15 سبتمبر 2025
تسجيلعلينا ألا نستهين بالتجارب والأحداث التي تمر علينا في حياتنا فهي السبيل والطريق التي من خلالها نصنع منهج حياتنا بل هي الوسيلة التي من خلالها نستطيع أن ننمي العقل فهماً وإدراكاً وتعلماً ومن خلالها نستفيد من أجل مستقبلنا.لابد أن نعلم أن أي حدث وأي تجربة مهما كانت سيكون لها أثر في مستقبل حياتنا يستفيد منها من يستفيد ويغفل عنها من يغفل ولعلي تعلمت في حياتي الكثير بل هناك تجارب بسيطة جعلتني أكثر تعقلاً وحكمة مما كنت عليه سابقاً لا أخفيكم أن هناك بعض الأحداث كان لها أثر كبير في حياتي وكانت في ذات الوقت سبباً كبيراً في الكثير من النجاحات رغم صعوبتها وألمها ومرارتها وهناك أحداث كبيرة كانت سبباً في مآس كبيرة للنفس ولكنني ولله الحمد تجاوزتها بحلوها ومرها وكانت أيضاً صاحبة أثر كبير سواء في تكوين الشخصية أو في طريقة التعامل مع الأحداث وليس منا شخص لم يجد عقبات في حياته وأزمات وليس منا شخص لم يكن في فترات من حياته يشعر بأنه ظلم ظلماً عظيماً ولكننا نختلف في ردات الفعل وطريقة التعامل معها ومن هنا تختلف النتائج فمن يتعامل معها بعقل وحكمة ويتجاوزها ويجعلها سبباً للانطلاق مرة أخرى نحو ما هو أفضل فبلاشك أنه هو المستفيد ويجعلها رصيدا يتعلم منه، أما من يتعامل مع كل تلك الأحداث بأنها نهاية الحياة وعقبة يقف عندها فلاشك أنه ينهي مستقبلة ويرجع للخلف دون أن يشعر.الحياة مكابدة فلابد أن نتعامل معها بهذا المنطق ليس فيها راحة، ويوسف عليه السلام في كل مراحل حياته كان يمر بالكثير من الأحزان والمصائب ولكنه في كل محنة يتعامل معها بحسن ظن مع الله ويتجاوزها بقلب صابر وراض ولكن لابد أن نعلم أنه في كل مرة يكون المظلوم ولم يكن ظالماً وهذا هو الدرس اليوم ألا نظلم شخصاً ولا نضر إنساناً لكي نجد النصر والتمكين فالله ينصر المظلوم ولا ينصر الظالم.ما هو مهم أن نفهم ونعي جيداً أنه مادامت هناك حياة فهناك ابتلاء ومادام هناك ابتلاء فلابد أن يكون هناك عقل يعي ويتعلم ونفس تصبر وتتأمل وروح تسكن إلى الله وسبق وقلت إن هناك ثلاثة مرتكزات مهمة في حياتنا: النفس والعقل والروح.. متى ما استطاع الشخص أن يجعل حياته متوافقة ومنسجمة مع تلك المرتكزات الثلاثة وتعمل جميعها جنباً إلى جنب فلاشك أنه سيكون صاحب الحكمة في كل شؤون حياته فالعقل يفكر والنفس تحاسب والروح تتصل بخالقها هذه هي المعادلة الصحيحة التي من خلالها نعيش حياتنا بسلام.يا سادة يا كرام استمعوا لأنفسكم جيداً واتصلوا بخالقكم بأرواحكم واجعلوا للعقل فرصة لكي يفكر ولا تندموا على ما فات واصبروا وصابروا وستجدون أثر ذلك عاجلاً أم آجلاً.