17 سبتمبر 2025

تسجيل

رحم الله صباح الإنسـانيـة

04 يناير 2021

فكرت كثيراً وتزاحمت الأفكار في رأسي حول ما سوف أكتبه في مقال اليوم، ولكنْ موضوع واحد فرض نفسه اليوم والقمة الخليجية تدق بابها على استحياء وتعلن عن انعقادها غدا الثلاثاء في مدينة المعلا السعودية، وهو استذكار أمير الإنسانية والوفاء والذي كان أحرص الجميع على اللحمة الخليجية الواحدة، وكان يسعى رغم كبر سنه ومرضه على أن يسافر من دولة لأخرى في محاولة لعقد الصلح بين الأشقاء المتخاصمين. ولا شك أنكم تعرفون أنني أتحدث عن سمو الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله وغفر له وجعل مثواه جنة عرضها السموات والأرض، الذي وقف يوما والقمة تُعقد على أرضه يستقبل رؤساء الوفود الخليجية، ينتظر أن تثمر على شيء يمكنه بعدها أن يزف الخبر للشعوب التي تتوق لمثل هذه الأخبار. فلعل الأسر المشتركة التي تفرقت بعد الأزمة تجتمع وتعلن قرب اللقاء ورغم المرض الذي كان قد بدأ ينال من عافيته -رحمه الله- إلا أن أمله في أن يتحقق أمر وصفه بأنه ليس بعيد المنال كان كبيرا في أن يحدث هذا يوما بإذن الله. في قمة الكويت الخليجية انتظر هذا الرجل -غفر الله له- ما يزيد عن 12 ساعة في قاعة كبار الشخصيات ينتظر الوفود الخليجية التي أعلنت مشاركتها في القمة، وقد كانت آماله أكبر مما جرى ورغم قدوم كل الوفود الخليجية للمشاركة فيها كان الوحيد سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني -حفظه الله- على رأس وفد قطر يتقدم مبتسماً كعادة سموه حين كان يلتقي شقيقه سمو أمير الكويت الراحل رحمه الله الشيخ صباح الأحمد، ورغم انتهاء تلك القمة على غير ما أراد له سمو الشيخ صباح -رحمه الله- إلا أن محاولاته لِلَمّ الشمل لم تتوقف، واستمر في حث المتخاصمين على المصالحة وتقريب وجهات النظر، وكانت جهوده واضحة حتى أن الولايات المتحدة أثنت على هذه المساعي التي وإن لم تتكلل بالنجاح المنتظر، إلا أن دافع الشيخ صباح كان واضحا في أن همه الوحيد هو أن يعود الخليج إلى ما كان عليه من منظومة خليجية واحدة متحدة وهو المجلس العربي الذي بقي صامدا في ظل تهاوي الكثير من المجالس العربية التي شُكلت، لكنها سرعان ما تهاوت عند أول مطب سياسي تعرضت له، وبالفعل لم يبق في خريطة الوطن العربي مجلس واحد سوى مجلس التعاون الخليجي الذي كان مهددا في بداية الأزمة الخليجية بأن ينهار لولا توفيق الله -عز وجل- ثم بفضل جهود أمير الكويت الراحل التي يكملها اليوم سمو الشيخ نواف أمير الكويت الحالي الذي أعلن أنه سيكمل ما انتهى إليه سلفه الشيخ صباح غفر الله له بإذن الله. ولعل ما جعلني أتحدث اليوم عن شخصية سمو الشيخ صباح هو أن قمة أخرى سوف تعقد غدا وسط تكهنات بما يمكن أن يحدث في هذه القمة، ولكن يبقى هذا الرجل أيقونة الخليج التي لن تتكرر لطيبة قلبه وامتلاكه لقب أمير الإنسانية الذي كان حنونا على مواطنيه وكل من يقيم على أرض الكويت وحرصه على توحد أبناء الخليج، لاسيما وأن التحديات التي تواجه الخليج تفرض عليهم أن يكونوا يدا واحدة لمواجهتها وندعو الله أن نبقى يدا واحدة ما حيينا وأن ننبذ كل خلافاتنا، ولن يتأتى هذا الأمر إلا إذا تم القضاء على خلايا الشر النائمة في زوايا خليجنا، وأن تجتمع كل القلوب على أن يبقى هذا الخليج كما تتمنى شعوبه وما تنتظره هذه الشعوب منه. فاللهم ارحمْ الشيخ صباح الأحمد الصباح واغفر له ما تقدم من ذنبه، واجعل كل ما قدمه لبلده وخليجنا في ميزان حسناته.. اللهم آمين. ‏@[email protected] ‏@ebtesam777