23 سبتمبر 2025
تسجيلما بين التفاؤل والتشاؤم، وما بين التيقن بالنجاح أو الفشل، يعيش أبناء دول الخليج العربي الأيام التي تسبق انعقاد القمة الخليجية الـ 38 في دولة الكويت الشقيقة، باعتبار أنها ستعقد في ظروف متغايرة ومختلفة، وفي جو يسوده التوتر والمشاحنات، حيث الأزمة الخليجية مازالت قائمة، دون وجود بادرة أمل في الأفق تلوح بانتشالها، وهي التي أحدثت شرخاً عميقًا في البيت الخليجي، وانحسرت الثقة، بل انعدمت بكيانه وبأمينه العام الذي التزم الصمت وغاب أو غُيّب عن الأزمة. ..... هذا الاستعداد المتكامل الذي تقوم به دولة الكويت اليوم لاستقبال قادة المجلس، وهي التي لعبت دور الوسيط لحل الأزمة بقيادة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد- حفظه الله- الذي لم يدّخر وسعاً في السعي للّم البيت الخليّجي وإصلاح أركانه، وتغليب صوت العقل بالحوار للمحافظة على أمن الخليج واستقراره كما هو المطلب القطري مما يدل على الإصرار على ضرورة انعقاد القمة، وضرورة حضور القادة قبل أن ينفلت الزمام وينصهر المجلس بعد 38 سنة من عمره، كما يبشر ببادرة خير على انفراج الأزمة، لبدء حوار جدّي بين أطرافها وغير مشروط، ودون إملاءات من تدخل طرف على طرف آخر، لتعود المياه الخليجية إلى مجاريها، الكل في المجتمع الخليّجي ينتظر هذا اليوم بتساؤلات لا تغيب عن الذهن، من الذي سيحضر ومن الذي سيغيب من القادة، وهل ستأخذ الأزمة الخليجية حيّزا في الأجندة المطروحة من النقاش والحوار!! وهل ستكون بداية لنهاية أزمة مفتعلة دفعت وما زالت تدفع ثمنها الشعوب الخليجية التي عاشت مرارتها سياسياً واقتصادياً وإعلامياً واجتماعياً منذ الخامس من يونيو إلى الآن.!! أم سينهار المجلس وسيسير إلى المجهول في حالة اتخاذ بعض دول الحصار موقفاً سلبياً من الدعوة بعدم حضور القمة كالموقف الذي اتخذته دولة البحرين حين صرّحت بأنها لن تحضر أي قمة بوجود دولة قطر. .... فلم يكن يدور في خلد أي خليجي الذي كان يحلم بمنظومة خليجية موحدة يستشعر تحت مظلتها الوحدة والقوة والأمان والاستقرار. وبعملة موحدة، وهوية موحدة، أن يصبح مجلس التعاون مع الأزمة والتي هي الأخطر في تاريخ المنطقة في مهب الريح، وينسف غيابه عن الواقع الخليّجي المتأزم كل الأسس والأهداف التي سعت دول الخليج إلى وضعها كمنظومة موحدة عام 1981م والتي منها توحيد المنظومة الأمنية وإنشاء جيش موحد لمواجهة الأخطار والاعتداءات والأطماع الخارجية المُحتملة، وإقامة تدريبات عسكرية لتقوية الجيوش ونشر الأمن والاستقرار، ويحطم مع صمته حلم العملة الموحدة والهوية الموحدة، الذي طالما حلم بهما المواطن الخليّجي وطالب بهما، ولم يكن يتوقع أن يصبح مجلس التعاون ضحية للأزمة المفتعلة ضد دولة قطر ويتقهقر دوره في تحقيق الأمن والاستقرار، وعدم القدرة على إدارة الأزمات، وهو الذي واجه تحديات وصعوبات سابقة كالغزو العراقي على الكويت، والحرب العراقية الإيرانية وسحب السفراء، والآن أصبح المجلس مع تلك الأزمة كأن لم يكن، وتعرض للنقد من المغردين على مواقع التواصل الاجتماعي لصمته وغياب الأمين العام، فهل سيحقق دوره الإيجابي في إدارة الأزمة الخليجية دون انحياز والخروج منها في تلك القمة لإنقاذ سفينة المنظومة الموحدة من أعاصير الدمار التي فتكت بنسيجها وسط موجات متلاحقة من الصراعات الإقليمية والأطماع الدولية، …. أيام قليلة وقادة دول الخليج سيلتقون في دولة الكويت، في 5/6 من ديسمبر 2017 فالاستعدادات المتكاملة توحي ببادرة أمل يشوبها القليل من التشاؤم بالحضور أو بعدم الحضور لقادة دول الحصار، لتصريحات البعض مسبقاً بالاعتذار عن الحضور في وجود دولة قطر تلك الجارة أو الدويلة كما أطلق عليها البعض من دول الحصار وأصبحت شغلهم الشاغل وهوسهم الذي يسيطر على فكرهم وإعلامهم بدل الانشغال بالقضايا المصيرية الكبرى التي تفتك بالوحدة العربية والثقافة العربية والحضارة العربية كقضية بيت المقدس، والمجاعة في اليمن، والقتل الجماعي في سوريا، والدمار في العراق، والانقسامات المذهبية والصراعات الطائفية التي هتكت بمصير المواطن العربي ومستقبله في المنطقة العربية، ناهيك عن المشاكل الداخلية داخل دول الحصار التي تتطلب الاهتمام والمعالجة، والسيول المتكرر سنوياً في جدة نموذجاً، والصراع السعودي والإماراتي مع الحوثيين نموذجاً آخر، وبالرغم من أن المؤشر الزمني لعقد القمة الخليجية بدأ في التقارب ومن المفترض أن يخيم على تلك الفترة الهدوء وضبط النفس والسيطرة العقلية على هاجس المشاحنات الإعلامية التي تثير الفتن وتؤججها، ويكون الحوار العقلي هو سيد الموقف الذي يجب أن يسود، فالعدائية التي تمارسها دول الحصار على قطر، والتصعيد الإعلامي المستمر ضدها، والتعنت عن حضور القمة كما أبدى البعض سيعرقل مسيرة مجلس التعاون، وسيهدم كيانه، ويفكك أركانه، المجتمع الخليّجي الآن يريد أن ينفض غبار الأزمة المفتعلة ضد قطر ليعيش حياة آمنة مستقرة، كريمة، فكفى إرهاصات سياسية وإعلامية فرضت عليه سلبته وقته وعقله وأمنه واستقراره ودفعت البيت الخليّجي نحو المجهول، لذلك يأمل من هذه القمة، احتضانها الأزمة وتطويقها ورأب الصدع بين دول الحصار وقطر، وإسدال ستار الخلافات بما يحقق للقمة النجاح والاستمرارية، وللمسيرة الطيبة الحكيمة التي انتهجها سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد من بداية الأزمة الذي كان ديدنه الحوار لإسدال الستار عن الخلافات الخليجية قبل أن تتفاقم ولاقت احتراماً وتقديراً دولياً وأممياً، فهل ستحظى دعوته لقادة دول مجلس التعاون الخليجي لحضور القمة تقديراً واحتراماً، نأمل ذلك!!!! Wamda.qatar@gmail