23 سبتمبر 2025

تسجيل

الكويت.. الشعلة التي لا تنطفئ

03 نوفمبر 2019

  فيض من المشاعر الصادقة فجر دويها تصفيق حار ممتد من الأعماق، أضفى على القاعة عبير المحبة والطاعة والولاء من شعب الى قائده تجسدت عند دخول الوالد سمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله الى قاعة مجلس الأمة لافتتاح دورة الانعقاد الرابعة للفصل التشريعي الـ 15 لمجلس الأمة ( البرلمان ). صورة تؤكد لنا عمق الترابط بين الأب وأبنائه في زمن قلّما نجد مثل هذا التلاحم الحميمي إلا ما ندر، وتلك الثقة الاريحية في زمن الحواجز والحصون، صورة الأب المحب لشعبه لم تغب عنا، وقف طويلا مرحبا بالحضور بالرغم من ألمه وقدومه من العلاج تقديرا واحتراماً لهذا الحب، كما هو حبه لأبناء الخليج الذي تجسد في كلمته التي ألقاها في هذه الدورة لانعقاد مجلس الأمة، الأزمة الخليجية همه وأولوياته وديدنه في الكلمة التي ألقاها مؤكدا بضرورة إيجاد الحلول، خاصة وأن الكويت صاحبة فكرة انشاء مجلس التعاون الخليجي حيث قال سموه: " إنه لم يعد مقبولاً ولا محتملاً استمرار الخلاف بين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي لأنه أوهن قدرات المجلس وهدّد إنجازاته "كما أكدّ على ضرورة الترفع عن الخلافات ووضع مصالح الأمة العربية فوق كل اعتبار. هذه هي الكويت ليس غريبا عليها ولا على أميرها هذا التوجه الطيب في الوقوف مع الاخوة الأشقاء في دول المجلس في الأزمات ولم الشمل بينهم، بهدف الحفاظ على وحدة الصف والكلمة، وعدم الفرقة باعتبار ما يربط بينهم من وحدة النسب واللغة والتاريخ والعادات من جهة، ثم ما يحيط بالخليج من تحدّيات وأزمات إقليمية هادفة الى زعزعة استقراره وأمنه، وضرورة التلاحم لمواجهة تلك التحدّيات، وهذا ما لمسناه مع بداية الأزمة الخليجية وحصار قطر. وما الملتقى الخليجي الثالث للصحفيات الخليجيات الذي عقد يوم الأحد 2019/10/26م بتنظيم من جمعية الصحفيين الكويتية إلاّ نموذجاً إيجابياً للتلاحم والتواصل الخليجي، الذي تهدف منه دولة الكويت، الى العمل الخليجي المشترك وخاصة في المجال الاعلاميّ، والذي هو امتداد لملتقيين سابقين جمعا صحفيّات من دول الخليج في لحمة واحدة وفكر مشترك، للتقريب وكسر الحاجز الذي خلفته الأزمة السياسية الخليجية، وهذا ما استشعرنا به أخوات يجمعهن بيت واحد وهدف واحد وحوار واحد ومجال واحد هو المجال الاعلامي، الذي يقع عليه العبء الكثير في ظل الثورة التكنولوجية، ودور المرأة في مواجهة تلك الثورة بكلماتها وصوتها ورأيها، فمن يستقرئ إعلامنا الخليجي بكل مجالاته يجد بين سطوره بصمات المرأة الخليجية في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي وغيره. وقد أشاد سمو رئيس مجلس الوزراء معالي الشيخ جابر المبارك بالجهود التي تقوم بها المرأة الخليجية في تطوير الإعلام بمختلف وسائله، مؤّكداً الدور البارز الذي تقوم به في المجال الاعلاميّ لاسيمّا في نشر الوعي والثقافة، ودفع جهود التنمية، وإظهار الصورة المشرِّفة، وكذلك أشار معالي وزير الاعلام ووزير الدولة لشئون الشباب الكويتي السيد محمد الجبري في كلمته عند افتتاح الملتقى بالدور الرّيادي للمرأة الخليجية في المجال الاعلامي بكل وسائله، وان المصلحة الوطنية والخليجية فوق كل اعتبار، كما أكّد أمين سر الصحفيين الكويتيين عدنان الراشد أهمية إقامة مثل هذه المؤتمرات من أجل تمكين المرأة. لقد أضفى الملتقى جواً سامياً من المحبة والألفة والتفاعل بين الصحفيات الخليجيات، دعّمه الحوار حول دور المرأة الخليجية، والتحدّيات المجتمعية التي تواجهها بالرفض والقبول، وكيفيّة التغلب عليها، بما يحمله قلمها من فكر نيّر وأسلوب يلامس الفكر والقلب، وبما يحمله صوتها الإعلاميّ من رأي حول القضايا الاجتماعية والوطنية والخليجية تُدحض به الآراء المخالفة والمغرضة، فنحن في زمن صعب يحتاج الى صحافة إيجابية بوصلتها العقل، وديْدنها القيم والأخلاق، وإلى إعلام يبني ولا يهدم، ويجمع ولا يفرّق، إعلام يلامس الجراح فيضمدها، والعلاقات فيقويّها. والمرأة الخليجية الصحفية قادرة، والواقع يثبت ذلك، فالثورة الاعلاميّة التكنولوجية ممتدّة بكل سلبياتها وإيجابياتها، تتطلب التحمّل والإصرار والإرادة، ومواجهة كل التحدّيات التي تتعرض لها الصحفية الخليجية من أَذى سواء في اللفظ أو الفعل، خاصة في المجال الميداني، وكيفيّة التغلب عليها بصدقها وقيمها وثباتها، وهذا ما أثير خلال أحد اللقاءات لتؤكد أهمية المرأة ودورها وتمكينها في المجال الصحفي، والاستنارة برأيها في وضع الحلول لمواجهة التحديات. شكرا لدولة الكويت هذه المبادرة الطيبة في تفعيل ملتقى الصحفيات الخليجيات سنويا والذي يعززّ مكانة المرأة، شكراً للأخوة في جمعية الصحافة الكويتية والاعلام الخارجي على جهودهم لنجاح هذا الملتقى، وأخص بالشكر الاستاذة فاطمة العازمي منسق عام الملتقى وعضو جمعية الصحفيين الكويتية. [email protected]