12 سبتمبر 2025

تسجيل

عليكم بمدرسة العطية؟!

03 ديسمبر 2015

ليس كل ما يلمع ذهباً، فقد يكون البريق زائفاً.. فالجمال المتكامل يجب أن يكون مضموناً وشكلاً والمضمون بالتأكيد أهم .. ولا أجمل هذه الأيام من المباني الحديثة في بلادنا الحبيبة من تصاميم معمارية رائعة وأشكال هندسية مبتكرة تسر الناظرين، والشركات العالمية الكبرى تتهافت لتنال نصيبها من الخيرات، وهنا مكمن المشكلة احيانا؟! فتلهينا بالبريق وتحقق أرباحها وزيادة وترجع الى قواعدها سالمة.. ونكتشف لاحقا أن المضمون لا يرقى لمعاييرالجودة، وتطلع الفضائح وقد "ياكلها" الشريك المحلي ومن في حكمهم و"دور ربعك"! بينما نجد الكثيرمن المباني القديمة مازالت تحتل مكانة مميزة في وجدان أبناء المجتمع لأصالتها !.يقول لي أحدهم: هل تذكر الأمطار التي هطلت علينا في بداية التسعينيات، وبالرغم من أنها كانت أكثرغزارة، لم نجد مبنى تسربت اليه مياه الأمطار ولم " تشخل" أسقف المباني . تُرى لماذا مع أن العالم الآن أكثرحداثة والشركات أصبحت عالمية؟؟ الجواب بسيط "لأن ما يحك جلدك إلاّ ظفرك". في تلك الأيام كانت هناك شركات مقاولات قطرية قوية لم يتم الاهتمام بها بالقدر الكافي لتقويتها؛ لأنها كانت بالفعل ولا تزال تشرِّف ومبانيها لا تزال تشهد لها مثل شركات الاعتماد والدرويش والعطية والنصر وحمد بن خالد وغيرها التي لديها خبرات كبيرة، فلم تكن هناك حاجة الى شركات خارجية، علماً بأن منها ما يبني مشاريع خارج الوطن. وآنذاك كان هناك نجم كبير باسمه ومقامه وأخلاقه ومبادئه اسمه خالد بن عبد الله العطية، الذي احتضن خيرة المهندسين القطريين وقدّر رجال قطر الذين تخرجوا من أفضل الجامعات، فأعطاهم الثقة والحماية عند توليه مسؤولية وزارة الأشغال العامة، وكان المهندس خالد سليمان الخاطر يده اليمنى آنذاك، ثم لحقه الثلاثي الذهبي المهندسون القادة راشد محمد المناعي وأحمد إبراهيم فخرو وأحمد بن حمد آل ثاني..إن ما فعله العطية رحمه الله هو الاستثمار في عياله أهل قطر، وكان صاحب قرار وهيبة وكلمته الدائمة لهم "أنتم عيوني اللي أشوف فيها" و"هذي بلادكم مثل ما هي بلادي" كلمات وضعوها أمامهم وفي قلوبهم؛ فأنجزوا وأخلصوا، لا ينظرون الى منافع خاصة.. إنها روح الأسرة والإخلاص للوطن. وتبعتهم كوكبة رائعة من المهندسين القطريين؛ لأن القاعدة كانت أصيلة.. قاعدة بوعبد الله، خالد بن عبد الله العطية، طيب الله ثراه. والناتج معالم مازالت صامدة.. فهل عرفنا الفرق؟ إن الدولة لم تقصر، وتعطي بأقصى ما تستطيع -جزاها الله خيراً- وتتعاقد مع أكبرالشركات العالمية، ولكن التعلم من الماضي مهم..اهتموا بعيالكم المخلصين فَهُم الأمان؟!