20 سبتمبر 2025
تسجيلآه وآه على قلوب الأمهات والآباء في غزة الذين تقطعت أنياطها وانكسرت وهي ترى فلذات أكبادها تموت أمامها وتحملها إلى مدفنها وهي تنزف دما. إن الشعب الفلسطيني عانى وما يزال يعاني وهو متمسك بأرضه ودياره لم يغادرها وظل ينسج فيها حياته التي تتدمر يوما بعد يوم بيد العدو الذي أخذ على نفسه عهدا أن يمسح ما هو فلسطيني من على وجه الأرض ويبيد الصغير والكبير وخاصة الأطفال لأنه يدرك ان هؤلاء الأطفال هم الرجال الذين سيقاومون ويصبحون قوة تدافع عن الأرض والعرض وسينجبون أطفالا آخرين من أجيال قادمة سيكون النصر على يدها. لا غرابة أن يصف أحدهم صمود وصبر واحتساب أهل غزة أمام آلة العدو بأنهم كالصحابة الذين كانوا يقدمون الغالي والنفيس من أجل نصرة الإسلام والدفاع عن الأراضي والمقدسات الإسلامية. ان أهل غزة قد سطروا أروع صفحات النضال والصمود وأعطوا درسًا في الصبر ومجاهدة النفس واحتساب من فقدوهم شهداء عند الله عز وجل. لقد شهد العالم لأهل غزة بطولتهم وشجاعتهم في مواجهة آلة العدو الذي تغدر بهم ليلا والناس نيام، وأدركت شعوب الغرب أنهم كانوا في غيبوبة سببها لهم الإعلام الذي يسيطر عليه اليهود ومن والاهم في تصوير العرب والقضية الفلسطينية بشكل مسيء لدرجة لم يدركوا مدى الظلم الذي يعيشه الشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل، فخرجت تلك الشعوب تندد وتطالب بوقف تلك الحرب الهمجية على شعب غزة وأطفالها ونسائها ورجالها الذي فاق عدد من استشهدوا أكثر من ١١ ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء وكأن هذه الحرب تستهدف هؤلاء كونهم من سيكونون رجال المستقبل وأمهات أطفال المستقبل. لقد أيقظت هذه الحرب المدمرة ضمائر شعوب الغرب وأحيت فيهم روح الإنسانية وحقوق الإنسان وأدركوا أن القوانين الدولية تكيل بمكيالين ولا عدالة فيها حتى أنها في أغلب الأوقات تنصف الظالم على المظلوم، ولن ينسى هؤلاء ما حدث وسوف ينقلونه إلى الأجيال القادمة وسيدرك العالم خبث ودناءة وعداوة اليهود لما هو إنساني، الذي جعل هتلر يجعلهم في محرقة كبيرة ما زالوا يذكرونها ويلومون الألمان عليها. ولكن هذه الحرب ستظل تذكر العالم بإن هناك شعبا قاوم أعتى الأسلحة بالصمود والصبر وتحدى كل آلات الدمار، وما زال يقاوم حتى يمن الله عليه بالنصر القريب. هذا الشعب يستحق الكثير، ودولتنا تدرك هذا الاستحقاق منذ زمن طويل وتمد يد العون والدعم لأهل غزة والقضية الفلسطينية وتهب لنجدة المنكوبين والمحتاجين دون أي مقابل وتبادر قبل الكل في ذلك وأفضل دليل على أن ترسل قيادتنا الحكيمة المساعدات وعلى رأسها سيدة فاضلة من قطر تمثل الدولة وكل نساء قطر لتمسح جراح الأرامل والثكالى من نساء غزة وتعزيهم بمن فقدوهم سيدة آمنت بالقضية الفلسطينية ومازالت كلماتها كانت كالبلسم الذي يداوي الجروح، لولوة الخاطر مثلت بلادها خير تمثيل وأعطت صورة مشرفة لنساء قطر. حفظ الله بلادنا من كل مكروه وأزال شر الحرب عن أخوتنا في غزة خاصة وفلسطين عامة ونصرهم على أعدائهم.