12 سبتمبر 2025

تسجيل

هجمات أردوغان المرتدة !

03 ديسمبر 2018

تركيا لن تترك قضية جمال خاشقجي! هكذا أعلنها الرئيس رجب طيب أردوغان من قلب العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس وبعد لقاء مع الرئيس الأمريكي ترامب على هامش قمة العشرين التي عُقدت هناك، وحضرها زعماء وقادة وممثلو حكومات مختلفة كما حضرها (الملهم المهمش) محمد بن سلمان في أسوأ حضور خارجي عالمي له بعد تفجر شبهات شبه مؤكدة عن تورطه الشخصي باغتيال المواطن خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول، ناهيكم عما لقيه في تونس ومصر من رفض إعلامي وشعبي ونقابي وحزبي لوجوده هناك، كما أوضح أردوغان أن العالم الإسلامي والمجتمع الدولي لن يهدأ لهما بال حتى يتم الكشف عمن أمر بقتل خاشقجي ومن هم قتلته الذين شدد الرئيس التركي على أنه تجب مساءلتهم والتحقيق معهم في أنقرة وهذا أمر سيدعم موقف السعودية التي تقول على حد زعمها أنها حريصة جداً على كشف كافة الملابسات والشكوك حول هذه الجريمة المروعة. حسناً !، فالسعودية تلعب حالياً على عامل الوقت الذي من شأنه أن تضيع معه قضية تصفية خاشقجي، وتماطل في كشف الأسرار الخطيرة التي من شأنها أن تكشف حيثيات هذه القضية بدءاً من كيفية استدراج الضحية خاشقجي ونهاية بقتله وتقطيع وجثته ومصير هذه الأشلاء التي لم تلق حق الدفن كما يليق بجسد كل مسلم، بينما في المقابل تصر تركيا وعلى لسان قمة الهرم فيها وهو الرئيس التركي أن هذه الحادثة لن تمر مرور الكرام ليس لأن كرامة تركيا قد أهدرها قتلة استهانوا بالاستخبارات التركية في كشف جريمتهم سريعاً فحسب وإنما كما قال أردوغان إنها قضية إنسانية بحتة لا يمكن السكوت عن البشاعة التي حدثت فيها، ولذا لا يمكن للرياض أن تنجح في الالتفاف حول هذه الجريمة بروايات لم يصدقها العالم حتى الآن، بالإضافة إلى أن أردوغان والذي على ما يبدو لم يُمكّن ولي العهد السعودي على هامش قمة بوينس آيرس العشرين من مقابلته بعد رده على طلب الأخير في ذلك على لسان وزير خارجيته مولود تشاووش أوغلو بأنه (سيرى) إمكانية ذلك، مصمم حتى هذه اللحظة على تكذيب أقوال محمد بن سلمان علناً بقوله في المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء السبت الماضي: أنا لا أصدقه!، مشدداً أن عملية قتل خاشقجي نُفذت خلال سبع دقائق ونصف وهو الأمر الذي نفاه بن سلمان وأصر عليه أردوغان بشدة، وما يعزز هذا الحديث المبطن للرئيس التركي الذي يبدو حتى الآن حريصاً على تعاضد العائلة المالكة الحاكمة في السعودية هو ما سربته إدارة الاستخبارات الأميركية الـ CIA لصحيفة الـ (وول ستريت جورنال) في أن بن سلمان هو من حرض على اغتيال جمال خاشقجي بعد رصد (11) رسالة نصية على الأقل من ولي العهد السعودي لمستشاره المجرم والذي أشرف شخصياً على جريمة قتل المرحوم خاشقجي رحمه الله سعود القحطاني قبيل عملية الاغتيال وبعدها بالإضافة إلى رصد مكالمات هاتفية من ولي العهد نفسه له، فإلى متى ستماطل الرياض وتحث الخطى وتتعثر بها لحماية هذا الأمير المتهور الذي نفذ جرائم وحشية وأزمة إنسانية قاسية في اليمن وجريمة مروعة في تركيا وكان يسعى لما هو أخطر وأشد جرماً ضد قطر حكومة وشعباً ؟!، إلى متى ستظل أنقرة محتفظة برباطة جأشها رغم الضغوط الداخلية التي تلاحق الحزب الحاكم فيها من باقي الأحزاب المعارضة والمؤسسات الحقوقية في الداخل التركي ؟!، وإلى أي مدى سيستطيع ترامب أن يدافع عن صغيره في الرياض بعد خروج بومبيو الأخير في لقاء مع قناة الـ CNN وتأكيده أنه اطلع على كافة تقاير إدارة المخابرات لديه وتأكد له أن لا علاقة لبن سلمان في هذه الجريمة لتواجهه الصحف الأميركية البارزة بأنه ووزير الدفاع يفضلان مصالح الرئيس الشخصية على مصالح القيم الإنسانية التي قامت عليها الولايات المتحدة ؟!. أظن الآن وبعد قمة العشرين وما رآه محمد بن سلمان من تهميش ونبذ له حتى وإن وصل الحال بأتباعه لتصوير كل مشهد صافح فيه بن سلمان أحداً أو تبادل حديثاً عابراً مع أحدهم فهذا إن دل إنما يدل على مدى الإفلاس الإعلامي الذي وصلت إليه سمعة بن سلمان، بعد أن كان يراه العالم المصلح القادم لبلاده وتغيير نظرة الغرب للإسلام المتشدد في أفكارهم، ولكن للأسف جاءت جريمة خاشقجي لتفتح أبواباً من الجحيم على ولي العهد السعودي وتلفت الأنظار لمأساة اليمن الإنسانية والاقتصادية التي ما كانت لتتفاقم بهذه الصورة المفجعة إلا بعد انطلاق ما سميت بعاصفة الحزم عليها في منتصف شهر مارس 2015، ولذا فالأيام القادمة على حكومة المملكة ستكون محملة بالكثير وما ظن بن سلمان أن الوقت سيكون كفيلاً باندثاره هو نفسه من سيدعم إحياءه في كل مسرح سياسي واقتصادي يحضره بن سلمان وكما ستكون عادة المجتمعين فيه وهي نبذ ولي العهد السعودي بصورة غير لائقة !. فاصلة أخيرة: ثأر جمال سيلاحقه مثل ظله حتى وإن غاب صاحب الظل المهمش !. [email protected]