28 أكتوبر 2025

تسجيل

السجن والمسجون في قفص الاتهام

03 ديسمبر 2014

ما يردنا من انباء مصدقة حول تراكم عدد المساجين في السجون المحلية ووجود أعداد زائدة في كل انواع السجون في الدولة، ينتج عنها تكدس شديد في عنابر الاحتجاز يتسبب في تفاقم الطاقة الاستيعابية للسجون الحالية، وبغض النظر عن التهم الملصقة ضد المساجين بمختلف جناياتهم، فان شكل المكان المحجوزين فيه يتطلب متابعة لاوضاعهم الانسانية، وهذا لايعني ان سجوننا تنقصها العناية والاهتمام، الا ان الزيادة السريعة والملحوظة في السنوات الاخيرة فاقت استيعاب القابعين فيه، سواء من الوافدين او المواطنين، وبالاخص اولئك الغارمون بسبب شيكات وهمية بدون رصيد اصبحت ظاهرة مخيفة بين ابناء الوطن، ناهيكم عن عمليات النصب والاحتيال التي تعرضوا لها من جهات اجنبية، فجعلوا انفسهم لقمة سائغة لهؤلاء المحتالين الذين عرّضوهم للمحاكم وغياهب السجون.مادام ان الوضع كذلك والاحكام تجاوزت على كثير منهم بالسجن عدة سنوات، بل وصل كثير منهم لعشر سنوات واكثر، ولان المنطق يقول ان القانون لا يحمي المغفلين كما هو دارج، ولان احكام الشرع تقول (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ولان الجهات الخيرية اعيتها تلك الديون الضخمة التي تكبدها اولئك السجناء الذين يعدون من الغارمين الذين يستحقون العون والمساعدة، فلا اقل من ان تعيد وزارة الداخلية ممثلة بادارة السجون دراسة الموضوع بجدية تامة، ووضع خطة لتطوير السجون وتوسعة استيعابها للمساجين، وفقا للمستجدات والمستحدثات التي طرأت على اوضاع الدولة السائدة في مختلف انواع السجون في الاونة الاخيرة.من جانب المصلحة العامة يحدونا الامل ان تجد دعوتنا لتنظيم وتطوير السجون تجاوبا من الجهات المعنية في الدولة رغم اني لا اعلم ما هي الحالة السائدة على وجه الدقة، الا ان معلوماتنا من بعض المفرج عنهم من تلك الاماكن يؤكدون تكدس المساجين والعزلة المفروضة عليهم دون ممارسة انشطة مفيده تزيح عنهم كابوس المكان والوحشة، وفي ظل هذه الاوضاع إن صحت، نتقدم بمقترحات وجود مراكز ثقافية، ومستشفيات صحية، ومراكز اجتماعية، ومزارع وحظائر أنعام، ومراكز تدريب، وهيئة للمدن الصناعية، ومراكز للتدريب المهني، وصالات للنشاط الثقافي، وصالات للتعليم الجامعي عن بُعد.وهذه الخدمات معمول بها في كثير من دول العالم وحتى في منطقتنا، لان السجين قبل كل شيء انسان تعرض بقصد او من غير قصد الى مخالفة القانون وارتكاب جنحة تعد بالطبع من الجرائم التي تستحق تطبيق الحد عليه، لكن هذا الشخص الذي قادته افعاله الى هذا الوضع يحتاج من الرعاة المشرفين على وضعه ان يوفروا له كل ما يقوم سلوكه ويجعله عنصرا فاعلا بعد انتهاء فترة عقوبته، حتى يخرج غير ناقم على ما حل به ويكون مقدرا للرعاية التي حظي بها وهو مخطئ في حق نفسه.اللهم انا نعوذ بك من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.. اللهم اجعلنا من الفائزين واعصم شبابنا من تعرضهم لافعال تسيء لهم ولمستقبلهم.. اللهم امين، وسلامتكم.