13 سبتمبر 2025

تسجيل

حزب التذمر والهدم!

04 فبراير 2021

• وجود الإنسان على كوكب الأرض يحتم عليه واجبات والتزامات، ويفرض عليه خيارات وأقداراً وسيناريوهات يستطيع تجاوز وتغيير بعضها، ويستسلم طواعية وإجباراً عند بعضها. • ومن السيناريوهات التي لم يخطط لها ولم يتوقع حدوثها.. لقاء بنوعية من البشر يجتمع معها صدفة في صالات مطار، أو في مجمع تجاري أو عند مدخل مطعم أو في لقاء وزيارة اجتماعية زواج أو عزاء.. أو عمل وجلسة شاي. • سيناريو يفرض أحداثه منذ الوهلة الأولى على من التقيتهم صدفة بدور المحقق المزعج في طرح الأسئلة والاستجواب والسؤال والفضول عن كل صغيرة وكبيرة مررت وتمر وستمر بها حياتك!. • ليتهم يكتفون بذلك الطرح والاستجواب الذي يحاول الإنسان جاهدا الهروب من الإجابة، من خلال محاولة تغيير الحوار، ومحاولة الالتفات مرات ومرات للساعة تلميحاً للتأخير ورغبة في الهروب والابتعاد، يمارسون دور الغباء في فهم الإشارات، بل يبدأون في دور المتذمر الشاكي الذي لا يعجبه عجب. • نوعية من البشر تتقن دور المتذمر والسلبي والناقد وفن الدوران لساعات وعمر في دائرة من كم السلبية والشكوى والنقد بمعول الهدم لإنجازاتك أو نجاحك أو تقدمك أو أفكار تعزم على تنفيذها. • نوعية تحاول بكم من الطاقة السلبية لديها جر وسحب كل من تلمح في عينيه بريق نجاح.. وإرادة للعمل والتغيير لتجرهم لبئر فشلها وتذمرها وكسر المجاديف الذي تتقنه. • أوقات الفرد يرغب في تغيير مسار حياته، ودولة ترغب في تغيير طريق عملها وإنجازاتها وخططها وإستراتيجياتها الوطنية بما يخدم الحاضر والمستقبل وأجيال تتوقع من حاضر قيادتها أن تحفظ حقوقها. • هذه الدولة بقدر وكم ما تجده من أصحاب الهمم وأصحاب الطاقات الفاعلة والمنجزة، وبقدر ما تجد حولها من المخلصين والأمناء والصادقين والناصحين على مصلحة البلد.. إلا إن فرقة حزب التذمر يهرولون بدفوف سلبياتهم، وأبواق حججهم، ومجلدات دونت حروفها من تصيد الأخطاء والعيوب، بعدسات يلتقطون بها العيوب.. محاولة منهم لتصيد الفساد على زعمهم، وحقيقتهم لا تعدو من كونهم حزب التعطيل والهدم. • الأفراد بشكل خاص والحكومات بشكل عام تحتاج للنزاهة في خططها، تحتاج من يراقب تنفيذ أعمالها ويوجهها قانونياً وتشريعياً للصواب والطريق السليم.. تحتاج الدول لمن يحفظ ميزانيتها من السرقات ومن الفساد ومن تحقيق المصالح. • تحتاج الدول لمن يعمل لمصلحة الجميع حاضراً ومستقبلًا، ولا تحتاج الدول ولا يحتاج الأفراد لمن ينتقدهم ليلًا ونهاراً، باتصالات وكتابات وتصريحات وتلميحات دون تقديم الحلول والبدائل. • الدولة لا تتقدم بإزعاجات تذمر وحركات وهرولة وضرب على رمال في طرق وعرة أو في صحراء لا يكون منها إلا غبار وأتربة وعرقلة تعمي الأبصار عن الرؤية، وتمنع العقل عن تقديم فكرة.. وتمنع حركة وتقدم وإنجاز. • آخر جرة قلم: الدولة الناجحة هي الدولة المنجزة، التي تحسن إدارة مواردها الطبيعية ومواردها البشرية ومداخيل اقتصادها بما يحقق تقدمها ورفاهية مجتمعها وإيجاد البدائل للمستقبل، وهذا النجاح يتحقق إن اجتمعت النوايا جميعها بصدق قلب وروح محبة لوطنها، لأن يقدم المشورة الصادقة والنصح والرأي السديد بوجود الناصح الأمين والعقل الحكيم الرشيد، يتقدم الأفراد وتتقدم الدول عندما تملك القوة الناعمة التي تتحرك داخلياً ودولياً على مختلف الجوانب الاقتصادية والسياسية والانسانية، وفي القدرة على إيقاف حزب التذمر الفاشل من ممارسة اسقاطاته من أن يكون له وجود دائم مزعج، تتقدم الدول عندما تكون نية التغيير هي الأصل، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. [email protected] @salwaalmulla