14 سبتمبر 2025
تسجيلهل يوجد ما هو أسهل من أن تنشئ حسابا على تويتر وتضع اسم مستخدم صريحا أو رمزيا وتبدأ في التغريد بما شئت ؟! بالطبع لا يوجد ما هو أسهل من هذه العملية إن أردت أن تكون مغردا في هذه الوسيلة التي باتت أسرع طريقة لتنشر فيها أفكارك وآراءك وانتقاداتك وملاحظاتك وحتى مزحك قبل جدك ولكن ويأتي حرف الاستدراك هذا في موضع ما كان ودي أن أستدركه لمغردي قطر ومغرداتها على وجه الخصوص وللأسف أقولها لأنني أعلم أن من انتقد ومارس حقه في التعبير لا يمكن أن يقصد الإساءة لأي جهة أو مؤسسة أو وزارة بقدر ما يريد الالتفات للنواقص فيها ولكن يظل الأسلوب هو الحكم الفاصل بين انتقاد بناء وبين إساءة متعمدة وهذا حقيقة ما لاحظته منذ بدء الموجة الثالثة لفيروس كورونا في الانتشار في بلادنا حاله كحال معظم دول العالم فهذا لا يقلل من متانة منظومتنا الصحية ولا تقليل من جهودها المستمرة منذ أكثر من عامين لمواجهة هذا الوباء العالمي ونجاحها ولله الحمد في ذلك ولكن منذ أن بدأ مؤشر ارتفاع الإصابات بالفيروس ومتحوراته يرتفع ارتفع معه صوت آخر أعتبره نشازا بصراحة لأنه كان عبارة عن (تصيد في الماء العكر) إن صح التعبير ومحاولة جادة لاستصغار جهود الدولة في التصدي للفيروس وتقليل من خطط الحد من انتشاره والمصيبة أن أصحاب هذه الحسابات التي أسميتها (الخفاشية) وقد أسميتها بهذا اللفظ تحديدا لأنها لا تبخ سمومها إلا في الليل وفي ساعة ذروة (تويتر) في المساء ليس للانتقاد الذي يبني كما قلت أعلاه ولكن للتقليل الصريح من جهود عملاقة وعظيمة والمصيبة أن أصحاب هذه الحسابات يوثقون كل ما يكتبونه إما بمقاطع فيديو يكون فيها في منتهى قلة الأدب وأقول في منتهى قلة الأدب لأن هذه المقاطع يتعدون فيها بالتصوير على خصوصية المرضى وكوادر القطاع الصحي الذين يصلون النهار بالليل لمساعدة المحتاجين من المرضى وعلى اختلاف إصاباتهم سواء بالفيروس أو غيره من الإصابات الطارئة والملحة وكأنهم بهذا يقولون انظروا فيما نغرد به لأننا صادقون فيما نقول ونعرض وهؤلاء ليس همهم أن يلتفت المعنيون لنواقص عملهم وإنما التشهير بهم وهذا هو الفرق بين مغرد ينبه أي جهة لما قد ينقص من جودة عملها وبين من يتعدى على خصوصية الطرف الآخر إما بالتصوير أو التشهير أو كلاهما معا وفي الحقيقة أننا يجب أن نعذر القطاع الصحي بدءا من وزارته وحتى آخر مركز صحي بات يستقبل العشرات العشرات من المراجعين من القادمين من السفر أو الراغبين بالسفر أو المصابين أو حتى المخالطين لإجراء مسحات PCR توافدوا مع بدء انتشار الموجة الثالثة للوباء في المجتمع فالأمر نفسه جاء مفاجئا والوزارة تحاول بقدر المستطاع استيعاب كل هذا الضغط الذي يمكن أن يمر بهدوء إذا ما كان الطرف الآخر وهم المرضى يتميزون بقليل من التقدير لمثل هذه الظروف والصبر قبل هذا التقدير في الحقيقة لكن أن أواجههم بأسرع وسيلة في يدي وهو الهاتف وأفتح الكاميرا وابدأ في التصوير غير مبال بحرمة المرضى ومن يرفض أن تنتشر صورته من الموجودين وربما يكون هذا موقفا عابرا وليس متواصلا حدث في مركز أو اثنين فأنشره وأعممه في (تويتر) على أنه ديدن عمل وزارة الصحة الذي يمكن أن أصفه بالتخبط متناسيا أن قطاع الصحة يتحمل بكل شجاعة منذ أكثر من سنتين الموجتين الأولى والثانية وهما الأكثر شراسة في انتشار الفيروس في المجتمع وكان يلقى منا كل التقدير خصوصا وأن الجيش الأبيض من كوادره قد أصيب منها وفيها من توفاه الله وهو يؤدي عمله في إنقاذ المصابين بالفيروس ولذا لا يمكن أن يكون الانتقاد بهذه الصورة المجحفة أولا للدولة التي قدمت جهدا ومالا وإمكانيات وكوادر وكل ما تملك لدرء مخاطر الوباء عنا فيكون رد الجميل بهذه الصورة الرخيصة من الانتقاد الذي يحمل في عسله سما زعافا لا يليق بنا أن نقدمه كواجهة غير حقيقية لقطاع الصحة لدينا ونرفضه جملة وتفصيلا فإذا قلتم فقولوا الصدق واعدلوا في أحكامكم فإن للكلمة أمانة تقع على كل من استفرد بالقلم وقال له عقله أكتب حقا وصدقا وإلا فاجعلني بيد الصادق الذي يخاف الله أولا ثم يحب وطنه !. [email protected] @ebtesam777