13 سبتمبر 2025

تسجيل

هل سُوِّقًتْ قطر إعلامياً بالشكل المطلوب..؟!!!

04 فبراير 2013

صورة جميلة لا تفارق عدسة عيني التقطتها عدسات كثيرة لواقف وفنار وللمنطقة القديمة العريقة قربة لتعكس من خلفها السفن التقليدية في عباب البحر بتناغم خلفية حداثية لأبراج دولة قطر هذا وعلم قطر يرفرف خفاقاً على متن هذه السفن التقليدية الأصيلة. لم تكن هذه الصورة أو تلك أخذت بعدسة لتنمحي وليست وليدة ساعة أو منجزا مؤقوتا بحدث ويزول إنها رمز لوطن لم يساوم بالتطور على حساب أصالته، ولم يوغل في تقفي الماضي على حساب تطوره. هذه قطر على الواقع لا على الورق، وفي عدسة العين الحقيقية وليست بعدسة إعلام قد يزيف او يزور او يدعي أو حتى يروّج ويسوّق عبطاً أو حتى يغيّب الواقع أو يهضمه حقه. لن أتحدث عن قطر دولياً، فلها من المواقف والمبادرات الدولية والسياسية والتنموية ما يغني عن أية إشارة لها في أية وسيلة إعلامية، فمواقف سمو الأمير المفدى وضعتها في طليعة الدول وعززتها بصمة في التاريخ الحديث، الذي يستحيل أن تفارقه. إن ما أعنيه هو الحضور اللافت لقطر على المستوى المحلي أيضاً، والتأخر أو التقصير إعلامياً وسياحياً عن عكس صورتها المشرقة الحالية وعن عكس إبداعها في التطوير التي شملت الأصالة والمعاصرة في تجسيدها على أرض الواقع. ربما شاهدنا مقاطع تتحدث عن رؤية قطر، وربما اجتهدنا في محاكاة المستقبل واستلهامه في أطفال هم حلم قطر، ولكننا في خضم حلمنا الجميل نسينا أن نسرد على الجمهورين الداخلي والخارجي الأكبر الواقع الجميل العملي والحقيقي لقطر اليوم. وربما أيضاً كفر بعضنا بالعشير فبات يعزف فقط على وتر النقد الأحادي الاتجاه "النواقص "و"السلبيات"، ونسينا في الوقت ذاته أن النقد البناء يتناول الأمرين، ويعترف بالحق، بل ويتحدث به على قاعدة "حفظ حق العشير"، وتربية "إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده" ناهيك عن عكس صورة حقيقية وواقعية "طبق الأصل" لبلد تنافس حقاً مع ذاته في إعمار ذاته. هيجت تك الشجون لدي سفيرة عربية زارتنا في قطر مؤخراً، سمعت عن قطر بل وحضرت مواقفها الدولية، ولم تتيسر لها رؤيتها من الداخل إلا الآن، فإذا بها تذهل وتنبهر من أن قطر الداخل، كما قطر الخارج على هذا النحو من التفرد والإبداع والحضور بل وتزيد في التعايش المتناغم لموزاييك المجتمع بين القطريين والمقيمين، الكبار والصغار وبين الكهولة والطفولة. وكنا قد التقينا في مكان هو محفل فكري وأدبي وعلمي ناهيك عن كونه مركزاً للتبضع والترفية والاستمتاع. قالت ما مراده: "حقيقة قطر جميلة، عريقة ومتطورة وبحضور بارز لكل فئات المجتمع، الذي قلما تجده في عواصم أخرى شبيهة، رؤية أميركم ثاقبة،اسمحي لي أن أقول إن إعلامكم مقصّر، انظري ماذا فعل إعلام دولة مجاورة لبلده.. وهي لم تصل إلى ما وصلت إليه قطر" أدنيت رأسي بهزة خفيفة متفقة معها....... وكأنها وقفت على جرح. حتى أنا نفسي أسافر لفترة وأفاجأ بنماء وتطور يبهرني أعجز