14 سبتمبر 2025
تسجيلحسبنا الله ونعم الوكيل.. بهذه الحسبلة التي تكررت كثيراً استيقظنا فجر يوم الجمعة الماضي على انتهاء أو انهيار الهدنة الإنسانية بالمعنى الأصح وتجدد القصف الإسرائيلي الإجرامي على أطفال وقطاع غزة بعد سبعة أيام لم يكد أهلها أن يلتقطوا أنفاسهم وانتشال شهدائهم الذين ظلوا تحت الأنقاض أياما طويلة بسبب العدوان الإسرائيلي الذي لم يكن ليسمح للدفاع المدني ولا للأهالي بأن يبحثوا عن أحياء أو انتشالهم من تحت الركام نتيجة القصف العشوائي والأعمى وبالتالي من كان حيا فقد غدا شهيدا حتى تم في أيام هذه الهدنة القليلة جدا انتشال ما يقارب 300 شهيد من تحت أنقاض أبنية مختلفة وبقي كثيرون لم يستطع أحد أن ينتشلهم بسبب شح المواد والوقود والآليات الخاصة للدفاع المدني الخاصة لمثل هذه العمليات ومع تجدد الإرهاب الإسرائيلي فإن أعداد الشهداء يتزايد والمستشفيات التي لم يكن لها أن تستعد خلال أيام الهدنة السبعة لأي شيء نظرا لقلة المساعدات والمستلزمات الطبية التي كانت تصل لشمال القطاع فإنها باتت منذ يوم الجمعة عاجزة عن إسعاف عشرات المصابين الذين أصبحوا أهدافا للمدفعيات والطائرات بل والزوارق البحرية الإسرائيلية التي تدك كل واحدة منها بما في جعبتها من أسلحة وقنابل وصواريخ تقتل ولا تبالي بمن تقتل من مدنيين وأطفال ونساء لم يكونوا في يوم من الأيام يمثلون تهديدا مباشرا أو غير مباشر للوجود الإسرائيلي المحتل لأرضهم وحريتهم لذا فالمستشفيات عادت لنقطة الصفر الذي انتهت منها قبيل الهدنة وعادت لتشكو ضيق القدرة وضعف المقدرة على استيعاب هذا الكم من الشهداء والجرحى وسط قلة مواردها ومستلزماتها الطبية التي لم تلتفت الدول العربية أو المجتمع الدولي لهذا حينما كانت تتغنى بإدخال المساعدات الإنسانية دون ضمان وصولها لمن يحتاجها وما طبيعة هذه المساعدات التي لم نر لها أثرا ملموسا أو مرئيا ومسموعا باعتبار أن الكل كان يظهر محتاجا مفتقرا لأقل الحاجيات وكلنا رأينا إنه رغم الهدنة فإنه لم يكن أحد يعلم كم الشاحنات التي تدخل وعلى ماذا تحتوي والآلية التي يتم توزيعها فلا المستشفيات اكتفت ولا مدارس ومراكز الإيواء لآلاف النازحين شبعت ولا الأهالي تحصلوا على كفايتهم من الطعام الأساسي من الدقيق والأرز ولا حتى الماء الصالح للشرب فكثرت الأمراض المعوية للأطفال والكبار معا والأوبئة والجوع وقلة الغذاء والماء والدواء والكهرباء. فأي هدنة تلك التي هدأت فيها أصوات الصواريخ والطائرات وعلت فيها أصوات الجوع والعطش والمرض؟! فكيف بالحال اليوم وقد عاد كل شيء ومنذ الجمعة والسبت وتجدد القصف بات هناك مئات من الشهداء جُلّهم من الأطفال والنساء وكأن الآمال التي تخللتنا حتى مساء يوم الخميس الماضي في تجدد الهدنة لأيام حتى توقف كامل لإطلاق النار كانت آمال عالية السقف وسط تجاهل للرغبة الإسرائيلية الجشعة في القتل والتهجير والإبادة الجماعية التي تنتهجها منذ السابع من أكتوبر الماضي تحت سياسة العقاب الجماعي الأعمى الذي لم يستطع مجتمع دولي بأكمله من إيقاف مسلسل الدم الذي تتصدر إسرائيل دور البطولة المطلقة فيه دون أن يكون له أي دور يُذكر وبات القتل لديها متعة لا تضاهيها متعة أخرى والجميع بصمته يبارك ويهنئ هذه السياسة الدموية الإرهابية دون أن يحتاج حتى لقول كلمة واحدة فهل يمكن أن يستمر الوضع بهذا الشكل ؟! إلى متى يمكننا أن ننظر لشعب كامل أن يُباد بهذه الصورة الإجرامية وتتحكم إسرائيل بمفاصل الحياة والنجاة له ونحن مجرد نشاهد ونحوقل وننام ونستيقظ لنتألم قليلا ثم ننسى ؟! إلى متى سيظل هذا العالم مرتهنا بيد إسرائيل والولايات المتحدة التي تقدم دعما لا محدود رغم الضغط الشعبي الذي تتعرض له لإيقاف هذا الدعم الأعمى لهذا الكيان الإسرائيلي ؟! سوف نُحاسب والله العظيم سوف نُسأل فماذا يمكن أن نقول وخصومنا لا يسمحون ولا يسامحون ؟! فلا أقول إلا كما بدأت القول حسبنا الله ونعم الوكيل وكفى !.