08 أكتوبر 2025
تسجيلرغّب الاسلام في الزواج وحث عليه في القرآن وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم لما وراءه من أهداف وما يحققه من مقاصد في الحياة الانسانية وجاء في الحديث الشريف قوله عليه السلام "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج" من هذا المقصد فالزواج هو شرعة كونية منذ خلق الله الانسان. ويحمل الزواج فضائل كبيرة من اهمها ايجاد الأسرة المسلمة التي هي الخلية الأولى لقيام المجتمع المؤمن، لقوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) كما ان الزواج هو رباط اجتماعي، حينما يتزوج المرء من عائلة أو من عشيرة أو من قبيلة فقد انعقدت بينه وبينهم آصرة ورابطة هي رابطة المصاهرة. وما نراه اليوم من عزوف الشباب عن الزواج في مجتمعاتنا عائد في اغلبه الى ظاهرة المغالاة في المهور والتزايد فيها، وجعلها محلاً للمفاخرة حتى بلغت الحال التى هي عليها، فغلاء المهور مشكلة تواجه جميع الشباب، وسكوت الجهات المعنية عن هذه الظاهرة ادى الى استفحال الأمر وبلغ الى ما هو عليه الآن.. ان التغالي في المهور مشكلة تعوق وتعكر الزواج الذي أمر الله به ورسوله، لقول رسولنا الكريم "إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة". نورد هذا الموضوع في سياق مكرمة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بالعرس الجماعي الكبير في الشقيقة اليمن الذي اشرفت عليه مؤسسة اليتيم التنموية اليمنية. وكان هذا العرس الجماعي يهدف كما جاء في كلمة الشيخ أحمد بن محمد بن جبر آل ثاني مساعد وزير الخارجية لشؤون التعاون الدولي بهذه بالمناسبة إلى مساعدة الشباب في التوجه نحو العفة وتحصين النفس وإرساء قيم التكافل والتعاون بين شرائح المجتمع والتخفيف من التكاليف والنفقات على المقبلين على الزواج.. وقد اشار في الكلمة نيابة عن سمو الامير الوالد إلى الأبعاد الاجتماعية والتنموية والنفسية لمشروع الزواج الجماعي. موضوع العرس الجماعي يعزز الهدف بلا شك من تعزيز التواصل والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد، ويبرز مظاهر التعاون والألفة والمحبة التي ينعم بها وطننا الكبير، ومكرمة سمو الشيخ حمد بن خليفة تصب في هذا المعنى واعتبر العرس الجماعي هو الأكبر على مستوى العالم حيث ضم 4 آلاف عروس وعريس من الايتام من مختلف المحافظات اليمنية.. ان ما تقوم به دولة قطر هو واجب وطني عربي تجاه الأشقاء في اليمن السعيد.. وتعبر هذه المكرمة عن تميز وريادة وهو ما تعودت عليه قطر في مختلف الظروف والمواقف. المكرمة لها وقعها الانساني الكبير على المستفيدين منها وهي تضاف إلى قائمة المبادرات الإنسانية والخيرية لسمو الامير الوالد ولدولة قطر، بما يحسب لها هذا العمل الخيري للشعب اليمني الشقيق ويعينه على مواجهة معدلات الفقر والوضع الإنساني الحالي في اليمن.