14 سبتمبر 2025

تسجيل

خلافهم يعني ائتلافهم

04 يناير 2024

ممَ تخاف إسرائيل بعد عمليتها الكبيرة باغتيال أحد قادة حماس الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت رغم نفيها بأن تكون الجهة المسؤولة عنها لدرجة أن يحذر رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو وزراء الحكومة بعدم التعليق على هذه العملية ؟! ومم تخاف أيضا الولايات المتحدة الأمريكية لتنفي علمها فورا بعملية الاغتيال الإسرائيلية التي نفذتها تل أبيب وحدها دون العودة لواشنطن التي أرجأت زيارة وزير خارجيتها بلينكن لإسرائيل ونفت أمريكا أن يكون تأجيل الزيارة بسبب عملية اغتيال العاروري ؟! فهذه ليست عملية الاغتيال الأولى التي تنفذها إسرائيل بحق قيادات أعدائها كما تصفهم لتبرر اغتيالها للعاروري هذه المرة بأنه حق مشروع لها بعدما صرح نتنياهو أن قيادات حماس كلهم مستهدفون بالتصفية الجسدية في أي مكان بالعالم بعد عملية السابع من أكتوبر الماضي والذي مثلت فاجعة كبيرة لتل أبيب جعلتها تقوم بإبادة جماعية عشوائية لأطفال وأهل قطاع غزة بالصورة التي نراها منذ 90 يوما رغم الاستنكار العالمي لهذه المجازر التي لم تخضع لها تل أبيب ولم تبال بالقطيعة الدبلوماسية مع بعض الدول الأوروبية والإفريقية – من الدول غير العربية طبعا – ولا حتى تلين أمام الدعوى التي رفعتها دولة جنوب أفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكابها جرائم حرب في غزة في محكمة الجنايات الدولية التي استنكر وزير خارجية إسرائيل بها ووصفها بأنها غير مستندة لدلائل حقيقية تؤكد ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلية مجازر بحق شعب القطاع المنتهك من قبلها وغير معزز بما يمكن قبول هذه الدعوى من قبل دولة جنوب أفريقيا التي كانت من أوائل الدول التي أعلنت قطيعتها الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل مع بدء العدوان الآثم على أطفال وأهل غزة ورغم كل هذه الإدانات لم تتوقف إسرائيل عن نهجها الدموي بل إنها تمادت في اختراق أجواء الجمهورية اللبنانية وأطلقت مسيرتها العسكرية لاستهداف ثلاثة من قيادات حركة حماس وأربعة من كوادرها في إحدى الشقق بالضاحية الجنوبية في بيروت في استباحة كاملة لسيادة لبنان التي تعد حكومة وشعبا من أكثر الدول عداء للكيان المحتل الذي يحتل أجزاء جنوبية منها ولعل تصريح واشنطن السريع عقب عملية اغتيال العاروري بالنفي من أن تكون على معرفة بخطة الاغتيال لئلا تكون مسؤولة مسؤولية كاملة عن اجتياح تل أبيب لسيادة لبنان وتعديها لأجوائها دون إذن وتظهر وكأنها توافق إسرائيل على عدم احترام سيادة الدول المجاورة التي ترتبط بالولايات المتحدة بعلاقات مستقرة أو كما يظهر هذا في العموم. الآن يظهر تباين واضح بين الموقف الإسرائيلي الذي يشجع على تهجير أهل غزة لدول أخرى وبين الموقف الأمريكي الذي يدعم مواقف مصر والأردن ومواقف أخرى عربية ودولية في عدم الاستيطان الإسرائيلي وعدم التهجير لأي مكان كان أو دول أخرى لدرجة أن وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير صرح بكل جرأة أن إسرائيل لا تمثل نجمة أمريكية إضافية لأمريكا في إشارة للعلم الأمريكي الذي يضم 50 نجمة نسبة لعدد ولاياتها المنتسبة لها مؤكدا بأن (دولته) لها سيادتها الكاملة في اتخاذ أي قرار يعود بالفائدة لها ولا تعود للولايات المتحدة أو غيرها في التصريح بما تشاء أو اتخاذ ما يمكن أن يكون لصالحها من قرارات ولعل هذا ما أزعج الخارجية الأمريكية التي انتقدت تصريحات وزيري المالية والأمن الإسرائيليين بشأن تشجيع شعب غزة للخروج من القطاع واللجوء لدول عربية أو غيرها للنجاة بحياتهم والبدء من جديد وهو ما لا تهتم له إسرائيل بعد أكثر من اختلاف في وجهات النظر بين واشنطن وتل أبيب سواء في إيضاح المرحلة الثالثة من الحرب أو مرحلة ما بعد الحرب حتى الوصول لما تصر أمريكا أنه ضد رغبتها في تهجير شعب غزة عنوة من أرضهم فهل يبدو هذا بداية الشرخ أو هو مجرد (شو) لرد الانتقادات التي تضغط على الولايات المتحدة الأمريكية بسبب موقفها المؤيد تماما للعدوان الإسرائيلي على أطفال وشعب القطاع منذ بدايته في أوائل أكتوبر الماضي وعقب عملية طوفان الأقصى الفلسطينية ؟! في نظري هو ذر رماد ومحاولة تهدئة وما عداه فلا أساس له !.