27 أكتوبر 2025

تسجيل

أمنا النخلة

04 يناير 2016

تعد زراعة النخيل من المجالات الزراعية المهمة لما تتمتع به من صلابة ومكانة تاريخية، باعتبارها من أقدم الأشجار التي زرعها واستخدمها الإنسان في غذائه ، وكثيرا ما اشرت الى ضرورة الاهتمام بهذا الثمر المبارك عندما كنا نرى بحسرة كيف تلقي شجرة النخيل بثمارها على الارض في الشوارع وفي طريق الكورنيش على وجه التحديد، وكانت تزرع وفق رؤية القائمين على البيئة آنذاك بأن الهدف منها هو مجرد الزينة، بينما هي شجرة منتجة ومباركة لكنها غير مستثمرة ولا يبستفيد منها سوى المارة الذين يلتقطون ما ترميه من ثمر يانع على الارض، بل ويتسلقون النخله لجمع اكبر قدر من الثمر بالمجان.اذكر بعد منتصف عام 2015 المنصرم كانت اللجنة الدائمة للمزارع والآبار وشؤون المزارعين بوزارة البيئة قد اعلنت شراء التمور من أصحاب المزارع القطريين نوع "خلاص" لعام 2015، بل كانت قد بدأ اهتمامها بأمر النخيل منذ عام 2014م حين نظمت أول مهرجان قطري للرطب والتمور، وذلك بهدف توعية المواطنين بأهمية وفوائد التمور المتعددة لصحة الإنسان، وتشجيع المجتمع على الحفاظ على عادة تناول التمر والرطب لما تمثله من موروث ثقافي خاص بقطر ودول الخليج.وزيادة في الاقتناع باهمية هذه الثمرة المباركة وضعت الوزارة وفق المصادر خططا مستقبلية لرفع إنتاج وجودة التمور المحلية، حيث وضعت إدارة البحوث الزراعية قسم الزراعة النسيجية للنخيل خططا لزيادة كمية زراعة النخيل مع الحرص على جودتها، حيث يتم اختيار الفسائل ذات الجودة العالية والمميزة والخالية من الأمراض حتى تنتج منتجاً ممتازاً.بالإضافة إلى ذلك اطلقت الوزارة مشروعاً كبيراً يسمى مشروع الريادة لأبحاث النخيل ممولاً من مؤسسة قطر بتكلفة 15 مليون ريال، وهدفه معرفة الجينات المسؤولة عن الصفات الوراثية لأنواع التمور والرطب المختلفة لتعزيزها، بالإضافة إلى معرفة أفضل أرض لزراعة النخيل.ما تتناوله وسائل الاعلام حديثا نقلا عن المصادر المعنية يؤكد ان هناك خطة لدى وزارة البيئة لتطوير وتعزيز زراعة النخيل في الدولة، باعتباره جزءا مهما من تراثنا الاصيل وباعتبار التمور وجبة غذائية متكاملة لا يخلو منها أي منزل، ولا نخفي فرحتنا حقا عندما طرحت الوزارة مؤخرا مشروع شراء التمور من أصحاب المزارع وهو أحد أوجه الدعم الذي تقدمه الدولة للمزارع القطري وهذا ما حقق فعلا العديد من الأهداف.إدارة البحوث الزراعية بوزارة البيئة تعمل حاليا على خطط لرفع إنتاجية التمور كمًا ونوعا ورفع الجودة بالإضافة إلى مايقوم به مشروع الزراعة النسيجية الذي يهدف إلى الإكثار من شتلات النخيل بكميات كبيرة باستخدام تقنيات الزراعة النسيجية، وهذا ما سوف يؤدي الى زيادة في الكم مع الجودة التي نتمناها جميعا.ديننا الحنيف اعطى النخلة عناية فائقة، وجاء ذكر النخل والتمر في القرآن الكريم في 17 سورة، وفي 20 آية، مثل قوله تعالى في سورة "ق" (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ) وايضا في السنّة لقوله عليه الصلاة والسلام "مثل المؤمن مثل النخلة ما أخذت منها من شيء نفعك"..لا تنسوا أمنا النخلة ولا تنسوا افضالها على البشر ولا تنسوا قوله عليه الصلاة والسلام "سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته: من علم علما أو أجرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا... الخ" وسلامتكم.