18 سبتمبر 2025
تسجيلفي المناقشات الدائرة حول الانتقال إلى اقتصاد عالمي مستدام، هناك تركيز كبير على التحول من استخدام الوقود الأحفوري إلى المصادر المتجددة في قطاع الطاقة. ويحظى الابتكار في مجال إنتاج الغذاء بأهمية مماثلة، أي الزراعة على مساحات أقل من الأراضي، مع الاستخدام الكفؤ للموارد. ويركز معرض إكسبو 23 الدوحة، الذي يبدأ هذا الأسبوع، على منع التصحر والابتكار في مجال البستنة.هناك إجماع متزايد على أهمية التحرك نحو الوصول بصافي الانبعاثات الكربونية في عالمنا إلى مستوى الصفر، مع القضاء على الانبعاثات الصافية للغازات الدفيئة المعروفة بأنها تتسبب في حدوث ظاهرة تغير المناخ. ويتمثل الالتزام القانوني للمجتمع الدولي، بموجب اتفاق باريس لعام 2015، في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 43% بحلول عام 2030، والحفاظ على عدم ارتفاع درجة حرارة المناخ بشكل يتجاوز 1.5 درجة مقارنةً بدرجات الحرارة المسجلة في مرحلة ما قبل انطلاق الثورة الصناعية. ولكن، هناك مشكلة كبيرة آخذة في الظهور، وهي أن الشركات الصناعية والحكومات لا تسير على المسار الصحيح لتحقيق هذا الهدف وأن الجهود الرامية لتنفيذ عملية تحول الطاقة متأخرة عن الجدول الزمني المحدد لها. فقد أشار تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي هذا العام إلى أنه من الممكن الوصول إلى صافي الانبعاثات الكربونية الصفرية عبر استثمار 0.5% فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول نهاية هذا العقد، مع ما يترتب على ذلك من فوائد اقتصادية عديدة. ولكن كان هناك تحقيق لاحق أجرته صحيفة فايننشال تايمز سلط الضوء على أن هذا الأمر سيعتمد على مستوى الالتزام بتطبيق ضرائب الكربون، وإعادة توزيعها على الاقتصادات النامية، وإنهاء إعانات الدعم للوقود الأحفوري، وهو مستوى بعيد كل البعد عن الواقع الحالي. وهناك عقبات هائلة تلوح في الأفق مثل المديونية الحكومية، والمعارضة الشعبية للضرائب الخضراء، وقد تصل التكلفة الإجمالية للجهود التي تُبذل للوصول إلى صافي الانبعاثات الكربونية الصفرية إلى مبلغ هائل قيمته 100 تريليون دولار على مدى ثلاثين إلى أربعين عامًا. وبشكل منفصل، أفادت النتائج التي توصلت إليها شركة الاستشارات المستقلة إرنست يونج (EY) حول سلوك أكبر الشركات المدرجة بالبورصة في المملكة المتحدة خلال وقت سابق من العام الحالي إلى أن 5٪ فقط من هذه الشركات لديها خطط مفصَّلة وذات مصداقية للتحول المناخي. ومن بين الآثار المترتبة على هذه النتائج أن التحرك نحو تحقيق هدف الوصول بصافي الانبعاثات الكربونية إلى مستوى الصفر ربما لا يمكن تحقيقه من خلال تحول الطاقة وحده. فمن المرجح أن تكون هناك حاجة لاتباع أساليب أخرى تشمل احتجاز الكربون وتخزينه، والحفاظ على مصارف الكربون الطبيعية مثل الغابات القديمة والنظم الإيكولوجية البحرية أو استعادتها، وتحسين عزل العقارات والابتكار في إنتاج الأغذية. وتستحوذ حلول الهندسة الجيولوجية على اهتمامٍ متجدد. فقد قدم الملخص الذي أعدته جامعة هارفارد العام الماضي، بعنوان عكس آثار تغير المناخ باستخدام الهندسة الجيولوجية في شهر يناير 2022، إيجازًا مفيدًا، حيث أشار إلى أن رش هباء الكبريتات في الغلاف الجوي العلوي سيكون له تأثير في تبريد الكوكب. وهناك طريقة أخرى تتمثل في تفتيح السحب باستخدام رذاذ مياه البحر، وهي طريقة لها تأثير مماثل. ومن الممكن أن يؤدي تسميد المحيطات إلى زيادة قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون. ولكن المشكلة في كل هذه الأمور هي أنها تخل بتوازن الظروف الجوية أو النظم البيئية المعقدة، وقد تؤدي إلى حدوث آثار جانبية غير مرغوب فيها. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي حقن الهباء الجوي الكبريتي إلى استنفاد طبقة الأوزون، وقد تؤثر السحب الساطعة على الطقس بطرق لا يمكن التنبؤ بها، وقد يؤدي تسميد المحيطات إلى إزعاج النظم البيئية عبر التسبب في تكاثر الطحالب التي تستنزف الأكسجين من البحار. إن الوصول بصافي الانبعاثات الكربونية إلى مستوى الصفر هدف ضروري، ويجب أن يكون الاختبار عمليًا؛ لمعرفة ما إذا كان صافي انبعاثات الغازات الدفيئة سينخفض إلى الصفر. وستكون هناك حاجة إلى التفكير الابتكاري في مجالات متعددة، بما في ذلك احتجاز الكربون وإنتاج الغذاء وجميع الصناعات التي تستخدم الطاقة والموارد.