29 أكتوبر 2025
تسجيلتعتبر أغلى عملة رقمية في العالم الافتراضي كانت عملة البيتكوين حديث وسائل الإعلام كافة الأسبوع الماضي حين تخطت قيمتها حاجز الـ 11 ألف دولار لأول مرة في تاريخها. وبذلك فهي تعتبر أغلى عملة رقمية في العالم الافتراضي إذا قورنت بالذهب أو الفضة أو حتى ببرميل النفط أو الدولار أو غيره من العملات. ظهرت عملة البيتكوين مطلع عام 2009 على يد شخص يدعى "ساتوشى ناكاموتو"، وانتشرت تلك العملة في السنوات الأخيرة وذاع صيتها أكثر من المتوقع. وبالرغم من انتشارها على النطاق العالمي، إلا أنها تفتقد إلى دعم المؤسسات المالية العالمية، وعدم وجود رقابة أو تنظيم لعملية التداول. وعملة البيتكوين هي عملة مماثلة لباقي العملات الرئيسية مثل اليورو والدولار، ويتم تداولها عبر الإنترنت من خلال وسطاء أو من حساب "Block Chain" لحساب آخر، حيث يقوم المرسل عبر حساب عملة البيتكوين الخاص به بالقيام بعمليات إرسال، وتتم تلك العمليات عن طريق خوارزميات معقدة. وللحصول على العملة يجب أن يتوفر للمستخدم حساب أو محفظة تجعله قادرًا على تداولها وإرسالها واستقبالها. والذين يدافعون عن العملة الإلكترونية يرون إن تكلفة تداولها وإجراء الصفقات التجارية من خلالها أقل بكثير من تكلفة العملة الورقية. كما أن معاملاتها سرية، حيث لا يُمكن لأي شخص الكشف أو التدخل في عمليات الشراء أو البيع، والتي تتم بهذه العملة. لكن هذه الإيجابيات هي بحد ذاتها تمثل مصدر خطر للنظام المالي العالمي. فلكونها خارج رقابة أي سلطة نقدية رسمية، ولكونها تتسم بالسرية، ، فمن الممكن أن تسهل عمل تجار الأسلحة والممنوعات، والقيام بعمليات تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. كما إنه في حال سرقتها يصعب جدا تتبعها دوليا. وإنما يمكن تتبعها من خلال الدول التي تعترف بها فقط، وهي دول قليلة. لكن لا يمكن معرفه صاحب كل محفظة الكترونية ولا تتبعها. كما برز اسم البتيكوين في الهجمات الأخيرة لفيروس الفدية wannacry، حيث تم استخدامها من قبل القراصنة عندما طلبوا مئات الملايين من الدولارات في صورة بيتكوين لفك الفيروس: وهذا أيضا لكونها لا يمكن تتبعها. ولذلك لم يتم التعرف عليهم. وأخيرا، أحد مخاطرها الرئيسية هي ما نشهده اليوم من مضاربات واسعة على العملة. وهذه المضاربات لا تستند على أي أساس اقتصادي أو مالي، وإنما مجرد مضاربات للربح السريع، مما يلوح بتكبد خسائر فادحة لصغار المستثمرين. هذه المخاطر دفعت العديد من الدول لإطلاق تحذيرات من التعامل معها. فقد أعلنت الصين نيتها غلق بورصات التداول بعملة "بتكوين" وحظرها، مما يعكس عدم الارتياح المتزايد من أسواق العملة الافتراضية في البلاد، البالغة قيمتها 150 مليار دولار، وتشكل الصين نحو 23% من التداول بها عالميا. وعلى نفس النهج سارت العديد من الدول العربية مثل لبنان والأردن وعدد من الدول الخليجية. فقد حذر مصرف لبنان المركزي في تعميم موجه إلى المصارف والمؤسسات المالية والصرافة والوساطة المالية والجمهور في العام 2014، من شراء أو حيازة أو استعمال النقود الإلكترونية بأي شكل من الأشكال. ويدعو الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل جوزيف ستيغليتز إلى منع تداول العملة عن طريق القانون، حيث إن هذه العملة ترتفع بهذه الطريقة الجنونية فقط لعدم وجود رقابة سلطة نقدية وطنية أو عالمية عليها مما يوفر إمكانيات كبيرة للتحايل من خلالها. كما أن العملة لا تقدم أي وظيفة مفيدة اجتماعيا، وأن الوظيفة الوحيدة التي قامت بها هي تقديم أرباح ضخمة للمضاربين فيها كما نشهده اليوم.