل حافل وناجح في تاريخ الوساطات التي أثبتت الدبلوماسية القطرية عن احترافيتها في إنهاء الأزمات واعتبارها وسيطا نزيها لا يمارس أي ضغوطات على أي طرف، لكنه يصل في آخر الممر لما هو خير ليس للمنطقة فحسب وإنما للشرق الأوسط بأسره ولعل الوساطة الأولى التي انبرت لها الدوحة واستطاعت أن تنجح فيها نجاحا ساحقا حينما دفعت بدبلوماسيتها في إطلاق سراح الممرضات البلغاريات في ليبيا وشمل الاتفاق آنذاك على إنشاء "الصندوق الليبي من أجل الأطفال المصابين بالإيدز". وفي عام 2008 وقعت الأطراف اللبنانية في الدوحة اتفاقاً توصلت إليه بوساطة قطرية بعد 18 شهراً من أزمة سياسية عصفت بالبلاد وأفضى اتفاق الدوحة إلى انتخاب قائد الجيش اللبناني آنذاك ميشال سليمان رئيساً للجمهورية (انتهت ولايته في مايو 2014) وإقرار قانون الانتخابات الذي قسم العاصمة بيروت إلى ثلاث مناطق فضلاً عن تشكيل حكومة وحدة وطنية ثم توالت الوساطات القطرية الناجحة التي وضعت اسم قطر على رأس الدول الوسيطة النزيهة لتشمل نزع فتيل الحرب بين أريتريا وجيبوتي عام 2011 وفي العام نفسه حققت قطر أكبر انتصاراتها السياسية في توقيع اتفاق دارفور حيث استضافت الدوحة مراسم توقيع ممثلي الحكومة السودانية وحركة "التحرير والعدالة" الوثيقة النهائية لسلام دارفور وجرى التوقيع بعد وساطة قطرية ناجحة بين الطرفين المتنازعين اللذين خاضا مفاوضات استمرت عامين ونصف العام. ولم تتوقف عجلة قطر للسلام عند هذا الحد حيث جمعت الفصائل الفلسطينية وأهمهما فتح وحماس على طاولة واحدة عام 2012 اللتان وقعتا على اتفاق تسريع وتيرة المصالحة الوطنية بين جميع الفصائل في الدوحة لتتوالى بعدها جهود الدوحة الملموسة في إحلال السلام ونزع فتائل الخلافات والأزمات في التوسط لإفراج مختطفين وجنود في المناطق التي تخضع لنزاعات وحروب حتى وصلت إلى توقيع اتفاق وصفه المراقبون بالحدث الأكبر والمصالحة التاريخية والذي وقعه طرفان متنازعان في أفغانستان هما الجانب الأمريكي وجانب من حركة طالبان يقضي بتبادل الأسرى مع الحكومة الأفغانية ويوقف اقتتال دام 19 عاما بين الأطراف المتحاربة في هذا البلد المنكوب إنسانيا واقتصاديا بدأت فيها وساطة الدوحة عام 2015 وانتهت بنجاح كبير عام 2020 أشاد البيت الأبيض على جهود قطر فيها واليوم تتصدر الدوحة مشهد تقريب وجهات النظر بين طهران وواشنطن على أمل الوصول إلى حل وسط يمكن أن يزيد من مناعة المنطقة ضد أي توتر يمكن أن يكون قنبلة موقوتة لا تخدم أي طرف. @[email protected] @ebtesam777