12 أكتوبر 2025
تسجيلسيظل حضور صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (حفظه الله) متوهجا دائما -امد الله في عمره- ومبادراته للخير محفورة في سجل تاريخ قطر والعالم العربي والاسلامي والذاكرة المحلية تحتفظ بعطائه السخي لخدمة مصالح البلاد ومواطنيها، وجاءت المبادرة الاخيرة لتجدد شعلة وهج الحضور المتميز لسموه في عطاء وتواصل الى الخير للعالم الخارجي، وذلك فور الاعلان عن مبادرة سموه بإنشاء (مركز حمد بن خليفة الحضاري) الذي سيتم افتتاحه في شهر مايو القادم، وسيكون بمثابة أوّل مركز ثقافي إسلامي وجامع في الدنمارك. لقد عودتنا قطر وسمو الامير الوالد على مثل هذه المبادرات والمَكرُمَات الإنسانية والإسلامية وكم كان لسموه من مبادرات في هذا الشأن يشهد بها القاصي والداني وكان لسموه العديد من المبادرات المماثلة من خلال افتتاح العديد من المراكز الإسلامية لاسيما في القارة الأوروبية ومن بينها المركز الإسلامي في مدينة رييكا الكرواتية الذي يعد تحفة معمارية تزين البلدة.طالعتنا الصحف ووسائل الاعلام المحلية والخارجية المتنوعة امس بالاشادة المستحقة من العلماء والمفكرين والمثقفين واصحاب الرأي لما يحمله المشروع من اهمية في نشر الإسلام ورسالته السمحة والتعريف بالحضارة الإسلامية ورموزها العظيمة التي يجهلها الغرب والتي كان لها الفضل في الكثير من العلوم سواء في مجال الطب أو الرياضيات أو الفلسفة أو غيرها من العلوم.نثني على رأي كل من اشاد بالمبادرة منطلقين بان هذا المركز سوف يكون له دور ملموس في الدفاع عن الإسلام في مواجهة الأصوات التي تسعى للكيد للإسلام والمسلمين كما أنه سوف يتيح للشعب الدنماركي التعرف عن كثب على هذا الدين الحنيف الذي جاء برسالة سلام للعالم أجمع.نعم.. قطر مشهود لها بالعمل الخيري وأياديها بيضاء في نشر ودعم العمل الخيري على مجموعة من المستويات، ليس فقط على مستوى بناء المراكز الإسلاميّة والمساجد، ولا على مستوى بناء مؤسسات ثقافيّة مثل المكاتب والمتاحف فقط، بل أيضًا على المستوى العالمي في دعم الإنسان بشكل عام في إفريقيا وآسيا وأوروبا والعالم بأسره.نثمن دور (مركز حمد بن خليفة الحضاري) ورسالته الهادفة الى مساعدة المسلمين على الاندماج الإيجابي في المجتمعات الغربية التي يعيشون فيها، باعتبار انه من الممكن ان يحقق لهم أرضية من الانطلاق والتفاعل مع المجتمع الدنماركي، وكما يقول رئيس بالمجلس الإسلامي الدنماركي فإن المسلمين في الدنمارك متواجدون منذ 40 سنة، وعندما طرقوا باب قطر أرادوا أن ينشئوا مركزًا حضاريًا، وبالفعل استجابت دولة قطر وقيادتها وتمّ تحقيق هذه الغاية.وجود شخصية قطرية فاعلة يشغل منصبا دوليا بصفة ممثل سام لتحالف الحضارات بالامم المتحدة وهو الاستاذ ناصر بن عبدالعزيز النصر يعزز دور (مركز حمد بن خليفة الحضاري) لان هدف المركز الذي يسعى القائمون عليه الآن هو أن يكون لبنة وجسرًا من أجل تحقيق الحوار بين الإسلام والحضارات الأخرى ومحور الحوار والتقارب بين الحضارات، وهو ما يركز عليه المجلس الإسلامي الدنماركي تركيزًا كبيرًا، وهو ما سيجد تحالف الحضارات الاممي مدخلا لتدعيم الرسالة المشتركة بينهما، وسيشكل ارضية مناسبة للمثل السامي لاتخاذ (مركز حمد بن خليفة الحضاري) كمنطلق لرسالته كواجهة حضارية للعالم وسلامتكم.