حتى عن وصفه أو تصويره ولكنني أحزن أن هذه الجهود في النهضة العمرانية والبنيوية والاقتصادية والثقافية تمضي دون أن تأخذ حقها في صياغة إعلامية إنتاجية فيلمية أو وثائقية أو ترويجية يومية تتناسب وحجمها والجهود المبذولة فيها، وعن استراتيجية لعكس صورة قطر الحقيقية في وسائل إعلامها الفضائية التي يتم استقبالها دولياً على الترددات أولاً، ومن ثم على القنوات الأخرى "بإعلانات مدفوعة"، فضلاً عن تجسيد هويتها في مقاطع رئيسة تتكرر كبرومو " لقطر. قناة الجزيرة الفضائية الناطقة بالعربية.... طرحت منذ أيام فيلماً بعنوان "العمارة القديمة في قطر قبل النفط" معززاً بتعليق صوتي مفاده "ما لاتعرفه عن قطر...". الفيلم جميل وشدني إلى عصر جميل، تمنيت وقتها أن تُسرد لنا أفلامٌ شبيهة ما لا نعرفه ولم نعرفه عن قطر الحديثة "كأنها قطار سريع نعجز عن تتبعه"، والتي أعادت الروح في الماضي الجميل، الذي تحدّث عنه فيلم العمارة وتمنيت مثله لعكس تطبيق يومي لرؤية ثاقبة جعلتك ترى بل وتعيش قطر في ذات الوقت بعدستين، عدسة الحاضر والمستقبل الواعد وعدسة الماضي بعبقه الأصيل. تساءلت ونفسي لمَ يقصّر إعلامنا المحلي والجزيرة الوثائقية بل وحتى الهيئة العامة للسياحة عن إنتاج أفلام وليس فيلماً واحداً وإنتاج برورموز عن دولة قطر لبثه عبر الفضائية القطرية ومن ثم عبر قناة الجزيرة العربية والانجليزية، فضلاً عن الأفلام الوثائقية حتى لو كانت "في قطر"، وليست "من قطر" على نظام الترويج، كما نعلن في غيرها مثل "CNN". اعتقد بأنه لو تم ذلك لغطت دولياً ما يعوض عن عقد من تأخر الجهات الأخرى.. خصوصاً أن قطر تشهد نقلة نوعية محكمة وغير مسبوقة. *الهيئة العامة للسياحة... يتلخص دورها كما جاء في الموقع في إدارة عملية تطوير صناعة السياحة، فضلاً عن تمثيل وترويج دولة قطـر. اعتقد بأن القالب المصمت في موقعها الإلكتروني لن يفي بالترويج، فالسياحة تستطيع أن تستفيد من قدراتها المفروضة، ومن أسطول القطرية ومن موقعها بشكل أكبر وبطريقة حديثة، فضلاً عن الوسائل التقنية المتاحة في كل يد، التي لا يطلب فقط في استراتيجيتها التركيز على قطاع سياحة الأعمال والرياضة في قطر، وهي الأعلى نسبة حسب احصاءاتها، بل بتكريس الجهود لعكس صورة قطر الثقافية والحضارية ايضا. * الانستغرام ليس إعلاماً أو جهة قطرية، ولكن لأن الشيء بالشيء يذكر قدم "الانتستغرامرز" في قطر من اصحاب الحسابات على هذا الحساب التصويري المتميز صوراً رائعة تقدموا فيها على الهيئات والجهات الإعلامية، جدير بهيئة السياحة وأمثالها أن تستلهم وتستعير هذه الصور من أصحابها لنشرها ترويجاً لقطر. ولمن يريد الاطلاع #instagramqatar #qatar *تلفزيون قطر.... ارتقى فنياً بعد التطوير وعرض مشاهد جميلة تحكي تجربة أفراد ورأيهم في قطر معززة بالصور، "قطر في عيون الآخرين" يعد خطوة مهمة حقاً وجديرة بالإشادة والتقدير للقائمين عليها ولكنها تحتاج إلى الارتقاء بالصورة ومعايير تطبيقها وتطبيق الشعار، التي