18 سبتمبر 2025

تسجيل

رغيف خبز وصحة

03 ديسمبر 2020

•المال والبنون زينة الحياة الدنيا ولهف وعشق القلوب، وصراع المال وتقدمه على كثير من العلاقات والمشاعر والمواقف التي قد ينسى معها كل أواصر العلاقات الإنسانية وكل صلات القرابة قد تتلاشى لدى البعض في عبادتهم المال! طبع النفس البشرية تلهث وتسعى لجمع المال بطرق مختلفة وبوسائل سهلة وغير مشروعة!. وكلما زاد حجم الأرقام والأرصدة، كلما كانت القلوب تهفو لـ"هل من مزيد؟"، وكلما غادرت جسد الإنسان معنى الروح لتطغى المادية وطين الأرض بأعماقه وسيطرة تفكيره! •يختارون المال ويظنون بأنها سعادة ورفاهية وأرصدة ترقى بهم لمصاف الطبقات المخملية في تحقيق سعادة زائلة.. ومتعة وقتية.. سعادة ورفاهية تتلاشى وتتوارى ولا يكون لها قيمة ومعنى واهتمام عند مرض يزور صاحبه ويقعده ويرهقه ويعجزه وينهكه عن أداء مهامه وواجباته واحتياجاته! يبحث بماله عن علاج سريع وشفاء قريب لتعود له صحته.. ليعود بعدها للهوٍ ولهث وهرولة ومادية تعمي بصره وبصيرته، عن فهم معنى وجوده وحقيقته ومعنى الابتلاء والمرض تذكيراً للعودة لخالقه ولأصل وجوده! •أسماء وعائلات ثرية برفاه وحياة بذخ تحسد عليها وتتمنى بعض النفوس المادية أن تصل لما وصلت إليه من متعه مال.. بابتلاء بمرض ووجع يقعد ويمنع كل معاني الرفاهية والمتعة! وتأتي لحظة الموت التي يغادر فقط بما قدمه من عمل يجده أمامه، وما قدمه من أعمال وعبادات تنفعه في هذه اللحظة، وما تكون ويرافق هذه اللحظة من ألم فراق ووجع بفقد ورحيل على أحبته وأقاربه وأصدقاءه! •أغلى ما يملكه الإنسان من ثروة حقيقية تنفعه بأيام وبسنوات رحلة حركة عمره؛ التمتع بالصحة والعافية التي تجعل الفقير سعيداً بما لديه، ويملك قناعة الرضا والاستمتاع بحب وراحة بال بما بين يديه، ولا ينظر لما في يد غيره من لقمه طعام وزينة، ويجد سعادة في رغيف خبز وكوب شاي.. وصحبة صادقة محبة له ولذاته.. ليسعد بعدها بنوم هادئ دون أرق وقلق وتفكير!. •ثروة الصحة والعافية تجعل من ملك ثروة المال وحسابات بنكية وعقارات.. يملك القدرة على الاستمتاع بماله بما يُرضي الله، وما يكون في هذا المال من نسبة ونصيب أولئك الفقراء والمساكين والمحتاجين لتجعل وتزكي ماله وترزقه البركة في صحته وماله وعياله وكل ما حوله.. وبكرم عطاء يسعد روحه ويجمل ملامحه ويضاعف أجرة. •من الناس من يمسك ماله، ويحرم نفسه وأهله الاستمتاع بهذا المال، يعيش بخلاً وشحاً وفقراً يمثله؛ يجعله لا يظهر نعم الله عليه ولا يعرف كيف يستمتع ويمتع من معه، وبلحظة يغادر وتذهب ثروته لمستحقيها ومن لا يحسنون التصرف بهذا المال الذي لم يستغل وجوده للانفاق على نفسه والاستمتاع بماله، ولم يقدم من هذا المال ما يجده ترفيعاً وتكفيراً لذنوبه يوم الحساب. •المال وسيلة لغايات محمودة، ولهذا المال حق لله، ولصاحبه الحق والتصرف الكامل بما يعود عليه بالنفع والأجر والثواب بما يقدمه ويتصدق به دفعاً بابتلاء و لضرر ومرض، والحق بإظهار نعم الله عليه والتحدث بها. •آخر جرة قلم: في الغرب قد يستمتعون بثرواتهم ببذخ وإنفاق على كلابهم -أجلكم الله-وقد يتبرعون بحياتهم بأموالهم لإسهامات مجتمعية في بناء مستشفيات ومدارس وجامعات، وحتى في بناء حدائق، والتبرع لمقاعد للحدائق والأماكن العامة. لدينا الوقف والزكاة ومصارف لإنفاق المال بصحة وعافية وإرادة ورغبة حقيقية تعود بالبركة والسعادة التي لن يجدها ويستشعرها في ملذات الحياة بأكملها ولا ينتظر ابتلاء يزوره ليخرج ماله ويتصدق به.. إنفاق في صحة وعافية يجدها أمامه كاشفة وشافية، وتمسح على قلبه في كل هم وغم ومرض قد يزوره، وتبقى نعمة الصحة والعافية لا تقدر بثمن وكنوز الدنيا بأكملها.. والله يعطيكم ويرزقكم الصحة والعافية. TW:@salwaalmulla