27 أكتوبر 2025
تسجيلزيارة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان للدوحة أمس تعد الثانية له بعد تسلمه رئاسة الجمهورية في 28 أغسطس 2014. وهي الزيارة الأولى له لدولة عربية بعد هذا التاريخ، وهذه الزيارة تأتي تلبية لدعوة من سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وهي ما لبت تطلعات قيادتي البلدين في انعقاد الاجتماع الأول للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، التي أسست بعد توقيع الرئيس أردوغان والشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مذكرة تفاهم مشتركة بهذا الخصوص، في العاصمة التركية أنقرة في 19 ديسمبر 2014 ولأهمية الزيارة شهدت التوقيع على عدد من الاتفاقيات المتنوعة، ومناقشة العلاقات بين البلدين الشقيقين، والتطورات الإقليمية. قطر وتركيا أدركتا اهمية هذه اللحمة وهذا التفاهم على مجريات الأحداث في العالم فآثرتا الارتكاز على مصالحهما بما يحقق لشعبيهما التنمية والاستقرار لان العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية مع الدول والشعوب المحبة للسلام، تتنامى وفق أسس التضامن والصداقة القائمة على مبادئ التسامح والتعاون والانفتاح تجاه الآخرين، وبما يؤدي إلى خدمة المصالح المشتركة، فطموح البلدين لا ينفصل عن المستقبل الذي يحمل اشراقا وطموحا أفضل لشعبي البلدين الصديقين والعالم أجمع. إن البناء لا يؤسس إلا على قاعدة صلبة مستدامة، حتى تكون هناك سيناريوهات وتصورات أفضل للمستقبل، يتعين وضع استراتيجيات واضحة للتعامل مع الإشكاليات والقضايا الحقيقية الموجودة على أرض الواقع بعد تحديد ماهيتها وأبعادها بشكل دقيق، قطر وتركيا تسارعان الزمن وهما يسيران على وتيرة هذا الاتجاه، فأسسا كيانا مشتركا يحفظ مصالح البلدين ويفتح لهما آفاق التطوير، فهناك ثمة حاجة إلى العمل المشترك لتبني مثل هذه الاستراتيجيات التي توضح بدقة ما يدور في الواقع، ومن ثم التوصل إلى وضع حلول وسياسات لكيفية التعامل مع هذا الواقع.في ظل هذا التناغم الرائع بين قيادتي البلدين فان سمو الأمير المفدى استطاع أن يخلق علاقة متميزة مع رئيس تركيا رجب طيب أردوغان الذي أثبت للعالم أنه يمتلك كل مقومات الزعامة والقيادة ما جعلت منه زعيما وليس رئيسا فقط، وقائدا كبيرا يلاعب الكبار، فهذا الضيف العزيز على بلادنا أثبتت أفعاله ما قام به من نقل تركيا إلى مصاف الدول الغنية والدول القوية وإلى حضور فاعل مع الكبار في صندوق النقد الدولي.ست قمم قطرية تركية جمعت سمو الأمير المفدى والرئيس أردوغان، خلال الزيارات المتبادلة في 15شهرا فقط، 4 منها خلال عام 2015، واثنتان في سبتمبر وديسمبر 2014، معدل قمة كل 3 شهور تقريباً وهذه اللقاءات الحميمية المتتالية وفي وقت قريب وقصير تثبت الحرص المتبادل بين الجانبين على التواصل، والتباحث وتبادل الرؤى، وتنسيق الجهود باستمرار، وبلا شك هي شحنة من مظاهر قوة العلاقات بين الدولتين، مما ينبيء ببلورة استراتيجية ورؤى متفتحة لتطور التواصل في العلاقات بين البلدين في شتى المجالات.أمس كنا على موعد في مركز المعارض خلال افتتاح الدورة ال 26 لمعرض الدوحة للكتاب وقد تجسد التعاون الثقافي بأزهى صوره بتدشين العام الثقافي القطري — التركي 2015، واختيار تركيا ضيف شرف معرض الدوحة الدولي للكتاب، وتوج هذا التلاحم الثقافي بافتتاح المركز الثقافي التركي (يونس أمره) تعزيزا لعلاقات قطر وتركيا الثقافية.طريق العمل المشترك أمام البلدين الصديقين يستشرف من مظاهر الوعي التي تتوافق بين عقلية القيادتين القطرية والتركية واللتين تسعيان دائما لما فيه خير شعبيهما وأمتهما، وهذا ما يستدعي المزيد من الجهود للقيام به لتعزيز هذه العلاقات. وسلامتكم