11 سبتمبر 2025
تسجيلهل تصدقون أن شهر يناير قد انقضى أخيراً وأننا نحث الخطى لنتجاوز الأيام الأولى من شهر فبراير؟! كان شهراً ثقيلاً ومليئاً بأحداث كان من المفترض لها أن تتفرق على شهور عام 2020 جميعها لا أن تختزل كلها في شهر واحد خلنا أنه لن يمضي ولن ينتهي !، فكلنا يتذكر كيف بدأت هذه السنة التي تبدو مكشرة عن أنيابها منذ البداية ما بين اغتيال قاسم سليماني وهو شخصية قيادية إيرانية لها ثقلها العسكري ثم رد إيراني ليعقبه وعيد ونذير أمريكي بتشديد العقوبات الاقتصادية على إيران ثم لعبة (هات وخذ ) بين العاصمتين الأمريكية والإيرانية، انشغلنا في تتبع فصول (الأكشن ) فيها حتى تعاقبت أحداث أخرى سحبت البساط من تحت أقدام ترامب وروحاني وإن تعلق أحدها بإيران نفسها حينما اعترفت طهران بأن خطأً بشرياً منها كان السبب وراء تحطم طائرة أوكرانية كانت قد أقلعت لتوها من مطار الخميني متجهة إلى مدينة كييف ومقتل كل ركابها الذين بلغ عددها نحو 176 شخصاً ليغلب هذا الحدث المريع ما كان بين واشنطن وطهران من تلاسن وتهديدات وتطفو على السطح أزمة أوكرانية إيرانية بعد أن وصف وزير الخارجية الأوكراني تبريرات إيران التي ساقتها للتغطية على استهدافها الطائرة الأوكرانية بأنها ظنت أن الطائرة المدنية ما هي إلا هدف عسكري معاد كان يجوب فوق منطقة عسكرية إيرانية حساسة هي تبريرات مضحكة وغير مقبولة طالباً من كندا أن تتدخل لتعميق الأزمة مع طهران باعتبار أن ضحايا كنديين كانوا من بين الركاب القتلى، وأيضا ما كادت حادثة الطائرة تتوقف عند نقطة تسليم إيران الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة إلى أوكرانيا، حتى فجعت منطقة الخليج بخبر وفاة سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد رحمه الله فكان الحدث الجلل الذي شغل العرب والعالم المحب لهذا الإنسان وبلده الجميل ويتقلد ابن عمه جلالة السلطان هيثم بن طارق الحكم بهدوء وسلاسة ويبايعه الكبار والصغار في بلاده. وما كاد شهر يناير ينتصف حتى فوجئنا بمواطنين صينيين في مدينة ووهان الصينية يترنحون في الطرقات ويتساقطون مثل أوراق الخريف وتعلن الحكومة الصينية عن انتشار فيروس كورونا بنسخته الجديدة والقاتلة والتي تبدو أشد شراسة من الأولى، وعن بدء حالة الطوارئ للحد من انتشار هذا الفيروس الذي حصد حتى الآن المئات من الأرواح وانتشر في عدة دول مثل اليابان وتايلند وكوريا الجنوبية وسنغافورة وطبقت إجراءات الحجر الصحي في الصين وبعض دول أوروبا وأمريكا وتعلق معظم شركات الطيران العالمية رحلاتها من وإلى الصين وتهرع دول العالم إلى تأمين عودة رعاياها من هناك، ورغم أن هذا الفيروس تزداد حدته وخطورته يوما بعد يوم، إلا أن بعض الأحداث أبت إلا أن تحاول التغطية على أخباره وخصوصا في المنطقة العربية حيث شنت قوات بشار الإرهابية هجوما دمويا على ريف إدلب الجنوبي والشرقي موقعا العديد من القتلى من المدنيين وتجري الأمور على ما تشتهيه سفن بشار الآثمة، وأيضا حاول مؤتمر برلين الذي عُقد بشأن ليبيا أن يجر الاهتمام صوبه بعد إعلان ميركل أن نتائج المؤتمر التي صبت إلى حظر إرسال الأسلحة إلى طرفي النزاع في ليبيا إنما هي خطوة صغيرة لتحقيق السلام في هذا البلد المنهك بالصراعات والاقتتال، وما كاد مؤتمر برلين ينتهي ويوشك المجتمعون فيه على إعلان تفاؤلهم لما جاء فيه، حتى عاد ترامب ليدندن على أنغام القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ويعلن تفاصيل صفقة القرن التي أعطت لإسرائيل القدس كاملة ومنحت هذا الكيان ما يزيد على 22 ألف كيلو متر مربع من أرض فلسطين بينما رمت للفلسطينيين ما يقل عن ستة آلاف كيلو متر مربع، وخيرتهم بين إقناع واشنطن أنهم يستحقون دولة أم لا موضحا أن أجزاء من أراضي مصر ومن الأردن ستنضم إلى دولة إسرائيل وكالعادة لم يتأخر العرب عن الهمهمة والغمغمة ناهيكم عمن احتفل في أمريكا بعد إعلان هذا الخبر ليأتي خبر انفصال بريطانيا النهائي عن الاتحاد الأوروبي الحدث الذي ختم يناير دقائقه الأخيرة ونحن كما نحن لا يهمنا في نهاية هذا الشهر سوى الراتب والله المستعان !. [email protected]