15 سبتمبر 2025
تسجيلما صرح به جنرال أمريكي رفيع المستوى لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أن أمريكا تدعم الحوثيين في اليمن لمحاربة «الإرهاب الإسلامي السني»، وأن أمريكا هي من سلمت اليمن للحوثيين وهي من تدخلت لإنقاذهم وحالت دون سقوطهم بوضع الخطوط الحمراء حول صنعاء والحديدة وصعدة، وهي من منعت الجيش اليمني من التقدم لإسقاط مدينة الحديدة، هي بمثابة اعتراف رسمي من الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الحوثيين في اليمن وأن كل المعطيات السياسية خلال الثماني سنوات من عمر الحرب في اليمن ما هي إلا كذب ونفاق وازدواجية معايير تعاملت بها أمريكا تجاه الأطراف الفاعلة في الحرب وكان الضحية الأولى فيها الشعب اليمني. ولعل ما تم كشفه أيضاً بفتح الولايات المتحدة لميناء الحديدة لدعم الحوثيين بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وفي المقابل ساهمت في إفشال عمل الحكومة الشرعية وتفكيك الجيش اليمني ومنع تزويده بالأسلحة الثقيلة المتطورة، كلها توضح جلياً مدى الفوضى العارمة التي أحدثتها أمريكا في اليمن والمنطقة برمتها !! وفي مقال لـ”باك ماري بيري” في مجلة “فورين بوليسي” قال الضابط الامريكي: إن قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال لويد أوستن المرشح وزيرا للدفاع في حكومة الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن غضب من التدخل السعودي ضد الحوثي لأننا كنا ندعم بهدوء قتال الحوثيين ضد القاعدة في شبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت. وحول شعار الحوثيين “الموت لأمريكا الموت لإسرائيل” قال الجنرال الأمريكي: إن هذا مجرد شعار لا حقيقة له في أرض الواقع ونحن نتواصل مع الحوثيين عبر القنوات الخلفية وهم شركاء معنا وحلفاء لنا. وقد كشف موقع «انتيليجنس أون لاين» الاستخباراتي الفرنسي، أن محطة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) في صنعاء، تلقت توجيهات من واشنطن بتكثيف تعاونها مع مليشيات «أنصار الله» التي يقودها عبدالملك الحوثي، لاسيما في ما يتعلق بجمع المعلومات الاستخباراتية عن تنظيم القاعدة، ومما يؤكد صحة التنسيق المشترك بين الحوثيين والولايات المتحدة أن الطائرات الأمريكية من دون طيار لا تتحرك من قواعدها البحرية إلا بعد تنسيق مع غرف العمليات الموجودة في صنعاء في مبنى الأمن القومي ومبنى وزارة الدفاع وهيئة الأركان، وهذه المؤسسات أصبحت تحت سيطرة الحوثيين بشكل كامل، ما يعني أن التنسيق بينهم أصبح أمرًا واقعًا !! كثيرة هي الأحداث التي تؤكد مدى التنسيق التام بين الحوثيين والولايات المتحدة بما يخدم مصالح الطرفين التي اتفق الطرفان على أهمية التفاهم والتعاون بشأنها، ولولا هذا التعاون لما صمد الحوثيين أمام ضربات قوات التحالف المشترك ولسحق الجيش اليمني الحوثيين منذ سنوات. ولعل هذه « التّقِيّة « التي يمارسها الطرفان أمام العالم أجمع يجعلنا نجزم بأنه طالما أن وكيل إيران في اليمن وطفلها المدلل جماعة الحوثي لديه كل هذه الحظوة والاهتمام والدعم من قبل الأمريكان فهذا يعني بأن ما نشاهده من احتقان وأزمات سياسية ضد إيران على كافة الأصعدة وإطالة مدى قضية الملف النووي الإيراني ما هو إلا تمثيل وضحك على الذقون، و « تقية « سياسية يُراد بها تنفيذ أجندات ذات منافع للطرفين.. فاصلة أخيرة يقول ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطاني الراحل: « في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، هناك مصالح دائمة « وهو حال الوضع بين أمريكا وإيران، وكل ما نراه ما هو إلا تمثيل في تمثيل، وشعار « الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود « ما هو إلا كلام يُراد به باطل، وسلِّم على محور المقاومة والممانعة !!