لا تقلل في الوقت نفسه من أهمية "برومو" الصور لقطر معززة بالموسيقى التأثيرية الأصيلة وتكرارها لأنها تنقل النهضة الحقيقية لقطر من أرض الواقع دون تأويل أو رتوش ومدرسة الإعلام تؤكد دائماً أن "الصورة لا تكذب" ومن ثم لأن التراث الحضاري والإنساني مادي وبشري فالمزاوجة مهمة والتكثيف لهذه المشاهد مطلوب، إذ يعد أهم عناصر الترويج خصوصاً أن قطر تستحقها بجدارة "قولاً وفعلاً". *قناة الريان.. ارتقت مؤخراً بأداء فني وبرامجي وإنتاجي متميز تعبر عن أصالة قطر وتنقل صور ماضيها ومحاكاته على جيل اليوم بإبداع، ولكنها في الوقت ذاته تظل رسالتها وجمهورها في إطار محلي، بل ولم يتم ترويجها بعد لتحكي قصة قطر للمشاهد الخارجي رغم أهميتها وجودة رسالتها. *مباشر من قطر.. http://www.qatarmedialive.com/ على الإنترنت قيمة عظيمة جمعت لنا فيها وكالة الأنباء القطرية بجهد يستحق الشكر والإشادة بضغة زر واحدة مختلف القنوات والمحطات الإعلامية، التي تبث من قطر ليسهل تحميلها إلكترونياً على مختلف الوسائط وباللغة الانجليزية أيضا، ولكنها تعتبر وعاء فقط لما هو موجود من قنوات بخلفية باهتة فنياً وإعلامياً دون تحميل إعلانات "ترويجية" مصاحبة عن قطر و"لقطر" أو صوراً خلفية عالية الجودة لروعة حاضرها رغم أن "قنا" هي القناة المثلى المفلترة والرئيسة لوصول الجمهور الإعلامي لأخبار ومعلومات قطر كافة. *وللمقارنة الإيجابية..... أقدم نموذجاً لقناة لدولة مجاورة ناجحة في تسويق وطنها....تجاوزت استراتيجيتها حدود الوطن بل وضعت خطة تطبيقية للوصول للمشاهد بعد قيامها بزيارات عدة لوسائل إعلامية لدول جارة وصديقة ومنها "قطر"... الأمر لم يكن ترويجاً للقناة بقدر ما هو ترويج لمحتوى القناة الذي يسوق للبلد ذاته بنية الإعمار والسياحة أو بنية الاستثمار... إلى الدرجة التي وضعت فيها إعلانات القناة ذاتها على باصات كروة لدينا، الأمر الذي رفع نسبة مشاهدتها في قطر حسبما تشير إليه الاحصائيات حسب تصريح رئيسها، لم تكن هذه أهداف الزيارة فحسب بل من أجل التعرف على كل ما يحتاجه المشاهد القطري "كجمهور مهم ومستهدف" من تلك القناة، الذي هو جزء من "الاستراتيجيات الإعلامية" لتحقيق الانتشار، ورسم صورة طيبة لوطنها والترويج السياحي للبلد. الترويج في الإعلام مشروع ومطلوب ولكنني أسوق مثالاً واحداً هنا لقول خلاصة وهي "أن كل النوايا الحسنة تحاج إلى إعلام جيد يبث ويعلن وينزل السوق ويتعرف ويستشعر ويحصي ويجدد"، والنبتة الطيبة تحتاج إلى تربة طيبة وسقي منتظم. *وأخيراً.. إن قطر ليست دولة على ورق... وليست هي حلماً فلسفياً لمدينة فاضلة يريدها الفارابي أو جمهورية مستقبلية يريدها أفلاطون، بل هي واقع وإرادة نجحت حقاً ونجح قائدها في جعلها في الطليعة. يكفي أننا نراها على الواقع برمقة واحدة مرسومة لوحة إبداعية في عدسة عيوننا فأنّى لنا بعدها أن نغفر لجهة أو عدسة أخرى أن تتأخر عن عكس هذه الحقيقية التي نغمضن جفوننا عليها فخراً واعتزازاً...