30 سبتمبر 2025

تسجيل

المشروبات الروحية والقانون القطري

04 فبراير 2013

لا يجد الزائر او المقيم في قطر سواء اقامة طويلة او قصيرة حرجا او معضلة في العثور على مبتغاه من المشروبات الروحية فما عليه الا التوجه الى احدى الحانات في الفنادق الكبيرة حتى بعض الصغيرة منها بل هناك مطاعم لها خصوصيتها يحصل على طلبه في حدود ما يسمح به القانون القطري بعد ان اصبحت تلك المشروبات المحرمة شرعا من ضروريات الانفتاح الذي فتح علينا اشياء كثيرة لا تتقبلها لا الاخلاق ولا ثقافة المجتمع ناهيكم عن الرأي الشرعي القاطع في تحريمها. وامتد هذا الانفتاح ليشمل فئة ضالة من ابنائنا الذين اعتادوا في الاونة الاخيرة على ارتياد تلك الحانات دون رادع ديني او اخلاقي وللاسف منهم شباب في مقتبل العمر يتبعون اصدقاء السوء الذين يجرونهم نحو تلك الاماكن المريبة.. ان التحديث السريع في الدولة اثار حقيقة مخاوفنا على ابنائنا في مرحلة التطوير المتنامي مع صدق تقديرنا على حرص المسئولين في جهودهم الرامية للحفاظ على الهوية الوطنية في دولة قطر وخاصة في اطار ما تشهده البلاد من تدفق من حيث الوافدين والاستثمارات الأجنبية. وبعيدا عن دروس الوعظ والارشادات الدينية والتحذيرات التي تطلقها الدراسات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة التي تجرم وتحرم تعاطي المسكرات فان اسبابا وجيهة اخرى تنفر منها ولا بد ان تؤخذ في الحسبان في دولنا غير المعتادة اصلا على مثل هذه السلوكيات مثل قول الباحثين الغربيين بان الملصقات والاعلانات الدعائية التي تظهر الكحول كسمة من سمات الجاه والمرتبات الاجتماعية العالية ساهمت في نسف الكثير من القيم الاجتماعية.. وهم يدحضون تلك الدعايات التي تروج لتلك الفكرة التي تنادي بها تلك الاصوات المنكرة والتي تدعي ان استهلاك الكحول هو من سمات حياة لن يبلغها الا القلة الناجحة. لدينا ولله الحمد ضوابط لعدم الانفلات والسيطرة على الوضع كي لا يحيد عن الهدف العام ومؤخرا تم إبلاغ بعض المرافق السياحية بمنع تقديم الكحول للضيوف باعتبار أنه أمر مثير للتوتر بين ثقافة الشعب القطري المسلم والعدد الكبير للوافدين.. صعق مديرو تلك الحانات اثر صدور القرار ونشروا احصائيات تفيد بان المطاعم والحانات في قطر شهدت تراجعاً في إيراداتها بنسبة تزيد على 50 في المائة وزعم البعض منهم بأنهم لم يتلقوا أي تفسير لهذا الحظر أو أي إشارة حول ما إذا كان ممكناً رفع هذا القرار في المستقبل. القضية يا اخوان ليست في الترويج السياحي بل ان الامر يتعدى الى كونه منافيا لصلب ثقافة مجتمع جبل ابناؤه على مخافة الله والالتزام بتعاليم دينه والابتعاد عما يسيء لمجتمعه حتى لو جاء ذلك على حساب الانفتاح والتطوير وسلامتكم