تحيز الإدراك المتأخر

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بدأ أحمد مشروعه التجاري الأول بكل شغف وطموح، وكانت كل المعلومات والمؤشرات تدل على نجاحه. وحضر عدة دورات ليتعلم أسس وضع دراسة الجدوى وكيفية البدء بالمشروع. ثم بدأ المشروع بالفعل، ومرت عدة أشهر، والمشروع لم يحقق أي نجاح، بل كان يخسر ويخسر، حتى قرر إنهاءه، والبحث عن فكرة أخرى.فبدأ أصدقاؤه بإلقاء اللوم عليه، وتبيين أخطائه في المشروع، لكنهم لم يدركوا بأنهم يتحدثون الآن"بأثر رجعي"، أي بعد معرفة النتيجة، ولكن قبل ذلك كان من الصعب التنبؤ بفشل المشروع، وكانت كل المعلومات المتاحة تدل على أن المشروع سينجح.قد يمر الكثير منا بهذا الموقف، وهو أن نتخذ قراراً كنا نظنه صائباً، ثم يثبت لنا العكس، فيخرج لنا أحدهم ليقول لنا إن القرار لم يكن صائباً وإنه كان واضحاً منذ البداية انه لم يكن موفقاً. هذه الطريقة الخاطئة من التفكير تسمى تحيز الإدراك المتأخر Hindsight bias، وهو أن تحكم على الشيء بعد حدوثه، أي أنك بعد أن عرفت النتيجة تأتي لتقول إن نتيجة هذا الفعل هو كذا، بينما هذه النتيجة أصبحت معروفة، واتخاذ القرارات دائماً يبنى على المعلومات المتاحة في وقت اتخاذ القرار، واستحضار الخبرات السابقة، واستشارة الخبراء، ثم تتوكل على الله وتتخذ قرارك، وبعد ذلك ستعرف إن كان قرارك صحيحاً أو خاطئاً.يقول الله تعالى: ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ..).عندما تحكم على تجارب الآخرين، أو حتى تجاربك السابقة، فلا تقع في فخ تحيز الإدراك المتأخر، واستفد من أخطائك وأخطاء الآخرين.