13 سبتمبر 2025
تسجيلبداية عزيزى القارئ ليس لهذا المقال علاقة بكتاب البخلاء للجاحظ أو غيره من الكتب التى تحمل نفس العنوان .. ولكننى أحاول فى هذ المقال أن أتناول قضية البُخل وهو صفة ذميمة لا يحبها معظم البشر ويحاول كل الناس نفيها عن أنفسهم بما فى ذلك البخلاء ذاتهم . من هو البخيل ؟ وهل البخل فطرى أم مكتسب ؟ وما تأثير البُخل على البخيل نفسه وعلى المحيطين به ؟ هذا ما سنحاول التطرق إليه فى هذا المقال . البُخل هو حب كنز المال وجمعه وعدم إنفاقه فى الحلال والحجة دائما واحدة عند كل البخلاء وهى الخوف من المستقبل .. ولكن – بشكل عام – يجمع الناس على أنه من أسوأ الصفات التى لا تلقى ارتياحا من كافة المجتمعات . والبخل فى أغلب الحالات صفة مكتسبة نتيجة خبرات أو ظروف اجتماعية قاسية ومتراكمة مثل الحاجة أو الفاقة أو الحرمان وإن كان هذا لا ينفى تأثير البيئة التى نشأ فيها الشخص الذى يتصف بهذه الصفة وخاصة الأبوين والأشخاص ذوى التأثير فى حياته . وجدير بالذكر أن هناك فارقا كبيرا بين البخل والحرص .. كيف ؟ يتهم الكثيرون على سبيل الفكاهة أو على محمل الجد أبناء دمياط أو " الدمايطه " بالبخل ولكننى أنفى عنهم هذه الصفة تماما .. أقول ذلك عن معرفة ومعايشة وخبرة شخصية فقد كنت أعيش فى دمياط لظروف عمل والدى .. وأمضيت فترة دراستى الثانوية فى هذه المدينة الجميلة الواقعة فى أحضان نهر النيل الخالد .. وخلاصة تجربتى أن الدمياطى ليس بخيلا بل هو حريص فقط .. فهو ينفق على مأكله وملبسه وبيته بطريقة سخية وإن كانت تخلو من المبالغة .. والرأى عندى أن مرد ذلك لكون معظم الشعب الدمياطى يعمل فى الصناعات التى اشتهرت بها دمياط عالميا وهى الأثاث والأحذية والألبان فضلا عن الحلويات .. يعنى بيئة فى الغالب عمالية والتى تعتمد على الدخل اليومى وهو غير مضمون فى كافة الأوقات الأمر الذى يجعل المواطن الدمياطى حريصا على القرش الأبيض للأيام التى قد لا يعمل فيها وجدير بالذكر أن هناك فارقا كبيرا بين البخل والحرص .. كيف ؟ يتهم الكثيرون على سبيل الفكاهة أو على محمل الجد أبناء دمياط أو " الدمايطه " بالبخل ولكننى أنفى عنهم هذه الصفة تماما .. أقول ذلك عن معرفة ومعايشة وخبرة شخصية فقد كنت أعيش فى دمياط لظروف عمل والدى .. وأمضيت فترة دراستى الثانوية فى هذه المدينة الجميلة الواقعة فى أحضان نهر النيل الخالد .. وخلاصة تجربتى أن الدمياطى ليس بخيلا بل هو حريص فقط .. فهو ينفق على مأكله وملبسه وبيته بطريقة سخية وإن كانت تخلو من المبالغة .. والرأى عندى أن مرد ذلك لكون معظم الشعب الدمياطى يعمل فى الصناعات التى اشتهرت بها دمياط عالميا وهى الأثاث والأحذية والألبان فضلا عن الحلويات .. يعنى بيئة فى الغالب عمالية والتى تعتمد على الدخل اليومى وهو غير مضمون فى كافة الأوقات الأمر الذى يجعل المواطن الدمياطى حريصا على القرش الأبيض للأيام التى قد لا يعمل فيها بانتظام .. وهذا يعنى أنه ينفق فيما هو ضرورى ومفيد فقط بعيدا عن المظاهر الكاذبة أو ما اصطلحنا على أن نطلق عليه اللفظ الدارج " الفشخرة " . ولعلنا من خلال المثال السابق نكون قد نجحنا فى توضيح الفرق بين البخل والحرص .. ولكنه يؤكد ما ذهبنا إليه من تأثير البيئة على الأشخاص . وقد يكون من المفيد قبل أن نتطرق إلى تأثير البخل على الأشخاص أنفسهم وعلى ذويهم أن ننوه أن البخل درجات .. فمنهم البخيل الذى ينفق على نفسه بسخاء بل ويغدق عليها ولكنه بخيل على الناس .. عموما هو حر فى نفسه .. أما الشحيح فهو أسوأ أنواع البخلاء وأكثرها قبحا حيث يكون بخيلا على نفسه وعلى أولاده وأقاربه ومعارفه بما فى ذلك الضروريات التى لا تحتمل هذا وهو حتما لابد أن يكون سئ المعشر ولا يطاق .. وهناك ما بين هذا وذاك . وللبخل آثار اجتماعية ونفسية خطيرة .. أبرزها معاناة الزوجة والأبناء من نقص الحاجات الأساسية حتى ولو كانت إنسانيه الأمر الذى قد يترتب عليه فقدان الثقة والاحترام للأب أو الزوج البخيل نتيجة معاناتهم للتفاوت بينهم وبين أقرانهم فى المدرسة أو العائلة حيث يؤدى ذلك إلى شعورهم بالدونية والحرج ولا شك أن هذا لابد أن يفقدهم الثقة فى أنفسهم . وقبل أن ننهى مقالنا فإننا ننصح كل فتاة مقبلة على الزواج أن تتأكد أن من سترتبط به ليس بخيلا .. وأن نقول لكل شخص أنه لا بأس من الحرص وعلينا أن نتذكر دائما أن خير الأمور الوسط .. أما البخل فها نحن قد عرفنا بعضا من عواقبه .. وللبخيل نقول : " يا سيدى .. ليس للكفن جيوب " . وأختم مقالى بتجربة شخصية لأحد جيرانى المعروف عنه البخل والذى شكا لى ذات مرة بأن أولاده ينتظرون موته .. فهل الأمريستحق كل ذلك ؟ للإجابة .. أرجوك أعد قراءة المقال من البداية . وإلى اللقاء فى مقالنا القادم بحول الله . بقلم : د. مصطفى عابدين شمس الدين .